خبراء أميركيون يبحثون في واشنطن عن «خطة بديلة» في العراق
27/08/2006واشنطن ـ ا.ف.ب: فيما تبدو استراتيجية الولايات المتحدة في العراق امام حائط مسدود بسبب احتدام العنف، يبحث المسؤولون والخبراء في واشنطن عن خطة بديلة لهذا البلد، تتراوح خياراتها بين التقسيم أو الانسحاب أو تعزيز الحضور العسكري.
وقال ماكس بوت، الخبير في مجلس العلاقات الخارجية، في رأي نشر هذا الشهر في صحيفة «لوس انجليس تايمز»، ان «الاستراتيجية الحالية لا تعمل»، معتبرا انه على الرئيس جورج بوش ان يتحرك «لوضع حد للوضع القائم». ويقترح بوت تعزيزا ملموسا للوجود العسكري الاميركي، معتبرا ان «نشر بضع فرق في بغداد مع قيادة مناسبة، قد يكرر النجاح الذي حققه الكولونيل ماك ماستر، قائد فوج المدرعات الثالث في مدينة تلعفر، حيث كان الانتشار العسكري بالنسبة لعدد المدنيين يمثل عشرة اضعاف الوجود العسكري حاليا في بغداد».
وفي هذا السياق، قال ستيفن بيدل الخبير في مجلس العلاقات الخارجية، ان «ذلك سيكون امرا جيدا (تعزيز الحضور العسكري)، لكن المشكلة ان الجيش الاميركي ليست لديه قوات اضافية ليبقيها على الامد الطويل في العراق». واضاف ان «عدد القوات التي ننشرها حاليا هو الحد الاقصى الذي يمكننا ان ننشره»، مشيرا الى ان تعزيزا عسكريا على الامد القصير فقط قد يكون ممكنا.
من جهتهما، يقترح كل من رئيس مجلس العلاقات الخارجية ليزلي غيلب والسناتور الديمقراطي جون بيدن خيارا آخر، وهو ارساء نظام فيدرالي في العراق، اي صيغة تشبه التقسيم بهدف وضع حد للعنف الطائفي. واقترح الرجلان «منح كل من الاكراد والشيعة والسنة مناطقهم».
وقال بيدن في مقالة نشرتها «واشنطن بوست» الخميس، ان «الحكومة المركزية تقوم بتولي الامور ذات الاهتمام المشترك، كأمن الحدود وتوزيع مردود النفط». كما اقترح السناتور الدعوة الى «مؤتمر دولي ينتج عنه ميثاق اقليمي لعدم الاعتداء».
أما بيدل، فاعتبر ان هذا الخيار «لا يساعد على تقدم النقاش»، مؤكدا ان «الصعوبة تكمن في الحصول على توافق على اي أمر بين الاطراف العراقية». واضاف ان «المشكلة هي ان جميع الاطراف تعتبر التوافق امرا ينم عن مخاطر كبيرة. فهي تخاف جدا من بعضها البعض». ورأى ان هذا الواقع يجعل أي اتفاق على تقاسم السلطة أمرا مستحيلا.
الا ان خبراء آخرين يؤيدون فكرة سحب الجزء الاكبر من القوات الاميركية في العراق، عبر تخفيض عدد العسكريين في هذا البلد من 138 الفا حاليا الى خمسين الفا. وفي هذا السياق، يؤيد السفير الاميركي السابق لدى الامم المتحدة ريتشادر هولبروك «انسحابا تدريجيا» من العراق، بدون تحديد موعد للانسحاب النهائي. وقال هولبروك في مقالة نشرتها «واشنطن بوست» هذا الشهر، «يجب القيام بعملية إعادة انتشار للقوات الاميركية في شمال العراق، لتشكل حزاما عازلا بين الاكراد والاتراك، الذين يبدون اكثر اضطرابا».
أما بيدل فيرى ان «انسحابا من هذا النوع سيخلق انواع المشاكل، من احتدام للحرب الاهلية، الى نزاع قد يمتد على المستوى الاقليمي الى خلق معقل لتنظيم القاعدة وتداعيات اقتصادية اخرى». ويرى بيدل ان افضل الحلول هو ان تجد واشنطن الوسائل المناسبة للضغط على الاكراد والشيعة والسنة لكي يتوصلوا الى توافق بينهم.
واقترح بيدل ان تقوم الحكومة الاميركية بتهديد المجموعات الثلاث، «بأنها ستساعد اعداءها، اذا لم تتوصل الى توافق». اما جيمس دوبينز الخبير لدى مؤسسة «راند» فيقترح حلا آخر يتمثل بالطلب من الدول المجاورة للعراق ان تتدخل لايقاف القتال بين السنة والشيعة.