رجل وقدره على الطريق
كان يرتحل كل ليلةنينوى مثابة في خريف العمر
أماله زوادة طريق بعيد
مئاذن المساجد يكسوها دخان المدافع
وابراج الكنائس اعشاش طيور
العشاق في وطنه تبحث عن وطن
كان يرتحل ليلة الخميس
يمر على الحانات المزدحمة
نادلة حسناء تقرأ له كفه الايسر:-
سيدي انت عاشق من دهور
حبيبتك تسافر ساعات الفجر
الموج صخب هناك
وزبد البحر ابتلع حبيبتك
انظر سيدي:-
هذا شكل بقاياها
انظر سيدي
شكل رسم خفها
قد تعود او لا تعود سيدي
لا تتعجل ارجوك سيدي
صدف المحار
لا يخبأ ترانيم العاشقين
وحصى رمل الضفاف
تغسله دموع المغادرون،
تقول سيدي:
زبد البحر كحل عينيها؟
هل كان الازل وكانت في خاطرك؟
انظر سيدي،هذا خط يتشابك
نهاية الغصن براحتك الاخيرة
قدماها محناة برحيق القرنقل
هي كذلك سيدي
حورية وقلبها متعب من السفر
يا رب السماء
يغالبك هوس العشق سيدي
هي ثمرة هندباء برية
يا لقدرك سيدي
وجنة حبيبتك تفاحة آدم
هسهسة انفاسها ترنيمة ملائكة
لقد غادرت سيدي
حفيف ثوبها
هدير صمت مسكون
كان ربما قد مر
ذاك زمان سالف العصور،
ربما عند تلك الربوة البعيدة
تقاسم الجند أحضان السبايا
بكت بقايا ذكريات الامازيقيات
وخيال الفارس لم يأت
كان الخطو في قدمك مصفد
المركب رحل سيدي
وانت تنتظر لعلك وهم.
ايه يا نادلة الاحزان
كان لحبيبتي خف جميل
والنحل يدور حول مقلتيها
اميرة كانت تلك حبيبتي،
اولم اقل يا نادلة الحانة :-
زرع الله النخل في بلادي دهور
وانا لحبيبتي
وجها زرعت عاجيا لعصور.
كان الفراش يغزل ثوبها
ملوك الجان تتغزل بحفيف فستانها
الموج في دجلة يا نادلة الاحزان
قبل البدء
يدغدغ حمرة وجنتيها
كان لوطني اسوار،وكانت
حيتان البحار في وطني اليفة
غار الفرات نوح فراقها
والنساء في وهران
تهدهد احلام العشاق الغرباء.
دعيني يانادلة الحانة
اعصر احزاني كأسا
وارسم عذاباتي للغرباء وطن
حبيبتي التي كانت
رحلت ساعة مساء مطير
الفجر لم يمر من هناك
إخطتفتها اوصال سحابة
مزقها رمح ابن نصير
تلك هي الحكاية يا نادلة الحانة
حبيبتي رحلت وعادت ورحلت
الفصول في ديارهم تداخلت
وحبيبتي تمضي مع الموج
لتعود عند الصباح بعد دهور
زوادتها اشواق راحلة حبلى
بين الشمس والقمر تدور.
ياقو بلو
24-5-2008
yakoballo@yahoo.co.uk
*تكملة لرواية الرجل الذي مات بعد ايام من تاريخ روايته لي هذه الرواية.