جمعة البعث والقيامة
-1-لا تسألني بعد يوم الجمعة،
كم مرة مت وبعثت حيا؟
كم مرة بعثرت رمادي
ونتوء الصخر يئن تحت جرحي،
يبسط لشمس بغداد كفا
ينقر على نزفها...
وجيف الموج المسافر قبل المساء
بين احزاني واضلعي.
امريكيا كنت ام انكليزيا
أي كنت،من فضلك دعني...
لعلك توادعني؟
ولو فعلت تغتال طفولتي.
كل جراحاتي إلتأمت...
وجرح الوطن هو الجرح في جرحي؟
-2-
تلك البلاد هل تعرفها؟
هي قبل البدء بلادي ووطني
كان دجلة قبل ان يكون الغمام
ويروي النبت بدموع السماء،
وشاطيء الفرات،يمتد دثاره...
بعد جنات عدن،
وحقول النخل
وزغاريد النساء
وكركرت صبية الملائكة في السماء.
تلك البلاد هل عاشت فيك دهرا
وانت فيها قبل الدهور مثلي؟
تلك ايها السيد قاهر القمر والكواكب
وطني وبلادي...
قبل الكتابة والتدوين وعصر النبؤات.
-3-
إني أراكم واسمع بالحب تراتيلكم
ايتها الشبيبة العراقية...
عبر شباكي غربتي المطل
على بحار الدنيا،دعوني
استعرض ملاحة ملايين وجوهكم
وجها وجها.
أنا اعرف كل هذه الوجوه النظرة
دعوني أقبل وجوهكم وجها وجها
وأغسل حزن السنين عن جباهكم
بدموع فرحي.
سوف لن انام الليلة...
سوف اوقف الليلة اجترار احلامي العتيقة
اليوم جمعتكم...
سوف احلم الليلة حلمي الاخير
ان يكون لي وطن احيا واموت فيه.