Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

زيارات الاستاذ كنا.. بين الحقيقة .. وتنطط المتنططين

الفريسة
العراق: حالة سياسية متأرجحة، شعب يصارع الحياة...
الشعب الكلداني السرياني الاشوري: حالة سياسية مغبرة.. شعب يصارع نفسه..
بعض كتابنا في المهجر: حالة بطالة قاتمة.. اقلام تتصيد في مياه عكرة..

رغم كل ما ابتلى به شعبنا العراقي عموما من وضع لا يمكن وصفه الا بقنبلة موقوتة، تهدد يوما بعد يوم بالانفجار في قلب العملية السياسية واستقرار الوضع العام، ورغم ما يعاني منه شعبنا الكلدواشوري من وضع غير مستقر قوميا.. واجتماعيا.. وحياتيا.. الا ان البلاء الاعظم الذي نعاني منه و بشكل خاص في هذه المرحلة، هو اجتهاد المجتهدين.. وفتاوى المفتين وحذلقة المتحذلقين، وتنطط المتنططين، وتطبيل المطبلين.. وقبله زمزرة المزمرين.. وتسرعهم في إطلاق السهام عشوائيا، والتهم جزافا.
فقد انبرى بعض كتابنا المهجريين.. اسفا .. بالوقوع من جديد ضحية لتحليل خاطئ للاحداث، سببه كان تسرعهم في اصدار الاحكام، وقلة خبرتهم السياسية.. واسباب اخرى لا تتجاوز سطحية "الدوافع السلبية"، ومحاولات الهجوم على نفس "الفريسة" في كل مقال .. تلك التي يصعب افتراسها، لحذاقتها ومهارتها وخبرتها في التعامل مع الطلقات الـ (فشنك)..
زيارات السيد كنا..والانتخابات
تابعت اوساط شعبنا الاشوري الكلداني السرياني زيارات السيد يونادم كنا، امين عام الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا)، باهتمام وترقب كبيرين، صاحبها حضورا كبيرا للندوات المقامة، ونشاطات عديدة في اميركا واوربا والشرق الاوسط. ما حدا بالكثير من مواقع شعبنا الانترنتية نقل تفاصيل الزيارات، وما حدا ببعض (الكتاب) الى متابعة كل كلمة بدرت من السيد يونادم كنا اثناء تلك الزيارات العديدة والكثيرة، وتحليل وتفسير تلك الاقوال احيانا ببعد شاسع جدا عن واقع السياسة والاحداث والقوانين في العراق..
فقد اتُّهم السيد كنا بأن زياراته كانت لاغراض دعائية انتخابية !! ببساطة.. وهكذا.. دون البحث والتمحيص والتدقيق.. بل ان احد كتابنا الاعزاء القابعين في اوربا ممن اطلق تلك الاتهامات، استهان بوضع ابناء شعبنا المهاجرين والمهجرين قسرا ونتيجة ظروفهم القاسية في وطنهم، واطلق عليهم لقب (المصطافين والمستجممين)، واستطرق في تفسيراتيه وتحليلاته التي إختبرها في مختبرات النخبة، فإعتبر زيارة السيد كنا التفقدية الى سوريا والاردن ولبنان ودول اخرى في العالم، وحديثه عن تطورات العملية السياسية في العراق وأبرزها الانتخابات المقبلة ومشاركة قائمة الرافدين فيها.. وكأنها حملة دعائية إعلانية انتخابية قد بدأت قبل الموعد الرسمي القانوني لها.. ما يعتبر مخالفة قانونية تستوجب العقوبة!! وقد حذا حذو كاتبنا النخبوي كتاب اخرون فاطلقوا نفس التهم، لكن برائحة اخرى !!
يحلو لنا هنا ان نستغل فرصة كتابة هذا المقال لنقول بكل محبة واحترام للرأي الآخر، ومن منطلق العارف بالشأن السياسي والقانوني، إن كل كاتب من كتابنا البعيدين عن الساحة السياسية الوطنية او المعانين من قصور في متابعة الواقع اليومي، يفتقدون إلى المعلومة الدقيقة التي يعرفها صادق النية والمتابع للمشهد السياسي العراقي.. مثلما يفتقدون الإلمام بقانون الانتخابات المعدل وقوانين مفوضية الانتخابات.
فالإعلان عن الكيان السياسي المرشح للانتخابات لا يدخل ضمن الدعاية الانتخابية، وهو متاح لجميع الكيانات منذ فترة طويلة تسبق الموعد الرسمي لبدء الحملة الانتخابية. وقد تم الإعلان عن قائمة الرافدين ومرشحيها قبل نحو شهر، وفي مؤتمر صحفي موسع نقلته وسائل الاعلام والفضائيات الكلدواشورية والعراقية والعربية. وهو أمر طبيعي لم تتخد مفوضية الانتخابات أي إجراء بشأنه لأنه ينسجم والقانون الانتخابي وقانون المفوضية.
ثم.. وقبل نحو أسبوعين.. كان هناك مؤتمر صحفي حماسي للإعلان عن القائمة العراقية برئاسة الدكتور إياد علاوي مع أجواء ساخنة مصحوبة بأناشيد وطنية حماسية، وكأن أمرا طبيعيا انسحب على عدد آخر من الكيانات السياسية المشاركة في العملية الانتخابية. وقد جرى كل ذلك قبل أيام كثيرة من الموعد الذي كانت ستحدده مفوضية الانتخابات لبدء الحملات الدعائية. إنه أمر طبيعي لا يخرج عن الدستور والقانون العام وقانون الانتخابات وإجراءات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق.
إن الإعلان عن اسم القائمة ورقمها وأسماء مرشحيها وبعض المعلومات عنهم لا يندرج ضمن الحملة الدعائية يا سادة يا كرام.. إنما الحديث عن تفاصيل البرنامج الانتخابي ونشر السيرة الذاتية للمرشحين ونشر لقاءات معهم وتوزيع بطاقات وملصقات عنهم وعن القائمة هو ما يمكن اعتباره يندرج ضمن الحملة الدعائية، وأرجو أن تكون هذه معلومة جديدة لكم قد تخدمكم مستقبلا. والدليل أن المفوضية لم تتأخذ أي إجراء عقابي بهذا الشأن الذي تتصورونه بداية للحملة الدعائية قبل موعدها القانوين.. وذلك لأنه أمر طبيعي.
وبمناسبة الزيارة التفقدية للسيد كنا إلى بعض البلدان المجاورة وبلدان أوروبا وأميركا، فقد قام السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية قبل أيام بزيارة إلى الولايات المتحدة سبقتها وصوله إلى لندن وإلقائه محاضرة في إحدى المؤسسات فيها.
كما قام الأستاذ مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان بزيارة إلى الولايات المتحدة التقى خلالها الرئيس أوباما ونائبه بايدن وعدد من أعضاء الكونغرس وشخصيات أخرى، والتقى خلالها ايضا جموع من الأخوة الكرد، ثم انتقل إلى النمسا والتقى المسؤولين فيها، وحضر حفل غنائي لاحد الفنانين الكرد، وهكذا أيضا زيارات عدد من رؤساء وأعضاء الكيانات والقوائم السياسية المشاركة في الانتخابات إلى عدد من البلدان خلال الأيام الماضية. ومن الطبيعي أن تشهد هذه الزيارات واللقاءات إلقاء كلمات وحضور ندوات يتم خلالها الحديث عن حدث الساعة في العراق وهو الانتخابات والقوائم المرشحة فيها.. فهل كان ذلك ايضا دعائية انتخابية قبل الموعد الرسمي!!!!.
ختاما
ليتحنن (كتاب مواقعنا) على قراءنا وعلى ابناء شعبنا.. وشعبهم.. ويحاولوا ولو قليلا.. قليلا جدا جدا جدا، ان يطبقوا ما يأتوا به من كلمات معسولة تعبر عن وحدة الصف وقبول الرأي الاخر ومصالح شعبنا، والخ من الكلمات المستهلكة..
ليحاول (هؤلاء الكتاب) قبل اصدار الاحكام بحق ممثلهم في البرلمان العراقي المنتخب، ان يتحققوا ويتمحصوا ويسألوا ويبحثوا، وان يساووا بين ممثلهم الوحيد في البرلمان، وبين بقية اعضاء البرلمان من عرب واكراد وتركمان .. فهم ان لم يفضلوا ممثلهم على الاخرين كونه من ابناء شعبهم الذي يتباكون عليه.. فليتفضلوا عليه بالمساواة !! أليس هذا أضعف الايمان منهم؟؟
ليحاول البعض ان يترك منظاره القديم، فقد تخدشت عدساته وتشوشت الرؤية من خلاله.. فالمنظر اصفى مما يرونه، وانصع مما يظنون.. وازاحة قليلة ولو لدقيقة لذاك المنظار القديم عن اعينهم، سيظهر لهم مدى صفاء المشهد..
فهل هو الخوف ترى من ذاك الصفاء؟ ام انه الخجل من العظائم التي يشوشها ذاك المنظار ؟؟
الا رحمة الله على الشاعر الكبير أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي، المعروف بالـ (المتنبي) وهو القائل:
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ.. وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
وتعظم في عين الصغير صغارها.. وتصغر في عين العظيم العظائمُ.

وبارك الرب بكل جهد جمع ولم يفرق

سيزار هوزايا
ملبورن – استراليا
بدايات شباط 2010
sizarhozaya@hotmail.com

Opinions