رغم التحذيرات الاقتصادية..العراق يستقبل نحو 6 آلاف لاجئ لبناني
المصدر: العالم الجديد
فيما يعيش ملايين العراقيين تحت خط الفقر، تواصل الحكومة العراقية والمؤسسات الخاصة تقديم المساعدات الإنسانية للبنانيين منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على بلادهم، متجاهلة في الوقت ذاته مصالح البلاد وتحذيرات المختصين من وقوع العراق في أزمة اقتصادية وشيكة.
ومع تصاعد أزمة النزوح، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان خاصة في مناطق الجنوب، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، اليوم السبت، استقبال 5693 نازحاً لبنانياً عبر مطاري بغداد والنجف الأشرف ومنفذ القائم.
وأصدر رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني توجيهات بالاستعداد لاستقبال النازحين اللبنانيين وتيسير دخولهم إلى الأراضي العراقية، فيما قدر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عددَ النازحين جراء الضربات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان بما يصل إلى مليون شخص حتى الآن.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري في مؤتمر صحفي تابعته “العالم الجديد”، إنه “تم استقبال 5693 نازحاً لبنانياً عبر مطاري بغداد والنجف الأشرف ومنفذ القائم”.
وأضاف: “سجلنا ارتفاعا بنسبة 210٪ بعمليات الضبط في مجال مكافحة المخدرات خلال عمر الوزارة الحالية في عامي 2023-2024”.
وتابع “تم ضبط أكثر من 6.6 أطنان من المواد المخدرة”، مشيرا إلى، أنه “تم تفكيك 569 شبكة للمخدرات بينها 39 شبكة دولية خلال عامي 2023 – 2024”.
وتابع، أن “نسبة مذكرات القبض بتهم المخدرات ارتفعت إلى 74 مذكرة قبض وأحكام الإعدام وصلت إلى 138 وهناك أكثر من 500 حكم بالمؤبد”.
وبين، أن “قوات الحدود ضبطت أكثر من 6 متهمين على الحدود”، موضحا، أنه “تم افتتاح 200 كم من الجدار الحدودي مع سوريا”.
وأشار إلى، أنه “تم إنجاز منظومة كاميرات المراقبة على طول الحدود وإتمام التحصينات”، مؤكدا، أنه “تم نصب أكثر من 1000 كاميرا حرارية على طول الحدود”.
وأوضح أنه “سيتم افتتاح 17 مكتبا لإصدار البطاقة الوطنية خارج العراق خلال الشهر الحالي”.
وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في 3 أكتوبر تشرين الأول الجاري، عن تبرعه وأعضاء حكومته براتب شهر ضمن عمليات الإغاثة للبنان وقطاع غزة.
جاء ذلك بعد أن تقرر فتح حسابين لإيداع التبرعات، عقب اجتماع وجه خلاله رئيس الوزراء العراقي بإدامة عمليات الإغاثة، وفق بيانات رسمية.
وبدأت وزارة التربية العراقية، منذ 2أكتوبر تشرين الأول الجاري، بتسجيل الطلبة والتلاميذ اللبنانيين في مديرياتها، ليتسنى لهم بدء الدوام في المدارس، مؤكدة أنها ستستقبل جميع الطلبة، إن كانوا يمتلكون وثائق دراسية تثبت مراحلهم الدراسية، أو الذين لا يمتلكون على اعتبار أنهزم جاءوا في وضع استثنائي، لكنها ستحدد لهم فترة زمنية لإثبات ذلك.
ومنذ بدء الأزمة في لبنان، سارعت بغداد على المستويين الحكومي والخاص، إلى إطلاق حملات إغاثة تشمل مواد غذائية ومحروقات، وأرسلت مئات الأطنان من المساعدات إلى لبنان، آخرها قبل أيام وتمثلت بالوجبة الخامسة من المساعدات وبواقع 75 طناً من المساعدات الطبية.
وكان الكاتب محمد الخباز، أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن “فتح الحدود العراقية على مصراعيها قرار بحاجة إلى المزيد من التأمل، كون أعداد اللاجئين بتزايد، وهو ما سوف ينعكس على الوضع العراقي ويزيد من بطء حركة المقررات الخدمية والاقتصادية للبلاد”.
وأكد أن “الإمعان في التعاطف الإنساني والوطني والعروبي، لابد وأن يأخذ بالحسبان محدودية الإنفاق وعدد من يفدون إلى العراق، في إطار المساعدة العراقية للشعب اللبناني في محنتة التي يمر بها، التي ربما تتضاعف وفق المؤشرات وتزيد من أثقال حجم المساعدات، وإن كان ذلك من شيم الشعب العراقي، لكن في الوقت ذاته يجب على الحكومة العراقية أن تناشد الدول العربية والخليجية أن يكون لها دور في مساعدة اللبنانيين، وتقديم ما يمكن من دعم مادي وتوفير البيئة الآمنة لهم”.
يشار إلى أن العتبتين “العلوية والحسينية”، أعلنتا عن الاستعداد لاستقبال اللبنانيين المهجرين جراء الحرب، مبينتين في بيانين منفصلين أن ما تقومان به يأتي “امتثالاً لتوجيهات المرجعية الدينية العليا، وانطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني”.