جيش البك الحر
مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة و الانخفاض الملحوظ في الكهرباء كعادة العراق في مثل هذه الايام تبدأ الحملة الشرسة و السافرة لهجوم (جيش البك الحر ) على العراقيين بمختلف أطيافهم و ألوانهم و انتمائاتهم و لهجاتهم و أعتصاماتهم بأستثناء سكان الاقليم طبعاً لوجود أتفاقية مسبقة بين الأحزاب الكردية و قادة جيش البك الحر ( الذي سمي حراً لحرية انتقاله بين البيوت بلا أحم و لا دستور ) و هذا يثبت الإشاعات التي تقول أن الاكراد هم من صنف ذوات الدم البارد التي لا تسفك في الحروب الطائفية المصطنعة و لا تستسيغها مفخخات التكفير و لديهم حصانة دولية تصل حد الدلال , أما باقي العراقيين فدمائهم مباحة لكل مصاصي الدماء المحليين و المستوردين و بمختلف الاحجام صغيرها و كبيرها و لكل من يريد أن ينكح حورية في الجنة براس كم عراقي مسكين . إن شراسة هجوم جيش البك الحر على العراقيين ليس له مثيل الا في غابات الأمازون الاستوائية فهو يقف على أهبة الاستعداد شاهراً أبره باتجاه الضحايا و بمجرد أنقطاع الكهرباء تبأ ساعة الصفر للهجوم على الاجساد التي لا تستطيع الاختباء تحت الأغطية لشدة الحر و لا تستطيع تحمل الابر المسمومة فتكون واقعة بين مطرقة البك و سندان الحر فلا مفر لها الا الحك و الهرش حتى تكاد تنزع جلدها عنها و أفراد جيش البك يتلذذون بدماء العراقيين النقية و الخالية من الاضافات الاقليمية لحد الان على الاقل و التي مازالت تحاول الحفاظ على بعضٍ من وطنيتها المسلوبة و بينما يتمتع طيران جيش البك بحملاته و تلذذه بوجبات الدم السريعة تبدأ مليشيا ( الحرمس ) للتدخل السريع بالتوغل تحت الاغطية و الملابس ليصلوا الى منابع الدماء و لتذيق العراقيين لسعات مؤلمة تنم عن حقد دفين و تحرمهم من النوم الهانيء بعد يوم يكد فيه العراقيين من الصباح و حتى المساء دون راحة أو أستراحة أو عطلة أو فرحة ليرموا بجثثهم المتعبة فتتلقفها الاعداء من حشرات صغيرة الحجم كبيرة الاذى لم تستطيع الدولة بكل مؤسساتها أن تقف بوجه هذا الجيش و فشلت كل الحلول الدبلوماسية و العسكرية و حرب العصابات في القضاء على هذا العدو أبتداءاً من محاولات عبد الكريم قاسم بأستيراد الديدان التي تأكل يرقانات البعوض من البرازيل فخالفت الاتفاقية و أكلت بيوض أسماك الشبوط و البني العراقي (فلاحظت برجيلها و لا خذت سيد علي ) و لم تعد ( أم الدخان ) التي كنا نركض خلفها و تملأ الجو بالدخان الابيض لتخيف جيش البك أو تأثر فيه فقد تعود عليها و بات يلعب في الهواء حين تمر قربه و حتى منظومة ( الكلة ) ذلك الابتكار العراقي التي كانت يحتمي بها أجدادنا لم تعد تنفع فقد تطور البك كثيراً حاله حل كل الدول في العالم أما نحن فتراجعنا الى الوراء در , و أخيراً يجب أن نسجل نقطة ايجابية لهذا الجيش و هو كونه شريف جداً لا يأكل الحرام مثل بعض مصاصي الدماء الذين نعرفهم فهو لا يقترب من دماء الاغنياء و الاثرياء و أصحاب المناصب لأنها مخلوطة بالحرام بل يقتصر على دماء الفقراء المتوفرة مجاناً و حين الطلب و دمتم سالمين .