Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

رسالة الى المشاركين في المؤتمرات الخاصة بامور شعبنا من الكلدان والأشوريين والسريان في العراق

تحية طيبة
بداية تحية واعتزاز لكل عراقي مخلص يسعى لخدمة العراق والعراقيين .. وفخرٌ لنا وعزة ان يكون أبناءنا من الأشوريين والكلدان والسريان في مقدمة المضحين يعملون بكل جد وصدق من اجل انقاذ وطنهم العراق ومن اجل حياة افضل لشعبنا الذي فقد الأمل وضاقت به السبل .
اخوتي الأكارم ايها الاصدقاء كم يزداد قلبي وحشة وتمتلئ نفسي كآبة كلما افكر بالمصير الذي سيلحق بالعراق وشعبنا المسيحي { السورايا }على الخصوص .. وكما قلت في رسائلي العديدة لبعض الأصدقاء.. انني اتمنى الموت قبل ان اجد العراق وشعبه مقسما مجزءا تعبث فيه الوجوه الصفراء , وتنهال عليه قوى الشر للنيل من تطوره وتحضره.. انني واثق من ان العراق سينهض من جديد لكن الثمن سيكون غاليا جدا من ارواح اهلنا الى الغاء ثقافتنا وتأريخنا .. انني مع مؤتمراتكم الرائعة من اعماق الفؤاد متمنيا دائما ان يلتقي كل المثقفين الاصلاء والاحرار من ابناء شعبنا في العراق من اجل كشف الحقائق وقول كلمة صادقة للتاريخ والمساهمة مع المخلصين لبناء العراق من جديد وحماية شعبه واقلياته ، اذ انني مع الآلاف من اهلنا في الغربة واثقون من اننا لا نستطيع فعل أي شئ ابدا ازاء هذا المارد الاصفر المجهول الذي ضرب العراق ويريد تمزيق وتهجير وقتل العراقيين الأصلاء , فعهدنا فيكم يترسخ ويتعمق فانتم جذورنا وقوتنا الضاربة في عمق الوطن , ننتظر منكم التوحد والمضي قدما لبناء قاعدة قوية تكون اساسا لإستقرار اجيالنا على ارض العراق والعمل مع الأخرين لإعادة بناءه على اسس حضارية وديمقراطية , ومن اجل ان تطمئن قلوبنا وقلوبكم على حياتهم وحياة اجيالهم دون مطاردة او تهجير او اقصاء .
ايها المؤتمرون ليس لكم الا حاضنتكم العراق , فتمسكوا بوحدة العراق وليعلم الجميع ان العراق موطن حضارتنا وان قبور اجدادكم ما زالت شواهدها قوية وصداها لا يزال يدوي عاليا .. ايها الناس نحن هنا والعراق سيبقى وطننا واملنا في حياة اجيالنا , نحن هنا عظاماً في الجحور تحيط بنا حجارة التأريخ منقوش عليها عظمة تأريخنا.... ايها المؤتمرون اعلموا ان غيبتكم لن تطول وستعودون الى مساكنكم فاحملوا لنا بشرى التوحد وبشرى بقاء الوطنية العراقية راسخة عالية في ضمير شعبنا !
نعم ، ايها الأخوة لا يوجد غير العراق وطنا امينا على وجودنا وتأريخنا ، ولكن ما يؤلمنا هو من صنع فيه هذا الخراب والدمار ولا زال يحبو نحو الجحيم , ما يؤلمنا هو من جعل العراق جهنم ومستنقع تجتمع فيه كل قاذورات العالم وامراضه !

اخواني المؤتمرون.. اهلنا بحاجة الى ان يسمعوا منكم صوت العراقيين الأصلاء.. مؤتمراتكم التي تجمع مثقفي شعبنا عليه ولابد ان يدين اولا كل ما جرى للعراق بعد سقوط الدكتاتورية.. لنترك عهد الدكتاتور صدام للتاريخ اذ كفانا ذكر ايامنا المرعبة ، وان نلتفت الى ما حدث على امتداد السنوات الأربع الصعبة التي طالما حلمنا فيها بعراق آمن يعيش شعبنا فيه عيشة الملوك كما يقولون , ولكن مع الأسف فقد قتلوا الظلاميون على اختلاف اشكالهم الصفراء احلامنا ونحروا امانينا وافسدوا احلام شعبنا .
لنعترف بان بعضنا ساهم بالتصفيق لمن اراد ذبح العراق .. لقد وقف وصفق بعضنا للجهلة والمتخلفين والملالي والحاقدين والقتلة والسارقين .. نعم لقد صفق بعضنا , في حين ان هناك من سكت على ما جرى لشعبنا من تهديد وقتل طال جميع الوطنيين من اساتذة الجامعة الى اصغر مواطن بسيط , وهناك من اغمض عينيه عن ابناء شعبه الذي اُجبر للهروب او البقاء بانتظار الموت المحتم , نعم , لقد ساهم الجميع لما وصلنا اليه من بؤس وحزن وخراب وموت وجهل وتأخر .


نعم ، لابد من ان يتكرر لقاء المثقفين ويجتمع اكبر عدد من ابناء شعبنا من الأشوريين والكلدان والسريان ليبحثوا عن مصير مستقبل وحياة شعبهم المرتبط بمصير العراق .. نعم ، لابد ان يجتمع الجميع للبناء لا من اجل تصفية حسابات سياسية ولا من اجل اقرار اجندة طائفية ولا من اجل تمايزية حزبية.. بل من اجل بقاء العراق والحفاظ على دم العراقيين اولا ومن ثم حماية شعبنا في ممارسة حقوقه في الحياة الحرة الكريمة .. تحية مني اليكم مباركا لكم مؤتمراتكم متمنيا ان تؤلف هيئة عليا تمثل جميع المؤتمرات تعمل على توحيد الخطابات والاتفاق عليها وان يرافق ذلك حملة اعلامية كبرى يشارك فيها كل شرائح شعبنا من الإعلاميين الى جانب مؤسساتنها الدينية والمدنية الأخرى وعلى مختلف المستويات .. فهل نحن مستعدين على القبول بوحدة شعبنا ام سنبقى الى ما لانهاية نبحث عن تسمية توحدنا , اتمنى ان نختصر الطريق للتوحد قبل ان يعم الشتات فيصبح ظاهرة طبيعية لا يمكننا السيطرة عليها.. دمتم سندا لشعبنا المسيحي { السورايا } في العراق وجدارا قويا لحماية العراق والعراقيين بعيدا عن كل الشعارات القديمة والجديدة التي تريد سحق العراقيين وتمزيق ألفته وتدعو لتقسيمه .. وان تنقلوا مشاعري الصادقة الى كل الاخوة والاصدقاء المشاركين في مؤتمراتكم سواء من قدموا من داخل الوطن او خارجه , وتذكروا دائما وابدا ان العراق الآمن في ظل حكومة علمانية وديمقراطية هي صمام الأمان الوحيد لسلامة شعبنا الأشوري الكلداني السرياني والحفاظ على ارثه التأريخي والحضاري .
مع فائق المحبة وخالص التقدير .


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل
Opinions