حكومة الفضائيين
هناك امور تحدث هذه الايام كنا نخجل منها في السابق ونعتبرها (عيب او جريمة) ولكنها اليوم شطارة وتجارة، اتذكر انه لا يمكن لاحد ان يقدم سيكارة الى موظف اثناء تأدية واجبه، وان حدث هذا يعتبر ذاك الموظف مرتشي ولا يسلم عليه اصدقائه بعدها لانهم يخجلون ان يكون صاحبنا صديقتهم كي لا تلوث سمعتهم بصداقته!
واليوم انقلبت الموازين بشكل قوي اي 180درجة! اصبح الحرامي والسارق يهاب منه! حيث كان بالامس من الفضائيين واليوم اصبح بقدرة قادر من اصحاب الملايين! يسير خلفه حراس اشداء، يستبيح العرض والارض والهواء ايضا دون رادع! هكذا يتبين لنا هذه الايام ان حكومتنا السابقة كانت مجموعة من الفضائيين القدامى خلقوا لهم عروش يحرسها فضائيين جدد، لنبدأ من فضائيي مكاتب الرئاسات مرورا فضائيي الوزارات الامنية والدفاع وصولا الى فضائيي امانة بغداد والبصرة
انها سرقة في وضح النهار مع سبق الاصرار والترصد وهذه جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن مدى الحياة او في اقل الاحوال 7 – 10 سنوات! ولكن نجد انه يتم نقل المشتبه بهم الى وحدات خدمية (فيها راحة اكثر) او اقسى عقوبتهم هو "الاحالة على التقاعد" وهذا الاجراء بحد ذاته هو جريمة اخرى لتصبح جريمة مركبة يرتكبها القضاء في عهد الدكتور حيدر العبادي الذي اعلنا ومعنا الملايين ان نؤيد خطواته تجاه محاربة الفساد والقضاء على ظاهرة الرشوة والمحسوبية داخل اجهزة الدولة كافة دون استثناء ومع الاسف
النتيجة التي توصلنا اليها وهي لا تفاجأ احدا هي: ان عراقنا كوطن اصبح تحت رحمة داعش في عهد الحكومة السابقة! ونحمد الرب على عطفه بانها اي حكومتنا السابقة لم تجدد 4 سنوات اخرى والا لكان داعش ينام في فراشنا! والعاقل يفتهم! نقول هذا ان داعش كان يتواجد في مرفق لا بل في كل زاوية من زوايا المجتمع والحكومة من مكاتب الرئاسات الثلاثة الى الوزارات الى العشائر في المدن والارياف والدليل : قتلنا 10 – 24 – 36 – 70 ،،،،من داعش وكان داعش اصبح بعبع من الثيل كل ما نقطعه ينبت غيره! فهل هذا واقعنا حقا؟
اما الشعب فاصبح ضحية السياسات الخاطئة جدا من سياسيي احزابنا، وخاصة الاحزاب الاسلامية التي فشلت في قيادة دولة مثل العراق، بدليل ان العراق تراجع الى اسفل القوائم في الفقر والجهل وعدم وجود الامن وانتهاكات لحقوق الانسان وموطنيه اغراب في وطنهم (المهجرين قسرا) ونسبة البطالة ونسبة الجريمة ونسبة السرقات وعدد الحرامية
كما اكدنا في ظهورنا على الفضائيات: الله يكون في عون العبادي! ماذا ورث من ثقل جاثم على صدر العراق بحيث يمنعه من التنفس
لنتحد ونرفع هذا الثقل بثورة سلمية تؤيد العبادي اولا وبعدها تتجه نحو ثورة تنظيف القضاء و بعدها السلطتين التنفيذية والتشريعية لتنظيفهم من رجس الطائفية والمذهبية والتحزب السياسي الديني، ونتجه لمصير نازحينا وامننا واقتصادنا ونعيش الواقع كما هو وليس كما يفرضه الاخرون علينا
07/12/2014