Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

دردشة مع المطران باواي سورو: التنوع وقبول الآخر من صُلب المسيحية

بمناسبة مرور عام على ولادة كنيستنا في لاس فيغاس زارنا نيافة المطران مار باواي سورو يوم الاحد المصادف 14/6/2009 ليقيم قداساً احتفالياً بهذه المناسبة التي رأى فيها نمو هذه النبتة الطيبة بشكل طبيعي نتيجة سقيها بعرق الجنود المجهولين الذين يُضَحون بمالهم ووقتهم من اجل مساعدة هذا الطفل ان يسيربكل ثقة على قدميه، وخاصة من قبل رجال ونساء الخدمة والجوقة الكنسية! ودور الرعية البَنَاء التي وصلت نسبة الفاعلين فيها الى اكثر من 40% التي نتمنى ان تكون السنة القادمة سنة خير ومحبة ووئام لتصل نسبة المساهمين في العمل الجماعي والشخصاني والفردي الى اكثر من النصف! وهذه دعوة كريمة الى كل مُحب وغيور ان يبادر ليس الى دفع اشتراكاته فقط بل الى تأدية دوره وتكملة واجباته المسيحية في هذه المدينة التي لا تنام! وبالرغم من كل هذا اصبح وليدنا شاباً مكتمل الاعضاء تحت كنف راعينا الاب اندراوس توما واشراف نيافة المطران مار سرهد جمو، وهكذا نتقدم بخطوات ثابتة نحو الامام وثقة بالمستقبل من خلال جهودنا والعمل الجماعي ولنعمل جميعاً بيد واحدة واليد الاخرى نحمل كنيستنا برموش اعيننا في كل شيئ! اذن الى الامام



دردشة قبل وبعد القداس

التقينا مع العزيز المطران باواي سورو قبل القداس وبعد الترحاب به في بيته المقدس "كنيسة القديسة بربارة للكلدان والاثوريين" دردشنا سوية بخصوص الامور المطروحة على الساحة الوطنية والمسيحية، وبعد القداس استقبل نيافته بالهلاهل والتصفيق من قبل جاليتنا ورعيتنا، وبعد مباركة الغداء الخاص المعد لسيادته كان لا بد من اكمال لقائنا على المائدة! واكد سيادته على موضوع رئيسي الا وهو "قبول التعدد والتنوع هو اساس ومن صلب المسيحية" مستنداً الى انجيل الاحد 14/6 – السامري الصالح – ومختصره "كان رجلا نازلاً من اورشليم الى اريحا، فوقع بايدي اللصوص فعروه وضربوه وتركوه بين حي وميت! اتفق ان كاهناً نزل من نفس الطريق فلما رآه مال عنه "لم يلمسه" ومشى في طريقه!! وكذلك فعل احد اللاويين "شماس اليوم" !!! ولكن سامرياً "يعتقد انه كان من سكان بين الرافدين" مر به واشفق عليه وضمد جراحه وحمله على دابته وجاء به الى الفندق واعتنى بأمره ودفع اجرته!!!! فسأل يسوع : اي واحد من هؤلاء كان قريبي؟ فكان جواب معلم الشريعة :الذي عامله بالحسنى والرحمة! فقال له يسوع: اذهب وافعل مثله"



اسئلتنا وجواب سيادته

سمير: سيدنا باواي سورو حول سؤالنا : ما تحليلكم بما آلت اليه امور شعبنا المسيحي في العراق؟ وكيف ترى المستقبل؟ وما هو الحل؟



اجاب بابتسامته المعهودة: سمعت انجيل اليوم وهو عن مثل السامري الصالح، ان الحياة التي نعيشها هي خليط من (الكاهن وما يتبعه من ايمان وطقوس وعادات وتقاليد – واللاوي "الشماس" ويعني الجيل الذي بعد الكاهن ورجال الخدمة وما يتعلق بهم – والثالث هو يمثل "العلماني" اي طبقة الشعب وجمع المؤمنين!!!! اذن هذا المثل يعبر عن حالة وطبقات المجتمع، وجوب كل واحد ان يعرف دوره، لا بل الظرف الذاتي يتطلب من الكاهن والشماس والمؤمن ان يسموعلى دوره المرسوم، اي ان يبدع في عمله، لان ما ميزه السامري عن الكاهن والشماس هو عمل الخير الذي قام به، الكاهن دار ظهره عنه لانه يريد ان يكمل الشريعة ويحافظ على طهارته! ولا يهمه الا عمله! وهذا خارج عن مفهوم المحبة، وكذلك فعل الشماس او اللاوي لانه يسير ويمشي على خطى الشريعة ولا يلتفت يمنى ولا يسرى، ولا يناقش بل يطبق فقط ما يملي عليه، وكان مثل الكاهن بعيد عن المحبة وقريب من الانانية



هنا في الثالث يتجلى الحب ومحبة القريب (يعني بالقريب كل انسان مهما كان دينه ومذهبه وطائفته) لان السامري لم يسأل الشخص المعتدى عليه: من انت؟ ومن اي عشيرة؟ ومن اي مذهب؟ ومن اي طائفة؟ ومن اي دين؟ ومن اي مدينة؟ بل كان جل تفكيره هو ان يساعده لانه بحاجة الى مساعدة



النتيجة

نستنتج يا استاذ سمير من كل هذا

1- السامري تجاوز نفسه، اي اعطى مساحة اكبر لحركته في مساعدة القريب، لذا يكون النموذج لكل واحد منا ان لا يتقوقع في مكانه، ان يتابع ويقرأ ويثقف نفسه ويجاري حركة الحياة والتطور



2- طبق السامري نموذج رجل حقوق الانسان دون النظر الى هويته



3- يُعلمنا يسوع كيف نحب الناس كل الناس! دون ان نسألهم عن مذهبهم وطائفتهم ودينهم



4- الاهم هو ان يسوع ينادينا لقبول الآخر وعدم الغائه! ومن يعمل ذلك او ان يحاول ان يفكر بذلك ليس بمسيحي! هذا قول يسوع وليس قولي عندما قال لمعلم الشريعة: اذهب وافعل مثله

فهل نحن اليوم نفعل مثله؟ اذن جواباً لاسئلتك تكون بالالتئام وقبول الاخر والتنوع والتعدد، وكل من يلغي الآخر ليس بمسيحي، وهذا هو مفتاح لحل امور شعبنا المستعصية اليوم

شكرت سيادته وودعناه بنفس الحفاوة التي استقبلناه بها على امل اللقاء في اية فرصة قادمة

shabasamir@yahoo.com
Opinions