Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

زخرفة النفاق الاعلامي...وابواب الكذب والخداع

شهد الواقع الإعلامى العربى وخاصة العراقي العديد من المتغيرات الإيجابية على مدار السنوات القليلة الماضية، التى جاءت اغلبها كإستجابه فعليه لما بات يفرضه عصر جديد يتسم بالسرعة فى شتى مناحى الحياة، وقد دللت على ذلك القدرة الإعلامية العربية العالية على التعاطى من الأحداث الجاريه، التى كانت واحده منها مجزرة غزة مؤخرا.

إلا إنه وعلى الرغم من تلك الثورة الإعلامية على مستوى التقنيات والإمكانيات الفنيه والماديه، إلا إن وسائل إعلامنا العراقي مازالت تعانى العديد من السلبيات، منها سطحية التناول للإحداث والقضايا، إلى جانب إنتشار بعض الظواهر الدخيلة مثل نشر الأكاذيب وإثارة الفضائح من خلال التناول والتداول الغير موثوق و الغير صحيح بالمره، ذلك دون تحرى الدقة ومراعاة البحث والتأكيد قبل العرض والنشر، كذا دون الإحساس بأدنى مسئولية تجاه المجتمع!!.

وهذا الأمر هو ما بات يمثل ظاهرة جديدة دخيلة أصبحت فى حاجه ملحه بالفعل إلى وقفة متأنية، لاسيما بعدما أصبح تناولها يحمل الإساءة إلى إعلامنا ويثير السخرية منه، بل ويطرح العديد من التساؤلات حول كيفية إستفحالها لتلك الدرجة وبالشكل الذى ساهم فى وصولها لأن تصبح سمة غالبة على مختلف المواد الإعلامية التى لا تكل ولا تمل مختلف القنوات أرضية وفضائية ومعظم الصحف بكافة أشكالها وأنواعها من إستعراضها وإبرازها؟!!..

والحقيقة إنه أخشى أن لا يكون الحديث فقط عن مجرد ظاهرة عابره بل عن موجه سائده عاتيه تستهدف فيما تستهدفه تحويل الإعلام من مجرد أداة تعليمية وتنويريه تثقيفية للمجتمع فى المقام الأول.. تحويلها إلى معاول هدم له. تلك الموجه التى يقودها ويتزعمها قطيع كبير ممن حملوا مفاتيح الأبواب الخلفية لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها.. واحترفوا فن الفبركه بعدما ضربوا عرض الحائط بالعديد من المصطلحات والمفاهيم من أمثال المصداقية والشفافية، كذا مبادئ وأهداف ووظائف الإعلام، التى يبدو وإنها كانت مجرد مواد دراسية أصبحت لا تعدو كونها حبر على ورق علمناها يوما..

وهذا هو ما تؤكده العديد من المشاهد الملتقطة لواقعنا الإعلامى، حيث تحولت وسائل الإعلام وخاصة الصحافة لدينا من منبر يدعو إلى الصدق وينادي بأمانة القلم والكلمة وكشف الحقائق وإظهار الخفايا عبر طرح القضايا التي تهم المتابع بكل (مصداقية) وبكامل (الشفافية) .. تحولت إلى بوق للكاذبين والمخادعين والمنافقين والغشاشين..بوق لبث لأكاذيب ونشر السموم الإجتماعية، بعدما تبدلت المفاهيم بشكل أصبحنا نترقب من يسد جوعنا الدائم للمعلومة (الصادقة) التي لا تمسها (زخارف) النفاق.. المعلومة التى هى غايتها التثقيف وليس الهدف والغاية المرجوة منها هو حماية مصالح فئة على حساب أخرى. المعلومة الصادقة التي لا تغلفها عبارات (مصادرنا الخاصـة أو المسئولة).. الحقيقــة التي لا نحتاج إلى رشها (برذاذ كاشف) لنرى وبكل وضوح ما يحاول إخفائه (سماسرة الكلمـة).. من حقـد مغلف بـورق السولوفان الفاخر!!. فما أقبح أن يتحكم فى أعلامنا الكثير من (سماسرة عـري الكلمـة) ممن أحترفوا وأجادوا إستخدام معاول الهدم التى تحاول - بائسة يائسة- أن تهدم ما يمكن هدمه!!.. ممن احترفوا فن الخديعة و تلفيق التهم و أمتلكوا الأصوات (النشاز) استمرارا لمحاولاتهم المستميتة في اعتراض طريق كل من عد نموذج للإجاده.

وتلك للأسف الشديد هى الكثير من ملامح ما ظهر من صورة الإعلام ودوره فى المجتمع خلال الفترة الماضية، والتى كان من الضروى رصدها والوقوف عندها فى محاولة لوضعها أمام الجميع، والنظر إليها بعين فاحصة للبحث عن أسباب ما ألم بها، لعلنا ننجح فى إعادة رسم ملامحها كما ينبغى لها أن تكون من جديد..

.. والأن لم يعد لدينا سوى إطلاق نداء استغاثة إلى من يهمه الأمر – إن وجد – يحمل رسالة مفادها (أوقفوا الفبركة وممتهنيها حفاظا على ماتبقى لنا من شبح مجتمع يصارع الفناء.. مجتمع لازال متمسكا بقليل القليل من عاداته وتقاليده وتاريخه وثقافته محتميا بأسوار تراكمات أعمال مبدعيه)..


الدكتور
يوسف السعيدي
العراق


Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
مكتب بغداد للمجلس الشعبي يحضر الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي شبكة أخبار نركال/NNN/ بدعوة من الاستاذ احمد الحسني مسؤول العلاقات الوطنية في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي حضر وفد من 20 ألف نازح جديد في العراق خلال الأيام العشرة الأخيرة بغداد ـ رويترز : قالت وزارة الهجرة والمهجرين العراقيين امس ان العنف الطائفي المتفاقم في العراق ادى لارتفاع كبير في أعداد النازحين العراقيين حيث زاد عددهم خلال الايام العشرة الاخيرة وحدها نحو 20 الف شخص. مسؤول في التحالف: مجرمون يقودون ربع الشرطة العراقية بغداد ــ الزمان ــ رويترز/ قال مسؤول بارز بقوات التحالف في العراق امس ان نحو ربع قوات الشرطة العراقية يقودها رجال يشتبه في ارتكابهم جرائم او اعمال عنف طائفية وينبغي ابدالهم. ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها / الحلقة السادسة ممهدات ثورة 14 تموز 9ـ حرب فلسطين عام 1948 وتخاذل الحكام العرب: في 14 أيار 1948 أعلنت بريطانيا إكمال انسحابها من فلسطين، ممهدة الطريق لإقامة
Side Adv1 Side Adv2