Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

دعوة الاستاذ جواد بولاني للمسيحيين اليست متأخرة ؟

habeebtomi@yahoo.no
في تصريحات للاستاذ جواد بولاني وزير الداخلية اطلق فيها مبادرة عراقية كريمة بدعوة المسيحيين الى الأنخراط بصفوف الجيش والشرطة . إنه اعتراف بكون المسيحيين إن كانوا من الكلـــــدان او السريان او الآشوريين هم المخلصين المتفانين في سبيل اسم العراق وأمن العراق .
فيما مضى من السنين بعد نيسان عام 2003 لا حظنا كم كانت هذه اأجهزة مخترقة من قبل العصابات والميليشيات والتي كانت تأتمر بأوامر غير تابعة للحكومة العراقية ، وحتى المواطن العادي كان يتوجس خشية من أيصال المعلومات الى أجهزة الشرطة خوفاً من افشاء أمره لتلك العصابات فتجري تصفيته .
أجل كانت اجهزة الشرطة والجيش مخترقة ، ولهذا لم تكن تعني الكمية ( الأعداد الكبيرة ) إنما كان المهم النوعية ، ومن المؤكد ان تلك العصابات وتلك الميليشيات كانت ترسل انصارها للانخراط في تلك الأجهزة فيبدو من الصعوبة بمكان تشخيص العناصر المندسة في هذه الأجهزة .
في هذا الصدد استطيع ان ازعم جازماً ان الأقليات الدينية وفي مقدمتهم المسيحيين لا تحوم حولهم الشكوك ، وليس ثمة احتمال من تجنيدهم من قبل العصابات او الميليشيات . فالمسيحيون من الكلدانيين والسريان والآشوريين ، يقدسون الهوية العراقية ، وليس لهم أي تماهي في اية دولة مجاورة ، وإن عمقهم المجتمعي والثقافي والديني هو الوطن العراقي ، وإخلاصهم هو لهذا الوطن لا غيره ، وإن عمل المسيحي الكلداني او غيره في الجيش او الشرطة او في اية وظيفة حكومية فسيقوم بواجبه في منتهى الأخلاص لا شائبة على ذلك .
كنت اعمل على البواخر ويعاتبني زميلي ابن دورتي وهو مهندس مثلي ويقول ما هذه الحماسة في العمل وكأن هذه الباخرة ملك ابيك ، فأقول له اسم عشيرتك تنقذك من كل اخطائك او عن تقاعسك في العمل بينما انا فإن إخلاصي هو الذي ينقذني من كل زلة او خطأ ، ففي اخلاصي أشعر وكأنني لا أخاف أحداً مهما كان مركزه او مسؤوليته ، وهذه شيمتنا نحن الكلدانيين إن كنا نعمل في اعمال حرة في التجارة او الصناعة او في وظيفة حكومية ، فالأستاذ جواد بولاني وزير الداخلية لم يكن مخطئاً حينما دعا المسيحيين الى الأنخراط في أجهزة الشرطة .
إن الأستاذ بولاني يبلغ الجميع بأن الوقت الذي كانت هذه الأجهزة محتكرة لفئة او طائفة معينة قد مضى زمنها . فالعراق اليوم يجب ان يكون عراق الجميع دون محاباة او محسوبية .
يحضرني موقف صادفني يوم نجحت من الرابع الى الصف الخامس العلمي ، حيث كانت ثمة تعليمات في عهد عبد الكريم قاسم تفيد بأن الطالب الناجح من الرابع الى الخامس العلمي بأمكانه التقيم الى كلية الطيران العسكرية ، ، فحلمت كشاب في مقتبل العمر وبنيت الامال في ان اكون طياراً يشق اعنان السماء .
فكتبت عريضة لمديرية تربية الموصل لتزويدي بوثيقة مدرسية الى كلية الطيران ، فشاهدها فراش المدير العام وقال لي ، إن عريضتك تحتاج الى طابع بخمسين فلس ، فنزلت الى كاتب العرائض واشتريت الطابع ولصقته في اسفل العريضة التي كتبتها بخط يدي توفيراً للمبلغ الذي ادفعه لكاتب العرائض .
وضعت العريضة امام مدير التربية ، وكان اسمي الثلاثي لا يظهر اني مسيحي ، فأخذ المدير يكيل لي المديح لمشاعري الوطنية وتمنى لي الموفقية لكي اتخرج طيار حربي اخدم وطني . وفجأة سألني في اية منطقة تسكن في الموصل ؟
فقلت له : استاذ انا من القوش .
هنا رفع رأسه من العريضة ونظر نحوي وقال :
أنت من القوش ؟
قلت نعم .
وانت مسيحي ؟
قلت نعم .
وتريد تصير طيار حربي ؟
قلت نعم .
وهنا طوى عريضتي عدة طيات ، وهو يقول : كليات البلد امامك ابني ، اما كلية الطيران ، فعليك ان تخرجها من دماغك وتنسى امرها بعد ان تخرج من هذه الغرفة . وسلمني عريضتي وأنا اجر اذيال الخيبة واليأس ، بعد ان بنيت قصوراً في الهواء في ان اكون طياراً مقاتلاً .
نعود الى رباط الكلام فأقول ان دعوة الاستاذ جواد بولاني لها مدلول على مهنية وزيرة الداخلية في العمل ، وآخر ، انه يريد تكريس الهوية العراقية على الهوية الطائفية او الدينية او القومية ، ولكن رغم ان دعوته كريمة مخلصة وصادقة لكنها بنظري جاءت متأخرة ، فقد هاجر الشباب الذين أرادهم ان يكون رجال مخلصين في هذا الجهاز او أجهزة الأمن او الجيش ، فهل نحلم ان يعود شعبنا الكلداني الى المدن العراقية ؟
لقد قرأت خبراً مفاده ان وزارة الداخلية اقامت احتفالاً في شارع ابو نؤاس بمناسبة اعياد الميلاد ، فهل نستبشر خيراً ؟ هل نستطيع ان نعود الى حيّينا في دافئات المنى كما تقول فيروز .
هل تعود شوارع بغداد تتلألأ بالمصابيح وشموع المحبة ؟
هل نسافر الى بغداد ونبني لنا بيوت ونعمل بالتجارة ؟
إن عودة المسيحيين الى المدن العراقية هو بمثابة عودة الأمان والأستقرار لهذا البلد . نأمل ان تتكلل جهود الأستاذ جواد بولاني وغيره من المخلصين في هذا البلد في إرساء قواعد الأمان والأسقرار ، وحكم القانون ، وتختفي كل مظاهر الطائفية المقيتة في هذا البلد المنفتح على كل التكوينات المجتمعية العراقية ويعود تألق نسيج المجتمع العراقي الجميل ، وتعود سماء العراق الصافية لتترصع بآلاف النجوم في الليالي القمراء الجميلة .
حبيب تومي / اوسلو

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
تخرج الشرطة الوطنية العراقية من دورة كارابينيري التدريبية شبكة اخبار نركال/NNN/ بغداد / افادت القوات المتعددة الجنسيات بأن السيد عدنان الاسدي وكيل وزير الداخلية العراقي صرح ضمن وفد من اتحاد الادباء العراقيين رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان يلتقي بوزير الثقافة ويطالب باستحداث مديرية للثقافة السريانية نركال كيت/التقى وفد من اتحاد الادباء والكتاب العراقيين السيد اسعد الهاشمي وزير الثقافة العراقي الجديد تناول اللقاء علاقة الوزارة بالاتحاد الشرطة العراقية تتسلم معدات تساعد في عمليات التحقيق في مسارح الجريمة شبكة اخبار نركال/NNN/ قاعدة طوارئ سبايكر العاملة ، تكريت ، العراق / افادت القوات المتعددة الجنسيات بتسلم المحققون العراقيون المتخصصون ثقافة الحواروموقف رجال الدين بتاريخ 2 / سبتمبر/ 2006 نشرموقع باقوفة مقالة لنا بعنوان " ثقافة الحوار وحوار الكنيسة " طرحنا فيها ضرورة الحوار بين المسيحي - المسيحي وبين المسلم - المسلم وبعدها وعلى ضوء النتائج الحوار المسيحي - الاسلامي , ولهذا الحوار شرطين حسب " هانس كينغ في مشروعه الا
Side Adv2 Side Adv1