رسـالة هـادئة الى الـمؤتـمـر الشعـبي في عـيـنكـاوه
إبـتـداءً اُحيِّ كل الجـهـود الخـيّـرة والصادقـه في خـدمه مصالح واهـداف شـعـبـنـا المسـيحي المشـرقي، كما اهـنـئـكـم ومعي كل المحبين والمخلصين للوطن وللقضية..... على الجـهـود التي قـمتـم بها لـلوصول الى يومكم هذا حيث انعقاد هذا المؤتـمـر.... كما اُحـيـي جـمـيع المخلصـيـن والـغـيـورين الذين لا يألـون جـهـداً ؛ ان كان بالـسـيـاسـة او بالاعـلام او بالارشـاد او حتى بـطـريـقـة الحوار الشـعـبـي في ايصال الحـقـيـقـة... ولا نريـد سـوى الـحـقـيـقه، ان تـصل طـازجـه ! غـيـر مُـحـرفـة ! الى اصحابها. الـحـقـيـقه التي تــُـبـــقـيـنا في رحم الوطن الام ، ولـيـس في رحـم الانابـيـب !!! . ورغم مرارة الحـقـيـقـه وقـسـوتها احـيـانـاً ، إلا انه لا يـمـكـن الاسـتـغـنـاء عن جـمـال جـوهـرهـا وفـاعـلـيـة الـقـبـول بها... عليه انـتـهـز هـذه الفرصة الـتـاريـخـيـه لاقـدم بـعـض الملاحظات الـبـنـاءه لتضاف الى الـمـزايـا والمـعـانـي الـطـيـبـه للـمـؤتـمـر ولـلـمـؤتـمـريـن:اولا: كان من الاجـدروالأصح ان تضاف على عنوان المـؤتـمـر كـلـمـة الـعـراقـي، تـلـك الـكـلـمه التي تدعـم وتؤطـر وجـودنـا وبـقـائـنـا . لـيـصبـح اسـم الـمـؤتـمـر
( الـمـؤتـمـر الـشـعـبـي الـعـراقـي لـلـكـلـدان الـسـريان الاشـوريـيـن)
فالكلداني هـو عـراقي والـسـرياني عـراقي والاشـوري عـراقي ، فلماذا هذا الـتـجاهـل ؟!!! عسى ان يكون ذلك سـهـوا غـيـرَ مـقـصـود حـيـث لا يـنـبـغي على الـمـؤتمريـن الـقـبـول بغـيـر ذلـك فـالـكـل عراقـيـيـون شـــاؤوا ام لا !! .
ثانيا: طالما جاءت الـتـسـمـية بالـمـؤتـمر الشـعـبي فكان يـنـبـغـي ان تـُهـيـأ له قـاعـده شـعـبـيـة واسـعـة ! ، لا ان يـبـقى حصراً على اعضاء وقـيـادات بعض النخب الـسـيـاسـيـة، فـكـان المطـلـوب عـقـد مؤتمرات مـسـبـقـة ، مـصـغـرة وفـرعـيـة مع لجـان شـعـبـيـة في جميع المناطق المعـنـيـة داخل الوطـن وفي الـمـهـجـر. ومـنـها تــُرفـع الـتـوصـيـات لتـضـمـيـنـها في جدول اعمال المؤتمر. وبالـتـالي الخـروج بـمـقـررات تـسـتـجـيـب لـطـمـوحـات ابـنـاء الـقـاعـده وليس تـحـقـيـق رغـبـات الـقـادة ضمن إمـلاءات وإعـدادات لـمـلـفـات وتـقـاريـر مُـعــدّه مُـسـبـقـاً ! فـيـكـون دور الـمـؤتـمـريـن حـيـنـهـا ؛ تـرديـد كلمة نــعــم لا غـيـر!!! .
ثالثاً: لم يـكـن لـلـمـؤتـمـر قـاعـدة اعـلامـيـة كـافـيـة ، ولم يـأخـذ مــداهُ الـواسع والكافي لـلـتـعريف به وايصال فكرته للجميع . في الوقت الذي نـمـتـلـك الـعـشـرات من المواقع الالـكـتـرونـيـه التي تـُسـهـِّـل هذه العـمـلـيـة الـحـيـويـة جـدا جــداً ، فـضـلاً عن الـقـنـوات الاعـلامـيـة الـمـحـلـيـة والاقـلـيـمـية والـدولـيـة الاخـرى. وكما تـعـلـمـون إنّ الاعـلام هـو الـشـريـان الرئـيـسـي لـلـسـيـاسـة.
رابعا: عـلـمـنا من خـلال بعـض الـتـسـريـبـات ( الـشـعـبـيـة ) مـن هـنـا وهـنـاك ان الموضوع الرئـيـسـي في جدول اعمـال الـمـؤتـمـر هـو موضوع ( ســـــهـــل نـيـنـوى .... ) ، فـاذا كان ذلـك صحيحا ؛ ً فـانـكـم قـد تـجـاهـلـتـم حـقاً دورالـعـشـرات من الـمـفـكـريـن والـمُـنـظـرين والمٌـهـتـمـيـن بـمـثـل هــذا الامــر... عـلـمـيـا وادبـيـا وسـيـاسـيـاً !!! ، بالاضافـة الى غـيابٍ واضح لـرأي قـادتـنـا الروحـيـيـن في مـثـل هـذا الموضوع الـحـيـوي والـمـصـيـري الـخـطـيـر!!، الـذي قـد يـحـدد او يـرسـم مـصـيـر ومـسـتـقـبل شـعـبـنـا لـمـئـات الـسـنـيـن الـمـقـبـلة. وكما تـعـلـمـون ان لـلـقـيـادات الـديـنـيـة دورٌ مـهـم وأسـاســي في تحديـد وتـثـبـيـت ورسـم ملامح مـسـتـقـبـل رعـايـاهــا وانـتـم مـنـهـم ولا يـصـح ان تـؤخـذ مـثـل هـذه الـقـرارات مـن قـبـل الـقـيـادات الـدنـيـويـة وحـسـب !! ، بـمـعـزل عـن الـقـيـادات الديـنـيـه الروحـيـة ،،،، إلا اذا كـان للأخـيـرة ؛ موقـف آخـر!!! ربما لم يُـعـلـن عـنـه لـغـايـة مـعـيـنـة ! ، او ربما إنّ موقـف الـكـنـيـسـة هـو تـحـصـيـل حـاصـل لـكـل ما يـجـري !! .
على اية حال لا بد من كلمة حـق لإنـصـاف كـل من عـمـل ويـعـمـل وسـيـعـمـل لاحقاً ؛ في خـدمـة الـمـسـيـرة الـطـويـلـة والـشـاقـة بكل اشـكـالـهـا والـوانـهـا واحـداثـهـا. الـمـهم ان يـسـتـمر الجـمـيع في عمـلـية الـبـناء لا الهدم ! ، وإذ نـتـرقـب باهـتـمام وشـغـف ما سـيـثـمـر المؤتـمـرين به من ثـمارٍ تـلـيـق بانـسـانـنـا الـمـسـيـحي الـمـشـرقـي، بكل ما يحمل من صفات تـؤهـلـه لان يكون في مـجـتـمـعـه مُـبـدعـاً خـلاقـاً مُـثـمـراً ....الأمـر الـذي يـتـطـلـب من رُعـاتـه ومـمـثـلـيـه وقـادتـه ان يـحـسـبـوا له الف حـسـاب وحـسـاب. بُـغـيـة خـلـق الـظـروف الـمـاديـة والـمـعـنـويـة الـمـؤاتـيـة لـبـقـاءه وثـبـاتـه وتـجـذره وأصالـتـه.
ومن موقع شخصي متواضع يطيب لي ان اقدم لكم اقتراحاً في هذا الصدد بما يـُكـمـل الـجـهـود والمـسـاعي في الاداء السياسي لجميع النخب السياسية الـمـمـثـلة لنا عسى ان يأخـذ جانـبـا من اهـتـمام الـمـؤتـمـرين ومـنـاقـشـاتـهـم وإنـهـا لـفـرصة طـيـبة لـمـناقـشـة مـثـل هذا الاقـتـراح عسى ان يكون فيه خيراً وحلاً يناسب الجميع دون اسـتـثـناء، فـيـلـتـئـم الكل حول طاوله الحوار بالمحبة والـمـصارحة ! لتحقيق اكبر قدر ممكن من الاهداف والطموحات ذات الصلة بحاضر ومستقبل شـعـبـنا الـمـسيـحـي في هـذه البلاد.
ومـقـترحـنـا الـمـتواضع أيها الـسـيـدات والـسـادة ؛ يـتـلـخـص فـي الإتـفـاق عـلـى مـبـدأ الـعـمل ( الـوحـدوي ـ الجـبـهـوي ) ما بين جميع النخب والمسميات الـسـياسـيـة الـحـالـيـة والـمـستـقـبلية ، في الوقت الذي إسـتحـالـت جميع المحاولات الـرامـيـة إلى الإتـفـاق على تـسـمـية واحـدة ومـوحـدة لتجمع الكـل !! فـيـكون لِـزاماً عـلى كل الوطـنـيـيـن والشـرفـاء والـمـخـلـصـيـن لـقـضـية شـعـبـنـا قـــولاً وفــعــلاً ! ؛ الـقـبـول والموافـقـة على هذا المـبـدأ ، أي مـبـدأ الـعـمل الوحـدوي / الجـبـهـوي .. ويـتـمـثـل ذلك في إعلان انـبـثـاق :
المـجـلس الـقـومي لـمـسـيـحـيي المـشــرق
ليكون المظـلة الـكـبـيرة والـواحـدة والـشتاملـة التي يـنـضـوي تـحـت سـقـفـهـا الجميع دون إقـصـاء ولا إسـتـثـنـاء أو تـجـاهـل لأي من المكونات الـحـزبـيـة الـسـياسـية لـشـعـبنا المسيحي .
وإن من الأسـباب الموجـبـة لإنـبـثـاق وتأسـيـس مـثـل هـذا المـجـلـس مايـلي :
أولاً : إحـيـاء الـمـفـهـوم الوحدوي في الـعـمل السياسي ومعالجة حالة الإنـقـسـام والـتـشـرذم والإخـتـلاف التي يعاني منها جسـد أمـتـنا وشعبنا المسيحي في هذه البلاد . بما ينعكس سلبا على كفاءة ومقدرة وأداء الـمـكونات والنخب العاملة ( إنفــراداً ) !! في مواكـبـة ومواجـهـة الـعـمـلية السياسية المعـقـدة والـشـائـكـة في الـبلاد !! .
ثانيا : بسبب الظرف الدقـيـق والـحـرج الذي مرّت وتـمـر به البلاد وماتـمـخـّضـت عنه عملية التغيير ، والأحداث المؤلمة التي رافـقـت ذلك ؛ عـلـيه لابد من ان تعالج هذه الـجـبـهة ، بما سـتـمـتـلك من مـؤهـلات وقـدرات جَـمـعـيـّة وجماعـيـة ؛ جـمـيع الهـفـوات والـثـغـرات التي لايــُـسـتـبـعد الـسـقـوط فـيـها إنـفـراداً !! ، وبالتالي ضياع المزيد من الفرص والمكاسب ضمن الإسـتـحـقاقـات الوطـنـيـة الـمـشـروعة ، وطبعا كل ذلك سيكون على حساب حقوق شعبنا المسـيـحي الـمـشـرقي لاغير !! .
ثالثا : إذا ماتم استـثـمار الكفاءات والعقول والأفكار البناءة المتوحـدة والمـجـتـمـعة في هذه المـظـلة فـإنـه سـيـتـم الإتفاق على سـياسـة واحـدة ، صائبة ، حكيمة ، هادفة . وبالتالي إختصار الطريق نحـو الأهداف بما يُـبـعدنا عن مواجهة المؤامرات والدسـائـس ( وما أكثرهــــا !! ) التي تسـتهدف وجـودنا وتـجـذرنا وأصالـتـنـا في وطـن الآبـاء والأجـداد .
رابعا ً : إشاعة روح الخدمة والتعاون والتكافل وبذل ونكران الذات ، بما يُـعيـد الإعـتـبـارلـنـا ولوجـودنا وثـقــلـنا وتـحـضُّرنا وبما يدعـم قـدراتـنا وإمكاناتـنـا العلمية والفكرية والروحية والإجـتـماعـية التي كانت ولاتـزال محط اهتمام وإعجاب واعتراف الجميع . بدلاً من الإنـفـرادية الـمـقـيـتة والمُعـطِـلـة لقدرات الآخرين !! والتسابق والتهافت اللامشروع نحو بعض المكاسب الوقـتـيـة/ الشخصية ...... بما يؤدي الى ضياع الجـهـود والمـصيـر في دهـــالـيـز السـيـاسـة وأزلامها .
خامساً : إن إنبثاق هذه الجبهة يعني تواصلاً حقيقيا مع الشعور الوطني الصادق والحقيقي المطلوب من الجميع ، حيث ان الهدف والغاية والوسيلة ، في هذه التسمية ؛ تحمل سمة الوطن العراق .......... بما يدعم ذلك عنصر المواطنة والإنتماء الحر والطبيعي للوطن الأم ، بعيدا عن الإنطـوائـيـة والإنزواء والتـقـوقـع وروح التطرف والتعصب القومي أو المذهبي أوالطائفي !! .
سادسا : ضمان تمثيل الجميع في هذه المظلة الـجـبـهـوية بشـكل شـفاف وإنـسـيـابي وعادل ، بما يضمن للجميع ؛ مهما كانت ، وكيف ما كانت ؛ أجـنـدتـهـم السـياسية . وبالتالي دخول المعترك السياسي من أوسع أبوابه ، من خلال هذه الواجهة الواحدة والموحدة ، والتي ستفرض احترامها على الجميع بما ستحمله من وزن وثـقـل كـبـيـرين على الساحة الوطـنـيـة والدولـيـة والإقـلـيـمية .
سابعا : ستحمل هذه المؤسسة أصداءً واسعة لدى القاعدة ( الشعب ) الذي سـيـضـع ثـقـتـه العالية بها . بما سـتـمـتـلك من مزايا وصفات وحـدويـة ـ جَـمـعـيـّة . هذا فتضـلاً عن ثـقـلها السياسي في مواجـهـة الـتـحالـفـات والإء تلافـات السـياسـية المعروفة على الساحة السياسية العراقية ، بما سـيـضـمن ؛ وبـنـسـبٍ عالية تحـقـيـق الـنجاحات وتـغـيـيـر الموازنات السـياسـية ، لاسيما في الإنـتـخابات أو الإسـتـفـتـاءات الـمـقـبـلة .
هذا ولنا في هذا الشأن دراسة متكاملة ، بلإمكان تقديمها لكل من يعنيه الأمر ، فمن الطبيعي جدا أن ينال هذا الموضوع إهتمام كل المناضلين المخلصين الـحـقـيـقـيـيـن لقضية شعبنا ، كما إنه من الطبيعي جدا ان يـُجري مفكرونا ومنظـِّـرونا الأجلاء مايحلوا لـمـبـادئـهـم وأفـكـارهم من تـغـيـيـرات وإضافـات وتحـويرات على إقـتـراحـنـا الـمـتواضع هـــذا ، بما يخدم المصلحة العليا لنا وللوطن . وشــــكرا للجــميــــــــــــــــــــــــــــــــع .
صباح سليمان كويسا
مالبورن / اســتراليا
SABAH_YOUHANA@YAHOO.COM.