Skip to main content
رسالة السلام بمناسبة اليوم العالمي للسلام في الأول من كانون الثاني ٢٠٢٥ Facebook Twitter YouTube Telegram

رسالة السلام بمناسبة اليوم العالمي للسلام في الأول من كانون الثاني ٢٠٢٥

المصدر: منظمة حمورابي لحقوق الانسان

منظمة حمورابي لحقوق الانسان بين صناع السلام العالمي

شلاما عمخون: ويعني السلام معكم

يدل تعدد فرص الحديث عن السلام الذي يتمناه المرء كأولى الضرورات التي لابد من ان يصل العالم الى اكتسابها في أول الفرص، على الأهمية القصوى للسلام العالمي في حياة كل فرد على الكرة الأرضية. ولان من دون سلام لا يمكن العيش باطمئنان على أي من جوانب الحياة.
السلام هنا لا يعني فقط غياب الحرب ووقف العنف، بل السلام يعني وصول وصيرورة الانسان في طريق النور الى الفهم وأدراك معنى مصطلح السلام الحقيقي بالعيش فيه، وهو بذلك أكثر من مجرد مصطلح. السلام اشبه بأشعة الشمس، لا يمكن تجزئته او احتوائه. فيصبح كمصدر او البيئة الذي يسمح للإنسان بالرؤية الواضحة والحكم السليم والتفاعل نسبة الى ذلك النور الداعم للوعي التام بمصير الانسان.
ويمكننا القول ايضا ان السلام هو حق من حقوق الانسان الاساسية، ومن خلاله كحق، ُيفسح المجال لدعم تحقيق جهود التطور وتصحيح المسارات الخاصة بالأطر القانونية بهدف تحقيق العدل والمساواة بعيدا عن ضغوط يمكن ان تمارس من قبل اشخاص او جهات متنفذة في المجتمعات وخاصة خلال فترات النزاعات. هكذا، في الظروف المتمتعة بالسلم، يمكن صيانة الكرامة وحماية الحقوق الانسانية وتطويرها والتفاعل مع الطبيعة كما مع التطور العلمي والتكنولوجي. ايضا يمكن خلال السلم، احترام ثوابت الكون كما هي، مع الاحتفاظ بحق لا بل بواجب تطوير المتغيرات الخاصة به، بهدف تحسين مستوى الحياة وليس للحكم عليها بالتشويه وبالإعدام.
على الانسان وخاصة من هو في موقع المسؤولية العامة، ان يسخر كل ما يتاح له من الإمكانيات في خدمة تجنب المس بسلامة الحياة. بل ان يعزز راحة البال براحة الضمير الذي فيه للسلام بعد داخلي يضئ الوجدان وقلب الانسان قبل ان يكون مجرد مظهر من مظاهر السلوك البشري او حالة معينة من هدوء. بهذا المعنى تحقيق السلام يعني تحقيق التوازن والمصالحة بين ذات الانسان وما هو أعمق في الانسان، وكل ما هو متاح لأجل ديمومة حياته، فعالا محترما لما موجود بروح المسؤولية. وهذا الامر بالذات، أي احترام الصالح العام، يوصل الى الرفاهية الاقتصادية والحرية الأساسية جاعلا من الانسان قادرا ان يصبح أداة صنع السلام بالحوار والتفاهم ونبذ العنف وجرائم الحروب. نعم لان السلام يصنع في الفكر والوجدان اولا، وهو مطلب قلب وإرادة كل من يتوق الى حياة كريمة وأفضل، للمحافظة على سمو قيمة الانسان بدلا من الانتقاص من كرامته بإطلاق احكاما معينة ضده او تبديله مقابل أي نوع من الماديات.
علينا ان لا نخاف من جميع وسائل تحقيق ضرورة السلام، منها وسائل الحوار. لان بهذا العمل يتم ازالة الاعتداء والطمع وإزالة النزاع ويعتدل الفكر عن التطرف العنيف. فبالنتيجة، تظهر الاخوة حيث تولد قناعة بالتبادل الايجابي فقبول الاخر كما هو.
يمكن للإنسان ان يقود عمليات صنع السلام ليصبح ذلك النور الذي يبدد الظلمات، ليفتح افق التعاون والتبادل على جميع المستويات الشخصية والجماعية والوطنية ثم الدولية. وبهذا يكون القضاء على الاطماع والعدوان والاحقاد والنيات السلبية. فيتم فرض السلام بين الجميع بتعميم مبادئه والتدرب على وسائل صناعته بتحقيق العدالة والتوازن في المواقف، بعيدا عن تشويه المعنى الحقيقي للسلام، وبعيدا عن ترغيب البسطاء بالنزاعات بتلقينهم ما لا يمت بصلة الا للأهداف السياسية في مصلحة مجموعات عنيفة لا تؤمن بأهمية كرامة الانسان وحقه في الحياة. فلا يوجد فرد لا يريد او لا يرغب العيش بسلام. لان السلام هو حلم كل انسان صاحب الضمير الحي على وجه الأرض.
وعمليا من وسائل دعم السلام في الحياة اليومية هو القدرة على جعل الحياة الكريمة للإنسان متاحة من خلال توفير الخدمات كالكهرباء والماء الصالح للشرب وجميع البنى التحية كأعاده بناء الطرق وحفظ المياه الامطار المجانية التي تهدر بلا اي مبادرة التعود على خزنها من جانب وتجنب فيضانها في المنازل لانعدام نظام المجاري التي تصرف مياه الامطار الى خزانات تحتية. ويتواصل مسؤولو البلديات والمياه والمجاري في عدم السماع لاي شكاوى بشكل غير ابالي وعدم الوقوف لدى نقص المياه بحكم التغييرات المناخية التي بدأت تمثل من أكبر جرائم القتل الجماعي التي تتعرض لها حياة الانسان، في حين ان الماء هو من المتطلبات الاجبارية للحياة وهو من الحقوق الأكثر أساسية تتطلبها ديمومة حياة الانسان. بينما قبل يومين في عمل انساني ميداني، التقينا اطفالا ونساء وعوائلا بأكملها في المناطق المتاخمة لبغداد لا تتمتع قراهم بمنابع الماء الصالح للشرب ولا للاستخدامات اليومية ولا حتى للاغتسال لوجوه الاطفال العراقيين الذين يشتكون الامراض والعوز وانعدام السكن اللائق بشكل لا يغتفر! بينما لا يبتعدون عن سواقي وروافد نهر دجلة الا بضع أمتار! أما المسؤولين في الدوائر المعنية ومجلس المحافظة فلا يهمهم امر هؤلاء


الا ايام الحملات الانتخابية حيث بكل سهولة، يشترون ذممهم للحصول على أصوات هؤلاء مقابل ولا خدمات تقدم!
منذ القرن الماضي والى يومنا هذا، لا تطاق مسألة الكهرباء وشحة الماء في العديد من المدن المهمة والقرى مثل أربيل حيث تعاني عنكاوه من انعدام أي تحسن للتيار الكهربائي. بينما المهجر اليها قسرا من الموصل كما صاحب الملك من الاقليات أيضا (واغلبهم لا فرصة عمل لهم هناك)، يُسلخ جلده بقوائم الكهرباء الشهرية، في حين ان حالة التيار الكهربائي تتواصل ان تكون أسوأ من إشارات المرور، حيث تتزايد الدعوات السلبية ضد من هم مسؤولين عن ذلك. علما ان أربيل شبه مستقلة منذ ١٩٩١!! هل يعقل ان خلال ٣٤ سنة لم يتمكن المسؤولون هناك من حل تلك الازمة المتواصلة؟! ام بالأحرى، انهم يفتعلونها لأجل ربط الفقراء بأهدافهم واطماعهم السياسية؟ وهكذا في العديد من مناطق بغداد والمحافظات الأخرى.
دون اي شك، هذا أحد امثلة القضاء على وسائل صناعة السلام بهدف ضمان العوز والنزاع بين المواطنين والسلطات فاستبعاد السلم الاهلي.
مع كل ما تقدم يمكن أن يكون صنع السلام عملية ديناميكية لإنهاء النزاع من خلال التفاوض أو الوساطة بالرغم من هشاشة السلام العائدة الى عدم استقراره، لأنه نادرًا ما يتم حل مصادر النزاع أو القضاء عليها تمامًا. وبما أن النزاع متأصل في حالة الإنسان، فإن السعي من أجل السلام قوي بشكل خاص في أوقات النزاع العنيف. ومع ذلك، فإن الرغبة في استيعاب مرتكبي العنف من دون حل مصادر النزاع - التي يطلق عليها أحياناً "السلام بأي ثمن" - قد تؤدي إلى نزاع أكبر لاحقًا.
لذلك أهمية الإسراع في المصادقة على مبادرة جنوب كوريا الخاصة: بإعلان السلام وإنهاء الحرب :
The Declaration of Peace and Cessation of War (DPCW)،
والتي حاليا تحظى بمحاولات التصديق في الامم المتحدة، لتصبح فيما بعد، وسيلة دولية في خدمة فرض سلام مستدام في العالم.
أملنا ان تتبناها جميع بلدان العالم بما فيهم العراق، بمصادقة اعلان السلام ووقف الحرب الذي تطالب بمصادقته ملايين من النساء والرجال عبر العالم وذلك من خلال الجهود المبذولة في العمل على نشرها والحث على مصادقتها من قبل المجموعة الدولية لنساء السلام IWPG والتي من خلال عضويتنا فيها كسفيرة السلام لها، نحرص على التعريف بها في العراق، ونحث السلطات العراقية على تبنيها، وما احوج بلدنا الى سلام دائم واسلحة مخمود!
يتكون نص اعلان DPCW من 10 مواد و38 بندًا، الرامية إلى إنهاء جميع الحروب وإنشاء بيئة مستدامة للسلام الدائم.
بدأت هذه المبادرة في كوريا الجنوبية بمبادرة مؤسسةHWPL حيث قدمت لجنة السلام والقانون الدولي في خبرتها ورؤيتها حول كل مادة وبند من الإعلان وصاغت الوثيقة تحت إشراف رئيس HWPL Lee. والوثيقة هي بين ايادي الأمم المتحدة حاليا.
ان هدف هذا الاعلان المهم جدا هو وضع دول العالم امام مسؤولياتها اتجاه شعوبها والمصير الصعب الذي تتركه الحروب.

نختتم بالتضامن مع اعلان قداسة البابا فرنسيس السنة الجديدة ٢٠٢٥ سنة أمل للسلام في العالم، راجين ان تكون سنة الرجاء هذه حاملة السلام وراعية خير العراقيين وان بالسبل الدبلوماسية، يتحقق استعادة حقوقهم المغتصبة، واستبعاد وسائل العنف والاستغلال بإسكات السلاح وتفضيل الاستقرار والازدهار لتعزيز السلام الدائم في العراق والعالم.


باسكال ايشو (وردا) سفيرة السلام للمجموعة الدولية لنساء السلام IWPG
رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الانسان
وزيرة الهجرة والمهجرين الاسبق
١-١-٢٠٢٥ بغداد-العراق

 

Opinions
الأخبار اقرأ المزيد
منظمة حمورابي لحقوق الإنسان تهنئ العراقيين والمسلمين في العالم بعيد الفطر المبارك منظمة حمورابي لحقوق الإنسان تهنئ العراقيين والمسلمين في العالم بعيد الفطر المبارك يسرنا في منظمة (حمورابي لحقوق الانسان )  ان نهنئ العراقيين والمسلمين في العالم بمناسبة اطلالة عيد الفطر المبارك اطلاق سراح امام جامع ابو حنيفة بعد اتصالات اجراها النجيفي اطلاق سراح امام جامع ابو حنيفة بعد اتصالات اجراها النجيفي شبكة اخبار نركال/ صوت العراق/أعلن ائتلاف متحدون بزعامة رئيس البرلمان اسامة النجيفي، اليوم الجمعة، عن اطلاق سراح امام جامع ابو حنيفة النعمان ببغداد اليوم، بطرياركية الكلدان الكاثوليك في العراق تنفي مزاعم مقتل قس في الموصل بطرياركية الكلدان الكاثوليك في العراق تنفي مزاعم مقتل قس في الموصل • البطرياركية: لا يوجد رجل دين مسيحي في الموصل بهذا الاسم الخارجية الأميركية لرووداو: العراق يفتقر للمعايير الأساسية لمكافحة الاتجار بالبشر الخارجية الأميركية لرووداو: العراق يفتقر للمعايير الأساسية لمكافحة الاتجار بالبشر كشف أحدث تقرير للخارجية الأميركية أن العراق تراجع مترتبة واحدة في تصنيف مكافحة الاتجار بالبشر، في حين أكدت الوزارة لشبكة رووداو الإعلامية، أن العراق يفتقر إلى "المعايير الأساسية" لمكافحة هذه الجريمة، كما لم يتكثف جهوده للقضاء عليها.
Side Adv2 Side Adv1