Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

خطايا الزمن الأصفر !

نلاحظ ، ونحن في بدايات قرن جديد، أن زمنا ثمينا قد افتقدناه على امتداد القرن العشرين ، لأن كلا من الدولة والمجتمع في حياتنا كانا وما زالا ، لا يعرفان حجمهما حتى اليوم بين الأمم الأخرى ، وما دام هناك ملايين البشر تؤمن أيمانا متحجرا باليا بالمطلقات من دون أي تفكير نسبي، وما دام هناك من يوهم الملايين بأن الشعارات والخيالات مجموعة حقائق ووقائع، فستبقي مجتمعاتنا متأخرة على أشد ما يكون التأخر ، وستبقي دولنا كسيحة عرضة للانقسام والتهرؤ والزوال! فمن ذا الذي يمكنه أن يتخذ موقفا مضادا من واقع مكابر ، لا يؤمن بالنسبية والتناسب ، ولا بالحريات ، ولا بالرأي الآخر ، ولا بحقوق الإنسان حتى الشخصية ، وليس في قاموسه إلا خلط الأمور ، وقلب الحقائق ، وتمويه الأشياء ، ومزاولة النقائض ، وإعدام التفكير ، وغلق باب العقل والاجتهاد ، وقراءة التاريخ بالمقلوب ، وإضاعة الزمن ، وقتل الحريات ، وادلجة العقائد الدينية سياسيا ، وتقديس الزعماء المهرجين وعبادة المومياءات المحنطة القديمة.

إن فلسفة الحداثة ، لا يمكننا ، أن نؤسسها في عالمنا المنكود بكل أوجه القباحة ، والسوء ، والدمامة ، والبلادة.. علي عكس ما نجده في مجتمعات تعلمت كيفية صناعة مستقبلها ، والإبداع في تاريخها المستحدث بعيدا عن إعادة إنتاج ما كان قد مضي زمنه وتلوكه وتجتّره من دون مضغه أبدا.. وعليه، فلابد أن يبدأ وعي جديد في مجتمعاتنا كلها ، يتعلم من مجتمعات أكثر واقعية وبراغماتية جملة من التقاليد المستحدثة . ولقد دعوت هذه الحالة بعملية إسدال الستار علي الماضي في كتابي: العرب والأتراك: الانبعاث والتحديث من العثمنة إلي العلمنة.

إن زمنا صعبا ، سيأتي علي أجيالنا الثلاثة القادمة في القرن الواحد والعشرين ، تكتشف فيه كم جرت من موبقات وخطايا من قبل الآباء والأجداد في القرن العشرين تحت مسميات شتي، وكانت في أغلبها : خائنة ، وملتوية ، ومزيفة ، وكاذبة ، ومفبركة ، وغير نظيفة .. إنني اكتب ذلك للتاريخ وللناس من بعدنا ، بعد أن أوهمونا نحن الذين ولدنا وتربينا وعشنا في الخمسين سنة الأخيرة ، بكل تلك الأكاذيب ، والمهاترات ، والشعارات ، والشتائم ، والتهويلات .. تحت عناوين مختلفة باسم المبادئ المجيدة التي تبدو اليوم للأذكياء ، كم كانت خاطئة ، ومزيفة ، ومنكرة.. لم يحدث أبدا ، أن استعيرت شعارات ، وسرقت أفكار ، واختلست مبادئ ، واستلبت مشاعر ، وأصدرت بيانات..!! فضلا عن سحق إرادة شعوب ، وانحراف مجتمعات عن أخلاقياتها العالية ! لقد تفاقمت التناقضات بشكل لا يصدّق ، أو يتخّيل ، فكيف يمكننا علاجه وهو على درجة بشعة من الاختلاف .. مع انكشاف مؤامرات ، وخيانات ، وجنايات ، وإضاعة حقوق ، وإعدام تكافؤ فرص وإبداعات ، ووأد حقوق ، واستخفاف بالإنسان !؟ والانكى من ذلك ، مشروعات قتل ، ونفي ، وتعذيب ، وتهجير ، وإبادات جماعية ، وتصفيات على الهوية ، وذبح نساء وأطفال.. ولم يحدث كالذي عايشناه في الخمسين سنة الأخيرة أن سرقت أوطاننا ، وسلخت مدننا ، وأحرقت مواردنا ، وسحقت أجيالنا في حروب قذرة رتبوها لنا .. وكلها تحت أغطية مبادئ وطنية ، وقيم قومية ، وإيديولوجيات سياسية ، وأحزاب دينية!! السؤال الذي نختزل فيه كل تطلعاتنا : متى تمتلك مجتمعاتنا الوعي كي تصنع إراداتها الخيرة ؟



نشرت في مجلة الأسبوعية ، 21 حزيران / يونيو 2009 ، ويعاد نشرها على موقع الدكتور سيار الجميل

www.sayyaraljamil.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الكلداني الشهم / كريم علكة* ودوره في أعمار دور العبادة لمسلمي مدينة السليمانية !! قبل فترة قرأت خبرا حول قيام أحد ألأخوة ألأيزيدية من ناحية / بعشيقة في محافظة / نينوى ببناء مسجد للمسلمين وعلى نفقته الخاصة . في الحقيقة قرأت الخبر في أكثرية المواقع والصحف ، وفعلاً هكذا خبر يستحق المتابعة والقرأة وتقديم الشكر لذلك الرجل الشهم الذي قام قيمة العمل بين الثبات والتعويم لاشيء يرتقي بمكانة الإنسان مثل العمل ولاشيء يهوي به إلى الدرك الأسفل مثل البطالة، هذه الفرضية ليست محسومة في المجتمعات الاستهلاكية بخلاف العراقيون يعانون نقص الخدمات في الصيف الطويل الحار رويترز/ ينام الطفل العراقي سرمد قيس على سطح منزله في بغداد متطلعا بشدة للافلات من الحر الخانق بداخله التعرف على الارهابيين المقتولين المسؤولين عن اغتيال احد الأئمة نركال كيت/بغداد/ تم التعرف على ثلاثة افراد من تنظيم القاعدة في العراق والذين تم قتلهم بغارة جوية لقوات التحالف عقب اغتيالهم لاحد الائمة المحليين ، وهم ابو رامي
Side Adv1 Side Adv2