Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

رأس طيف

أفضيت حزينا بعد ان أقمطر بي الالم حين روى لي صديقي المكظوظ قصة فقدانه لطفلته الوحيدة ذو الثمانية ربيعا، فقد احسست دموعي تمتجز مع تدفق دموعه التي اصبحت تقتاف أثرها عندما تفيض حين يتذكر راس ابنته "طيف" المرمي بأروقة الجامع
بمولدة كهربائية لاتتوقف ونومة هائنه لاتوقظها رصاصات او شظايا الغدر ، ينهض المؤذن فجراً يؤذن ليوقظ المتوقدين عطشاً للدم النائمين بزوايا الجامع ، ويدعو الناس قصراً في صلواته الخمسه الى سماع فتاوى الامام المجاهد الذي لازال يحرث الارض قبوراً للابرياء ، وكان نصيب هذا الحرث اللعين قبراً رمزياً صغير يتسع لرأس طيف المبتور بفتاوى امام الفتن والاقتتال
خرج الاتقياء فجراً من بارحة الجامع ليزرعوا ارصفة مدرسة "طيف" الابتدائية القريبة من الجامع بالمفخخات ليفجروا دورية للشرطة الوطنية كانت ترابط امام المدرسة بدلا من الدبابة الامريكية
وحين سارت طيف صباحا متوجهةً الى مدرستها مع مجموعة من البلابل حيث دورية الشرطة الوطنية تحرس بوابة المدرسة فجر الاتقياء زرعهم فتناثرت اشلاء " طيف" مع اشلاء رفيقاتها وبقيت حقائبهن المدرسية الملونة بالدم والممزقه بشظايا فتاوى الامام المجاهد
كان حصة الجامع رأس " طيف" وبعض اشلاء لحماً طرياً يافعاُ من اجساد التلاميذ العملاء! جثم صارخا على الجدران والمنارة ليعانق بعض حروف ايات الله المنقوشة على الجامع

لازال صديقي يسمع صرخة ابنته " طيف" تدوي بأروقة الجامع كلما مر من جانيه
ولازال يرى الوحوش القتله " اتقياء الجامع" يخرجون بحثا عن صيداً لغنائم بشرية سهلة او لأغتيال اصوات البلابل
ولازال المؤذن ينام نومة هنيئة ويكبر فجراً " الصلاة خيراً من النوم " لشعبٌ يتقلب طول الليل سهراً من شدة الحر ويتلوى فجراً من البرد
Opinions