خاطرة حول العراق ومصر والسعودية
وأنا أستمع إلى برنامج "الجهات الأربعة" في فضائية "الحرة" يوم 20/5/2011 جاء دور الخبير في مركز الإهرام للدراسات السياسية والستراتيجية السيد عماد جاد، فإنتقد خطاب الرئيس الأمريكي أوباما الذي ألقاه يوم 19/5/2011 في وزارة الخارجية الأمريكية بعد سنتين تقريباً من خطابه التصالحي الشهير في جامعة القاهرة الذي وجهه إلى العالمين العربي والإسلامي. إرتكز نقد السيد جاد إلى خلوِّ خطاب الرئيس من أية إشارة إلى السعودية ذات النظام الشمولي المتخلف التي تلعب حالياً دوراً في غاية السوء في المنطقة العربية، على حد رأيه. وذكر السيد جاد أن الشعب المصري قد غضب جداً للتدخل السعودي في الشؤون الداخلية لمصر، حتى أن شباب الثورة المصرية الغاضب قد نظم تظاهرة أمام السفارة السعودية في القاهرة طالب خلالها النظام السعودي بالكف عن التدخل بشؤون مصر. قال السيد عماد جاد بأن السعودية تحاول منع محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك. كما أنها وبعض دول الخليج يجمعون تبرعات عبر صندوق في الإمارات لتمويل حملة تهدف إلى الحيلولة دون إجراء تلك المحاكمة.هنا فرحتُ لتحرر شباب الأمة العربية من أسار الأنظمة العربية الدكتاتورية الفاسدة المتآزرة مع بعضها وإنطلقوا لمحاصرة من تبقى يتنفسُ نَفَسَه الأخيرَ من تلك الأنظمة الشمولية وعلى رأسها النظام السعودي.
لكنني بنفس الوقت حزنت لحظِّنا العاثر، نحن العراقيين، إذ تذكرت أن هناك من العراقيين "الصفوة"، لا الشباب المفتقر إلى الخبرة، من شَتَمَ المالكي ألف ألف مرة لأنه قال للسعودية وسوريا وإيران: "كفى قتلاً لأبناء شعبنا".
السيد أياد علاوي، وهو "صفوة الصفوة" تسائل "ببراءة" في فضائية "الحرة"، قبل عامين تقريباً، عمن هو الملام في توتر العلاقات: الحكومة العراقية أم الحكومة السعودية، ثم يضيف "عندما كنت رئيسا للوزراء أكد لي الأخوة السعوديون إستعدادهم للتعاون التام مع العراق لمكافحة الإرهاب. فماذا حصل؟". لم يُجب الدكتور أياد على سؤاله لأن الجواب واضح وضوح الشمس وهو أن المالكي، المرتعب من الديمقراطية السعودية، هو الملام لأنه أرسل المفخخات والبهائم وفتاوى التكفير والقتل إلى "الأخوة السعوديين" لوأد ديمقراطيتهم!!
من هنا صَعَدَتْ الحميةُ في رؤوس بعض قادة إئتلاف العراقية فراحوا ينادون الفصل السابع لتخليص "الأخوة السعوديين" من براثن الوحش العراقي.
أين وطنية بعض العراقيين من وطنية المصريين، يا أولي الألباب؟!!