سبعة ملايين صوت للمدنية وليس للدين والقومية
وصلت شابة عراقية (شذى حسون) درجة النجم الأول في برنامج التلفزيون اللبناني (ستار أكاديمي) في ليلة 30/3/2007 ، لا أريد ان أعلق على مكانة هذا البرنامج وما هو المقصود منه وتأثيراته على الشباب وهو أيضا ليس غرض كتابة هذا التعليق القصير، ولكن الذي جلب انتباه الكل في داخل العراق خارجه والإعلاميين هو تصويت سبعة ملايين انسان عراقي داخل العراق في ضل انعدام ابسط الاحتياجات والمستلزمات من أمان، كهرباء، خدمات، بطالة وقلة رواتب مقابل غلاء المعيشة اليومي و....الخ ،وتحت وطأة الاحتلال والإرهاب والتهجير القومي والديني والانفجارات اليومية...والخ ، إن ما جرى بعد فوز الشابة (شذى) وجلب الانتباه لم يكن تعبيراً عن موضوعاَ وطنياَ وقومياَ ودينياَ ،وإنما كان رد فعل الشارع المدني والمتعطش للتحرر من مدن كردستان الى أقصى جنوب العراق و يطرح امام الساسة والسلطة والأحزاب القومية والدينية والطائفية والإرهابيين، سؤال مهم وهو من صوت لدستوركم وحكمكم الطائفي والمذهبي والقومي؟ أليس هذا دليل على تمدن وعلمانية المجتمع العراقي؟كان التصويت على البرنامج بشكل حر دون ضغوطات من أحزاب او مصلحة شخصية او عقائدية، والأكثر من ذلك كان صرخة شبابية لطموحهم الى عالم افضل و حياة أسهل وأجمل و لملابس انيقة ومتحضرة وحبهم لسماع اغاني متحضرة و...الخ، ولكن تلك السبعة الملايين من الأصوات ما زالت مشتتة ومهمشة وغير منظمة بشكل موحد ...ويلقي على عاتقنا بسؤال ومسؤولية تأريخية، أين نحن ؟ واين دورنا الاجتماعي والسياسي في المعادلات و الأحداث؟ والى متى نبقى متفرجين؟ هل كان لأي ممن جاء بهم الاحتلال الى الحكم حتى بأصوات أسيادهم المحتل في العراق سبعة ملاين صوت ؟ هل لديهم سبعة ملايين متفرج على خطاباتهم الحزبية والدينية والقومية داخل العراق وخارجه ؟ هل كان لديهم استعراض شبابي أجمل دون ضغط احد ومن دون تمييز (قومي وديني)مثل ما حصل في مدينتي أربيل والسليمانية حيث خرجت الجماهير في منتصف الليل الى الشوارع محتفلة دون دعم السلطات المحلية ومؤسساتها الإعلامية والحزبية ودون الهتافات والشعارات العنصرية والتعصبية (القومية والدينية)؟ الم يأتي الوقت لنقل كفى للتمييز العنصري والجنسي والرجعي القومي والديني والاحتلال والإرهاب و...الخ، ونقول نعم لهويتنا الإنسانية ؟ نعم حان الوقت لتتوحد كل القوى الإنسانية دون تميز، لإعلان ما يأملون فيها وما يؤمنون به دون الإرهاب والضغط التقليدي الموروث من غبار وكابوس ألاف السنين المتراكمة في ادمغة ألاجيال الغابرة ، تعالوا لنكتب قانون الإنسانية من جديد ليكون العراق بلد الإنسانية والتحرر ،وليس للاحتلال وإرهاب الإنسان .