Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ذبحتم شعبكم ببقائكم تحت نير القومية

من خلال متابعتنا للملف القومي لشعبنا! نجد العجب العجاب ورؤية ضبابية وكأننا نرى آثار اعصار مَرً من هنا، فوق ساحتنا السياسية والدينية، ويتبين ان هذا الاعصار من صنعنا نحن! ولم يتأثر به الجيران مطلقاً، بل بالعكس نجد الآخرون ينظرون الى المشهد بارتياح وكأنهم يشاهدون افلام كارتون! اصبح موضوع التسمية موضع تندر ليس من قبل الكثير من متابعي مسيحيوا العراق فقط بل تعدى ذلك الى العالم اجمع، وكان آخرها قول احدهم: اذهبوا واتفقوا على اسم وليدكم القديم/الجديد وبعدها طالبوا بحقوقكم



هذا القول تأثرت به الى حد انني تمنيت ان اضحي بحياتي من اجل مستقبل شعبي الذي يبكي دماً على الحال الذي وصل اليها من التشرذم والتشتت والتهجير، وعندما ارى قومي قد أُرغم على ان يكون جسرا يعبرون عليه من الجنوب الى الشمال ومن الشمال الى الجنوب وفي كل عبورنجد ونرى اثار دماء شهدائنا والمزيد من سقوط اخلاقي في بيع الاسم والهوية والكيان على حساب دماء شعبنا وبالمزاد العلني والسري، في الظاهر يكون هناك بكاء على "قوميتي،حزبي،كنيستي،بيتي – وعيني الاخرى على (حصة المسيحيين) الممنوحة من قبل الدولة والمنظمات العالمية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الانسانية، اذن نحن امام مشهد لانسان مد يديه اليسرى (مضمومة) بخجل يطالب بالقومية منطلقاً مما عاشه وقرأه من شذرات بين سطور المؤرخين، واليد اليمنى (القوية) ممدودة ومفتوحة على الاخر لاستلام رزمة ما، وعندما لا يحدث ذلك يكون هناك صراخ وعويل متكئين تارة على الدين ورجاله الذين ليسوا بعيدين عن المشهد الخاص والعام، وتارة اخرى على العلمانية والاحزاب والمنظمات الاخرى، ويدعون بعدم دمج القومية مع الدين، رحمك الله يا مكيافلي: الغاية تبرر الوسيلة حتى وان تكن الوسيلة وسخة ونجسة!! نحن لسنا معك ايها السيد



القومية والدين

كثيراً نسمع مقولة عامة تقول: انتم لا تفصلون القومية عن الدين! ونحن نتمسك بقوميتنا! بما معناه خارج الدين، قبل ان نجاوب من وجهة نظرنا المتواضعة نود ان نعرف ما هي القومية وعلاقتها بالدين

القومية هي انتماء مجموعة من الناس تشترك بخصائص مشتركة منها اللغة والعادات والتقاليد والتاريخ والارض المحددة ،،،،، اذن ليست فكر ديني –عقائدي - روحي ولا سياسي (حزبي) ولا مجموعة اقتصادية خاصة، وكانت نشأتها كرد فعل لسيطرة الدين على الدولة والشعب معاً، فكرياً وسياسياً واقتصادياً وخاصة في اوربا، زالت الامبراطوريات القديمة الكبرى، ومن اهم اسباب زوالها تداخل الدين والدولة (الامبراطور نصف الاله) ووجود طبقات النبلاء والامراء ومسافتها البعيدة جدا عن طبقة عامة الشعب، فكانت في قمة الاقطاعية وبالتالي ليس هناك كلام عن حقوق الانسان (قال الامبراطور يعني قال الله) اذن من اهم اسباب ظهورها - اي القومية – هو الاضطهادات والمعانات وهتك حقوق الانسان، لذا نجد اليوم في العراق تنامي الشعور القومي لدى الاقليات بشكل عام ومنها مكونات شعبنا المسيحي الواحد



اليوم

نحن اليوم في العراق الجديد نعيش حالة من التزاوج "ان صح التعبير" بين القومية والدين، وقد خلط الحابل بالنابل، وما يخصنا هنا هي موضوع التسمية (هوية التسمية) وعندما سألنا مؤرخنا الاب البير ابونا سؤالاً كنا نقصده الا وهو:هل نحن قومية واحدة ام ثلاث قوميات؟ كانت غايتنا غلق ملف التسمية الذي اضاع 6 سنوات عجاف من الظلم والقهر والاضطهاد والموت والتهجير، اسأل نفسي واصحاب القرار ماذا لو كنا في تلك السنوات الماضية موحدين بصوت واحد وقرار واحد وكنا نعمل من اجل البناء والتطوير والمحافظة على كيان شعبنا ووجوده وهويته بروح مسيحية حقة وليس بروح الدولارية البراقة، هل كنا بما نحن عليه الان؟ هل كان عدد شهدائنا تجاوز الـ 710 شهيد؟ مع 200000 مهجر ومهاجر جديد منذ 2003 ولحد اليوم؟ بكل وضوح وصراحة تامة، ومن وجهة نظري الخاصة، انا لا يهمني ان تكون قوميتنا هي الارامية او السوراي او الكلدانية فقط او الاشورية او السريانية، ليس لدي مشكلة بالقومية مطلقاً، لاني اؤمن بقوة بقوميتي الكلدانية التي تربيت وترعرت عليها، بدون منية ولا مزايدة من احد! وايضاً من جانب آخر ربما نكرر الجملة "نحن ككلدان لا يمكن ان نعيش لوحدنا! نحن مربوطين بحبل سري مع الاشوريين والسريان"



وجهة نظر

الذي يهمني فقط هو شعبي هو قومي المذبوح كل يوم على مذبح السياسة والمذهب والطائفة باسم التسمية القومية والحكم الذاتي، اي مجنون لا يدافع عن الحكم الذاتي اذا كانت الظروف الموضوعية والذاتية مؤاتية ويكون محل اجماع الشعب وليس المصالح الحزبية ، ارى شعبي يُقتل كل يوم وتفجر كنائسه ويهجر بالجملة ولا زال، تُدَوٍل قضيته وانا اضحك على كرسيً المرصع، وقصري وخدمي وحشمي العامر، واحارب اخواني على شيئ اسمه (التسمية) اليست هذه ضحالة سياسية ودينية بنفس الوقت وان اضفنا اليها اخلاقية تكون التسمية ككلمة "بنت زنا" بدليل :

اولا: لحد اليوم لا نعرف ان نوحدها تحت اسم واحد، بسبب نسبية حقيقة كل طرف (الكلدان لهم تاريخهم واثباتاتهم مع اختلاف في وجهات النظر والتذبذب في المواقف – الاشوريين نفس الشيئ وعدة اراء مختلفة ومتباينة – السريان ايضاً) اذن لما لا نجمع اجزاء الحقيقة بحقيقة واحدة ليخرج المولود الجديد/القديم حتى لو كان بعملية قيصيرية من خلال مؤتمر الحوار المقترح

والا ابقوا سنين اخرى تشمون رائحة الجيفة والدم والدولارات



ثانياً: من خلال قرائتنا للتاريخ (ليس كخبراء) نجد ان هناك زواج حقيقي تاريخي بين الكلدان والاشوريين والسريان والعناصر المشتركة هم الاراميين والفينيقيين، لا ادعي ان الاراميين كانوا أشرف وانزه من البابليين والاشوريين! وانما اقصد اللغة الارامية التي جمعت الكل، والا نعرف ان الامبراطورية البابلية والاشورية كانتا تحارب بعضها البعض وتحكم بالحديد والنار والاضطهادات وتعيش وتتوسع بالاستيلاء على الاموال والاملاك والسبي، هذا الكلام ليس كلامي انما هو تاريخ الذين يعيش فيه البعض وييستعملونه كشماعة ومخدة لاسكات الاصوات

اذن هذا التزاوج نرى تسميتنا وجوب ان تخرج من ظهر هذا التاريخ الممزوج بالقتل والتدمير والغزوات الى جانب الحضارة والعلم والقوانين

النتيجة تكون ليست الى جانب الكلدان لوحدهم ولا الاشوريين لوحدهم ولا السريان لوحدهم، بل تكون لصالح الواحد والثلاثة معاً، وان سمحوا رجال الدين ان اقول: ان العلاقة بين الثلاثة هي قريبة عن العلاقة بين الثالوث! وقلت قريبة لكي لا اعطي فرصة للذين يتصيدون الكلمات ويحاولون رج المياه الراكدة عندهم! فهل كل مسيحي هو كلداني؟ الجواب طبعاً لا، ولكن كل كلداني هو مسيحي، اذن لا بديل للوحدة



ثالثاً: اعتبرتها بنت زنا لانها كانت من ضمن الاسباب التي طمست حقوق شعبي وقومي، كانت احد اسباب عدم التفاهم وتفريق وزيادة الهوة بين مكونات الشعب الواحد، كانت من ضمن مختبرات الشرق والغرب والاحزاب والمنظمات كمادة رئيسية في تفكيك شعبي المتألم دائماً، لانها استعملت كمادة فيزيائية في معامل السياسة والدين، ان كانت القومية والتسمية سبب بلاء شعبي، اعتبرها زانية لانها كانت بايادي غير نظيفة! توسخت بحقارة الطائفية والمذهبية والمقدس، والحل هو في غسل الايادي وتنظيف القلوب في مغسلة ثقافة الحوار



الخلاصة

يكمن الحل النهائي من وجهة نظر خاصة هو في كيفية الخلط والتزواج والتزاوج بين القومية والدين، البعض يعتبر القومية والدين مثل (روح + جسد – الافلاطونية) والقسم الاخر (روح وجسد – الارسطوطالية) والقسم الثالث (الروح = الروح – والجسد= الجسد – العلمانية) وكل طرف يدعي الحقيقة، ونحن نقول: ان الحقيقة نسبية ونرى ان نسبة الحقيقة الاكبر عند القسم الثالث، فصل الدين عن السياسة، ويمكن جمع النسب لنكون واحداً كما كان واحد، لم يكن يوماً يسوع قومياً ولا طائفياً ولا مذهبياً، نعم احب خاصته (اورشليم) ولكن كان اممياً، "اذهبوا وتلمذوا الى كافة الامم ،،،، متى 28" اذن اين انتم من الدين او من القومية؟ عليه يكون السبب الاخر في التزمت عندما نرفض القومية باسم الدين والمقدس وهذا كافر وذاك ملحد، وبالمقابل كمفارقة عندما نتعصب دينياً ومذهبياً ونقول نحن الاحسن والاحق والباقي زنادقة



لنزل الخوف الذي يعترينا عند ذكر القومية ونربطها بالمقدس، انظروا الى المسيح ولا تنظروا الى مسيحيتكم! "غاندي يقول: اروني مسيحكم ولا تروني مسيحيتكم"

لِنَفِقْ من غيبوبتنا ونخرج من نير عبودية القوميات والتسميات ونغلق الملف وننظر الى الجوعان والعطشان والعريان كما فعل السامري الصالح وليس كما يفعل بعض رجال الدين وبعض الساسة بخلط الماء والزيت، من جانب ابرر سرقتي ورشوتي ومصلحتي وحزبي وقوميتي بحجة كوني ادافع عن شعبي وحقوقه! لا يا سادة يا كرام ليس بهذا نخرج من غرفة الانعاش



من له الحق ان يدافع ويتكلم

ليس من حق ان يدعي القومية ويقول انا ادافع عن قومي وشعبي وهو لا يعايشهم



هل يحق لاي كان ان يمثل قومية ما اليوم وكان بالامس لا يعترف بها لا بل يضطهد كل من كان يفكر مجرد تفكير بها؟



هل من الضروري ان القومي يجب ان يكون سياسي؟ او منتمي!



دعاة القومويون الجدد كانوا بالامس القريب لا يعترفون بمعنى وفكرة القومية، واليوم يستشهدون برجال الدين وهو لم يزوروا الكنيسة الا في العماذ وهو لم يشعر بها، والثانية عند الزواج وكانت مصلحته الشخصية تتطلب ذلك، والاخيرة عند مغادرة العالم (كلنا في هذا الطريق) وايضاً لا يشعر ولا يحس بها! والان يدعون القومية بصراخ وعويل وهم بعيدون منها ومن الدين ايضا

فهل يا ترى نذهب مع الدجل والنفاق السياسي؟ ام نقرأ الواقع كما هو وننظر الى جروح شعبنا النازفة ونتركها ونسير باتجاه

كلدان وسريان واشوريين

او

كلدواشوريين وسريان

او

كلدان سريان اشوريين

او

سورايي

او

سريايي

او

ارامايي

او

الحكم الذاتي

مع المركز، لا مع كردستان اوجه، لا لوحدنا مع سهل نينوى، ابداً نعمل "اقليم اشور" لا نحن نطالب بالوحدات الادارية، لا ولا ولا

مع الاسف ومع الخسف هذه هي جروحنا التي صنعناها بأيادينا ولكن ليس بفكرنا ولا بارادتنا

حان وقت زوال الخوف من التسميات والقوميات لانها غير مقدسة، وتقديس الاشخاص والكلمات والافكار يجب ان يكون قد ولى الى الابد! كفى اغلقوا ملف التسمية بمؤتمر حواري بًناء غير مقدس الافكار المسبقة! انظروا الى دعوات اصحاب الغيرة من شعبنا ومن خارجه كان آخرها دعوة رئيس اقليم كردستان المحترم وقبله كان رئيس برلمان كردستان ايضاً وكثير من الشخصيات الحكومية والكتاب ومثقفي شعبنا العراقي، هل جميعهم لا يريدون مصلحة الاقليات والمسيحيين بشكل خاص، ام انتم اصحاب القوميات والتسميات من الساسة ورجال الدين لكم رأي آخر؟ لا بديل للمائدة المستديرة ، لاننا في وقت بدل الضائع، لنخرج من عبودية شوفينية القومية والدين قبل فوات الاوان

shabasamir@yahoo.com
Opinions