دغدغة.. ولكن قصيرة..
فلنضع نقاطا على الحروف...يبدو ان البعض منا يحب ان يلهي نفسه بأن ندغدغ له مشاعره، ونهنئه، ونباركه، على تصرفاته الانقسامية. وهو يتحدث لنا عن البيئة المناسبة للعمل الوحدوي، وعن اهمية الوحدة، و"منطقية الخلاف والاختلاف". وبينما هو فاعل، ننتظر منه ان يتحنن علينا بالاشارة بأن نكف عن الدغدغة لبرهة عله يسترد انفاسه، لنعاود الكرة مرة اخرى، مدغدغين له مشاعره. وهكذا دواليك الى ان تنتهي مزحة اكيتو، والاحتفالات التي تتضاعف فيها اعداد الحاضرين بشكل عجيب، وبقدرة المسؤولين "ان صح التعبير" !!
ان محاولة الضحك على الذقون والتي اشرنا اليها في مقالات عديدة، هي محاولات فاشلة لن تنطلي على المهتمين بالشأن القومي، الا الحديثي العهد منهم، ممن لا يتقنوا الفباء القومية.
فمعايشة التاريخ، هي اكبر دليل لدحض نظريات (التظاهر)، والتمسك (بمثاليات ) قد لا تتناسب ووضع مطلقيها والداعين اليها... فالانسان الواعي بالامور القومية (على اقل تقدير)، يعلم بما جرى منذ سنين ليست بالطويلة، حول اكيتو، وما رافق هذا العيد من تصرفات صبيانية لدى بعض المسؤولين، ادت به الى الفرقة والتقسيم، ولذات الشخص الواعي ان يلاحظ كيف ان البعض ممن كانوا سببا في تمزيق "وحدة الشعب" في هذا الاحتفال الوحدوي، نتيجة تفضيلهم للالاعيب الصبيانية، والمزايدات الرخيصة، له ان يلاحظ كيف ان هذا البعض اصبح اليوم يدعو للوحدة في هذا اليوم، بل انه حتى بدأ يضفي صفة (القدسية) لهذا اليوم.. في محاولة منه واصدقائه الانفصاليين للاستنجاد بأكيتو علهم من خلاله يريحون الضمير من تأنيبه بسبب تطاولهم على الشعب قوميا في مناسبات.. و"كنسيا" في مناسبات اخرى.. و بعيدا عن "كشف المستور" في مقالنا هذا !!
نعود مع قراءنا من جديد الى مسألة الاحصاء التي يعاني منها "كتابنا" الاعزاء نتيجة اصابة البعض منهم بالمرض "الشرقي" في تضخيم الامور. فتزايد الاصابة بهذا المرض هو عارض خطير، نتمنى ممن يعاني منه محاولة العلاج بدواء يخفف من حدة الطيران في فضاء واسع وخيال اوسع. متذكرين بأن الاعداد تندرج من احاد الى عشرات، فمئات، فالوف. ونسبة التقريب لا تكون بان يحسب الـ 200 على انهم الفا !!
ان الكثير منا اصبح فريسة سهلة للمثالية في الحديث عن واقعه، فالكثيرون يتحدثون عن الوحدة، ويؤيدوها، وتراهم يتحدثون بأسم الشعب الكلداني الاشوري السرياني، وهم لا يشاركون هذا الشعب احتفالاته بل يفضلون الانعزال تحت اسم انفصالي !! "كُـتّاب" "ان صح التعبير"، اصبحوا اليوم يتغنون بضرورة الوحدة، بل انهم يعلنون من على شاشات الفضائيات على ان شعبنا هو شعب واحد كلداني اشوري سرياني، لكنهم لا يتوانوا عن ان ينشروا لنا مقالات عن كيفية الاحتفال بأكيتو انفصالي، بمسمى فقير ؟!!
ان الوحدة، ليست قوانينا وتشريعات، ونحن لسنا بحاجة لشخص او جهة لان يملوها علينا، ويعلموننا ابجديتها.. نحن لسنا بحاجة الى اتفاقيات على ورق، وشعارات براقة، وبكاء واستجداء من على صفحات الانترنت. الوحدة هي شعور، لا يملك الاخرون ممن يفضلون الانعزال والانفصال ان يجردوننا منه ان كانوا هم لا يملكوه..
الوحدة ليست بالقول بل بالفعل.. وسبنقى نحن واحدا شاء البعض ام ابى، نحن واحد مع من يخدم هذا الشعب، سواء كان عاملا، ناشطا، اكاديميا، كاهنا، مطرانا.. نحن واحد مع من يقرب ابناء الشعب الواحد. لكننا لسنا مع من يتباكى على وحدة الشعب وهو يحفر لاخيه حفرا او من يتامر من اجل فرض سيطرته على "ممتلكات" "لا يملكها"، ان كانت هذه الممتلكات "كنسية" او "قومية" !!
ان تاريخنا الحديث "جدا" شاهد على حقائق ومعطيات ليس لهذا البعض ان يغيرها، وان لم يتم التطرق اليها، او تنشر، فهذا لا يعني انها قد اندثرت، فهي كانت ولا تزال حقائقا راسخة في ذاكرة ابناء الشعب، فالامس ليس بالبعيد لأن يفقد الشعب ذاكرته. خصوصا ان كانت ذاكرة الشعب ملأة بمحاولات البعض للاستيلاء على "الحق"..واعتلاء "الكراسي" على اكتاف ابناء شعبنا..
ان محاولة طمس الحقائق، بممارسة شتى انواع التشهير والافتراء اوالتظاهر والاساليب الملتوية، لن يجدي نفعا، فالشعب يملك من سعة الذاكرة الكثير الكثير، وابناءه كثيرون، فإن خذلت الذاكرة احدا، فهناك المئات ممن شاهدوا بأم اعينهم، والالاف من الذين امنوا..
زبدة الموضوع، نرجو من جميع كتابنا و"المسؤولين" في بعض المؤسسات، ان يكونوا اكثر واقعية، وان لا يحاولوا ذر الرماد في العيون، والاهم من كل هذا وذاك، ان لايتباكوا على شئ هم انفسهم لا يؤمنوا به، او يحاولوا استغباء القراء بأن يقدموا انفسهم على انهم وحدويون، وهم اول من يهرب الى مخابئ الانعزالية حين يلهب البعض مشاعرهم الانفصالية وان فعلوا عكس ذلك فليثبتوه لنا بالافعال فقط..الافعال.
وبارك الرب بكل جهد جمع ولم يفرق
سيزار هوزايا
نيسن 2009
ملبورن – استراليا
sizarhozaya@hotmail.com