دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية-تتمة-
جوزيف شلالjosefshalal@hotmail.de
07 / 02 / 2008
في الفصل الاول والثلني تكلمنا عن المهمات الاساسية التي واجهت قوى اليسار والديمقراطية في الشرق الاوسط وعن اهمية ودور وضرورة واليات العمل المشترك بين القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية من اجل تاسيس وبناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية حديثة وترسيخ مفهوم الحوار والمناقشات ومعوقاتها .
الفصل الثالث -
---------- * هل يمكن بناء مجتمع مدني ديمقراطي علماني في ظل النظم الاستبدادية في المنطقة -
من الطبيعي ان يكون الجواب بالنفي ! لان هناك علاقة متبادلة بين الدولة والعلمانية والمجتمع والدين كذلك ان جاز التعبير . وهذه لا يمكن ان تلتقي وتجتمع تحت سقف نظام دكتاتوري وغير ديمقراطي .
ان الترابط بين الدولة والعلمانية وما بين المفهوم العلماني وعلاقته بالاديان وكذلك ما بين المجتمع والاسرة . هو ترابط وعلاقة متداخلة ومتعاكسة في نفس الوقت . قبل كل شيئ علينا ان نقول بان العلمانية لا تلغي الدين ابدا . وعلى الدين كذلك ان لا يلغي العلمانية ويصفها بصفات غير واقعية وحضارية كما قلنا سابقا .
ولهذا نرى في الانظمة الشرق اوسطية وفي العالم العربي والاسلامي انها تلغي العلمانية تماما مكرا بشعوبها التي تدعي باسلاميتها وتدينها . وعلى ضوء تلك المغالطات تم صياغة وكتابة دساتير بما ينسجم ويتماشى وتلك العواطف الدينية . على اعتبار ان دين الدولة الرسمي هو الاسلام ومصدر التشريع والقوانين تنبع من الشريعة كذلك .
اذن هنا كيف ستكون علاقة ما بين العلمانية والدولة والمجتمع مع الانظمة الدكتاتورية !! .
الفصل الرابع -
----------- * كيف يمكن مواجهة نظم وقوى الاستبداد بمختلف اشكال ظهورها والاغطية التي تتستر بها ! وكيف يمكن الخلاص من الفكر الشمولي والتعصب القومي والتميز الديني والطائفي والجنسي ! .-
ان التوجه الى ترسيخ الفكر العلماني هو شكل من اشكال مواجهة تلك القوى ومغالطاتها وفكرها الشمولي المتعصب . لان العلمانية بمفهومها هو توجه فكري وثقافي وسياسي وغير ذلك من المفاهيم الاخرى .
العلمانية تقوم بنشر تلك المعارف واتاحة الفرص للتوجهات الاخرى ومعتقداتها واراءها ومنها الدينية . ان قوى الاستبداد والتسلط في الدول القمعية هي اداة تكريس السيطرة والافكار الرجعية التسلطية والاستبدادية للحاكم سواء كانت سلطة مدنية او باطار ديني .
الانظمة الديمقراطية والعلمانية نراها . ان السلطة والدولة تهتم بالسلطات المحلية كالمنظمات الشعبية وحقوق الانسان والمجتمع المدني والنقابات والاحزاب والقائمة طويلة .
الواقع الاستبدادي يؤدي الى سلب المواطن عن واقعه ويجعله غير قادر على طرح اراداته . وكما تفعل اليوم بعض الانظمة المحسوبة على الاسلام . فعندما تقوم الدولة بتسيس الدين يعني هذا انها قد حولت الدين وبدون ان تشعر وتعلم الى كونه معتقدا ليس الا فقط وخاصة عند مؤدلجي الديانات والذين يحاولون تطبيق الشريعة لذك الدين .
وهكذا يمكن الخلاص او التخلص من الافكار الجمودية والاغطية التي تتستر بها مع الاعتبارات الاخرى كالتعصب القومي والديني والطائفي . مما يؤدي في النهاية الى امتلاك الارادة والحرية في جميع المجالات الانسانية والثقافية والسياسية وصولا الى احترام الانسان والحفاظ على كرامته وما يسيئ اليه .
الفصل الخامس -
------------ * مفهوم الدولة الديمقراطية العلمانية الحديثة ومقومات الوصول اليها ! -
لا اعتقد بان هناك نظام قادر على ايجاد حلول جذرية وجوهرية للمواطن غير النظام الديمقراطي العلماني . الفشل وخيبة امل كانت المحصلة النهائية لجميع الانظمة السابقة الدكتاتورية والدينية والقومية الشوفينية على مر العصور والتاريخ . تلك الانظمة حولت شعوبها الى طبقات . الطبقة الحاكمة وهي بمثابة الامراء والاسياد والشيوخ والطبقة الاخرى الى منفذ ارادات الطبقة الاولى اي بمعنى العبيد .
الاولى لها كل الامتيازات والصلاحيات والامكانيات بينما الطبقات الاخرى التي تليها الفقر والبطالة والتنفيذ والموت .
اذن هذه المجتمعات لا تعرف شيئا اسمه الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان . لان قوانينها قد استندت الى الفكر الديني والقبلي والعشائري او لافكار من احزاب شمولية دكتاتورية .
اما في الانظمة العلمانية الديمقراطية نجد هناك تنوع واختلاف في العلاقات الاجتماعية والثقافية مما يوصلنا الى حالة تقبل الاخر والغير والانتقال الى جميع مكونات والطبقات من الشعب وعلى حد سواء وبدون تمييز . ومن هنا نجد ممارسات ديمقراطية بكل اشكالها ومعانيها للمنافسة الشريفة للوصول الى النظام السياسي العادل والمقبول من قبل الجميع اجتماعيا والمتمتع بالديمقراطية وحرية البشر والعدالة الاجتماعية وانشاء الاحزاب والنقابات والمنظمات وما الى ذلك .
تكملة الفصول لاحقا .... .