Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

"حرب التسريبات" تشعل المعركة الانتخابية في العراق

المصدر: وكالة إرم الإخبارية

تسريبات صوتية لكبار المسؤولين ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، كان آخرها لكبير مستشاري رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، ومنها اعترافات بتلقي رشى وأخرى تخص صراعات داخلية بين الأحزاب السياسية.

سياسيون وخبراء يرون أن ذلك كله يأتي ضمن معركة انتخابية وصراع مبكر بين الكتل السياسية التي تسعى لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة أواخر عام 2025، متوقعين ظهور المزيد من التسجيلات الصوتية.

مراكز حساسة

وشهدت الساحة العراقية في الأشهر القليلة الماضية بروز عدة ملفات تتعلق بتسريبات صوتية لشخصيات في مراكز حكومية حساسة، فضلاً عن شبكة "التجسس والابتزاز" التي كان يقودها محمد جوحي، الذي يشغل منصبا كبيرا داخل مكتب رئيس الوزراء.

والملاحظ في هذا كله، أنه يأتي مع "بدء الأحزاب والكتل السياسية التحضير والتهيئة للانتخابات التشريعية وأنها باتت تستهدف جهات معينة داخل الحكومة دون غيرها"، بحسب الخبير الإستراتيجي، الدكتور حسن عبد الله.

كارثة

وقال عبد الله لـ "إرم نيوز"، إن "ما جرى من الإعلان عن بدء التحقيقات مع رئيس هيئة المستشارين بمكتب رئيس الوزراء، عبد الكريم الفيصل، يعد كارثة حقيقية، سواء إن صحت التسريبات الصوتية المنسوبة إليه أو لم تصح".

وأضاف أن "أزمة التسريبات الصوتية بدأت بالتصاعد خلال الأشهر الماضية، وكأن هناك من يحضر لإعصار كبير يمكن أن يعصف بحكومة السوداني، وإن لم يطح بها اليوم فعلى الأقل منع السوداني، بطريقة ما، من خوض الانتخابات المقبلة، وحرمانه من الولاية الثانية".

تسجيل صوتي

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد تداولت تسجيلاً صوتياً منسوباً إلى رئيس هيئة المستشارين في مجلس الوزراء العراقي، عبد الكريم الفيصل، تحدث فيه عن مشروع استثماري، ويظهر فيه ممتعضاً لتسلمه مبلغ مليون دولار فقط، بحسب التسجيل.

ورغم نفي مكتب رئيس الوزراء صحة التسجيل في الساعات الأولى من تسريبه، فإن هيئة النزاهة أعلنت فتحها تحقيقاً موسعاً للتأكد من صحة التسجيل، فيما منع الفيصل من السفر إلى خارج البلاد حتى انتهاء التحقيق في التسريب.

لعبة انتخابية

من جهته، يقول عقيل الريديني، المتحدث باسم ائتلاف النصر الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، لـ "إرم نيوز"، إن "اللعبة الانتخابية في العراق تختلف عند البعض في كل مرة، ويبدو أن هذه المرة ستشهد استخدام حرب التسريبات لإسقاط الخصوم السياسيين".

وأشار إلى "جهات داخلية" قال إنها "تحاول النيل من صلب العملية السياسية من جهة وإقصاء خصومها من جهة أخرى".

وتوقع الريديني أن "تتصاعد حدة التسريبات خلال المرحلة المقبلة، وقد تكون هناك تسريبات أخطر من التي يتم تداولها اليوم، وهذا ما يجب أن يلتفت إليه الجميع"، داعياً "الحكومية للحد من تلك العمليات؛ لأنها تضر بالمصلحة العامة للبلاد".

 

ملفات فساد

وشهد العراق خلال السنوات الأخيرة عدة تسريبات نسبت إلى سياسيين بارزين، كشفت عن محادثات خاصة تتعلق بملفات فساد أو ترتيبات سياسية حساسة.

وكانت الأجهزة الأمنية العراقية قد ألقت القبض في سبتمبر/ أيلول الماضي، على محمد جوحي، هو معاون المدير العام للدائرة الإدارية في مكتب رئيس الوزراء وسكرتير الفريق الحكومي ومسؤول التواصل مع النواب.

وتبين خلال التحقيقات تورطه بقيادة فريق "للتنصت والتجسس"، على مسؤولين حكوميين منهم نواب وبعضهم في جهات تنفيذية فضلاً عن التنصت على رجال أعمال، حيث يجري ابتزاز هؤلاء.

عصابة التنصت

المستشار الاقتصادي السابق للحكومة العراقية، عبد الحسين هنين، كتب على صفحته على فيسبوك، معلقاً على التسريبات الصوتية "عصابة التنصت وقعوا في شر أعمالهم لأن تسجيلاتهم وقعت في أيدي من لا يرحمهم وهي تشبه انفجار مختبر بيولوجي لفيروسات خطيرة لا تفرق بين من زرعها أو المستهدف إصابته بها".

واختتم بالقول "العملية مستمرة وننتظر التسجيل القادم وصولاً إلى الرأس الذي أسس هذه العصابة"، في إشارة إلى وجود تسريبات صوتية مقبلة.

وسبقت تسريب الفيصل بأسابيع قليلة تسريبات صوتية نسبت إلى رئيس هيئة النزاهة، حيدر حنون، وتتعلق أيضاً بقضايا تخص استخدام السلطة للتكسب الشخصي.

السوداني مستهدف

ويبدو من وجهة نظر المحلل السياسي، محمود هاشم، أن المستهدف الرئيس في كل ما يحدث هو، رئيس الوزراء محمد السوداني، الذي يراد أن يقطع عليه الطريق لعدم وصوله للولاية الثانية.

ويقول، لـ "إرم نيوز"، إن "كل ما يحدث اليوم من تسريبات صوتية وتعطيل للمشاريع والقوانين لا يدخل من باب التسلسل الطبيعي للأحداث، بل يبدو أن كل شيء مخطط له، خصوصاً أن خصوم السوداني من داخل الإطار التنسيقي لا غير".

وأضاف أن "هناك أطرافا لا تريد للسوداني الاشتراك في الانتخابات المقبلة؛ لأنها تعتقد أنه يحاول الحصول على الولاية الثانية بحصوله على أصوات انتخابية كبيرة قد تؤهله لحصد مقعد الرئاسة".

Opinions