سلبيات وإيجابيات النهضة الكلدانية بزعامة المطران سرهد جمو – جلسة يونشوبنك
جامعة يونشوبنك – السويدكان للجلسة التي عقدها مؤتمر النهضة الكلدانية في مدينة يونشوبنك في 17 تشرين الأول بعض الصدى لدى الكلدان في هذه المدينة السويدية. ومدينة يونشوبنك ربما هي واحدة من أشهر المدن الأوروبية بالنسبة لأبناء شعبنا الواحد من الكلدان الأشوريين السريان لأسباب صارت معروفة من خلال ما تنشره مواقع شعبنا الإعلامية.
وإن أخذنا الحضور قياسا – حيث كانت قاعة نادي الكلدان غاصة بالحضور إلى درجة بقاء عشرات الأشخاص وقوفا لأكثر من ساعتين – فإن الجلسة تعد ناجحة جدا.
وإن أخذنا الموضوع الرئيسي الذي تناولته، تكون الجلسة أكثر من ناجحة لأنها ركزت بالدرجة الأساس على موضوع اللغة واهميتها في الحفاظ على الهوية القومية.
ماذا بعد
وقد يقول القارىء أين السلبيات إذا، وأنت تصرخ ليل نهار أن فقدان اللغة معناه فقدان الهوية القومية وإكتسابها معناه إكتساب الهوية القومية.
أمل أن يمنحني قارئي اللبيب الفرصة كي أتحدث له عن الإيجابيات اولا ومن ثم أعرج على السلبيات.
ولكن قبل هذا وذاك دعنا نتحدث بإيجازعن بيئة وسياق الجلسة. علميا وعمليا أننا نفشل في فهم او حتى تقديم وصف دقيق لما ننقله إن وضعناه خارج بيئته وسياقه.
البيئة والسياق
وكي ابرهن أننا قلما ندرك أمرا دون سياقه سأقدم لكم مثالا. وقبل نقله لكم أقول أن ما أذكره جزء من الفلسفة والعلم الذي تقوم بتدريسة خيرة الجامعات في العالم وأن الذي أسس لهذا العلم هو فيلسوف ألماني معاصر إسمه يوركن هبرماس. يقول هذا الفيلسوف الذي قلما يتحدث عالم أو أكاديمي في الشؤون الإنسانية والإجتماعية واللغوية دون ذكره والإعتماد عليه أن الحقيقة الإجتماعية التي نعيشها اليوم تُختصر في اللغة او الخطاب (ديسكورس).
والخطاب يتضمن اللغة المكتوبة والمحكية وكذلك كل إشارة حولنا من صور ولافتات وإيقونان وطريقة اللباس والإيماءات وغيرها. وهبرماس يقدم لنا في كتاباته نظريات يقرنها ببراهين دامغة من حياتنا اليومية. وفي هذا العمل الجبار الذي غير لا بل قلب الكثير من المفاهيم الفلسفية والإجتماعية واللغوية والسياسية على عقب يعتمد هبرماس على الخطاب او اللغة.
مثال
فإن قلنا: "أرفض هذا" علينا وضع الجملة في سياقها كي نستطيع الإستدلال على كلمة "هذا". إسم الإشارة "هذا" يحتاج إلى معرفة سياق وبيئة قائله لأنه قد يشير إلى أمر قد قضى (ماضي) أو أمر حاضر أو أمر قد يقع في المستقبل. هذا مثال مبسط للغاية للمعنى البراغماتيكي والنقدي لهذه الجملة القصيرة جدا. وحياتنا المعاصرة، يقول هبرماس، هي مجرد ديسكورس (لغة) التي يمثلها الإعلام اليوم خير تمثيل.
الجلسة وسياقها
وصلت، حسب إعتقادي، متأخرا عشرة دقائق إستنادا إلى التبليغ الذي وصلني ولكن الجلسة التي إستغرقت أكثر من ساعتين لم تبدا إلا بعد أكثر من ساعة من وصولي.
في داخل قاعة نادي الكلدان كان المنظمون منشغلين بتزيين القاعة بالعلم الكداني وصورأسد وبرج بابل. وتقريبا لم يبق مكان في القاعة إلا وكانت صور الأسد والبرج قد غطته ونحن نتوقع قدوم رجال دين برئاسة مطران كلدني وبمعيته قس وراهبتين.
رغم ذلك لم يفكر أحد قط بالكنيسة. الأطفال الذين إصطفوا لإستقبال المطران كانوا يرفعون العلم الكلداني. لم ألحظ مكان لأي أيقونة – صليب او غيره – وعندما حاول أحد الشمامسة تعليق صورة القلب الأقدس إعترضه البعض ولكن الشماس الغيور هذا أخرج الصورة ووضعها بجانب أحد صور برج بابل رغم الإعتراض.
عندما دخل المطران وهو متأخر عن الموعد أكثر من ساعة وبمعيته القس والراهبتين لم يرسم إشارة الصليب ولم يمنح البركة بل وقف والوفد المرافق له تبجيلا للنشيد الوطني الكلداني. ثم جلس الجميع وأفتتحت الجلسة بإلقاء الكلمات.
قراءة السياق
قد يختلف القراء في قراءتهم للسياق أعلاه. ولكن قراءتي الخاصة إيجابية – وهذا قد يدهش البعض – رغم إعتراضي الشديد على صور الأسود الكلدانية وصور الثيران المجنحة الأشورية التي يرفعها الطرفان في مناسبات كهذه.
الناس لها الحق أن ترفع من الصور واللافتات ما تشاء ولكن لا في هذه الجلسة ولا في ما يقابلها من الجلسات الأشورية نلاحظ تركيزا على دور شعبنا منذ سقوط هاتين الإمبراطوريتين وإندثار شعوبهما.
يتصور هؤلاء وكأن شعبنا لم يكن متواجدا ولا مساهمة تذكر له في ال 2500 سنة التي تفصلنا عن هذه الإمبراطوريات، بينما التاريخ يقول أننا أنجزنا من خلال لغتنا الجميلة السريانية ما لم ينجزه أي شعب أخر على وجه البسيطة من علم وثقافة وأدب وموسيقى وترجمة وهذا محفوظ في الكنوز التي لا تثمن التي تركها لنا أجدادنا من خلال مئات الالاف من المخطوطات المبعثرة في المتاحف العالمية.
هذا التراث الذي كان نبراسا للدنيا ولولاه لضاع الكثير من الإرث الإنساني مكتوب في لغة هي لغتنا وبإستطاعة بعض مثقفينا قراءتها والتدفء بها وجامعات العالم تنفق ملايين الدولارات لدراسته وتدريسه هو ولغته ولكن لا مكان له في جلسات كهذه كلدانية كانت أو أشورية. وهذا ما أسميه القفز فوق وعلى التاريخ، الأمر الذي لا يفعله أي شعب أخر في الدنياغير شعبنا.
مع ذلك كانت المرة الأولى في حياتي أرى اسقفا كلدانيا ومعه قس وراهبتين يضعون مذهبيتهم جانبا لا بل على الرف ويقدمون هويتهم القومية عليها. هذا امر غير مسبوق لدينا نحن الكلدان ولو فعل رجال ديننا ذلك لكان عددنا اليوم أكثر من ستة ملايين وليس بضعة مئات من الالاف. وقد تحدثت عن ذلك في مقالات سابقة.
السياق يؤيد نظريتي حول إزدواجية الكنيسة
ومن ناحية أخرى، فإن هذا السياق بالذات دليل قاطع على نظرية أشتغل بها حاليا وأتطرق إليها مرارا في كتاباتي في مواقع شعبنا وقد كتبت فصلا كاملا عنها بالإنكليزية في كتاب "التعصب في الإعلام".
خلاصة هذه النظرية أن الكنيسة، أي كنيسة، تعاني من إزدواجية لا يكشفها المتدينون المتزمتون لأن كل متزمت يضع غشاوة على عينيه كي لا يرى إلا الجانب الذي يريد أن يراه.
المؤسسة الدينية – مسيحية او إسلامية او يهودية اوغيرها – لها وجهان على الأقل. فالكنيسة مثلا – الكاثوليكية والأرثاذوكسية والبروتستنية وغيرها – هي رسالة سماء ومؤسسة مدنية في آن واحد. وكونها مؤسسة فإنها تتصرف في كثير من الأحيان تصرف أي حزب سياسي أو تصرف أي حاكم مدني لا علاقة له برسالة السماء.
فكم كان المطران رائعا عندما دخل إلى القاعة وبصليبه المتدلي من عنقه وبلباسه الأسود المزركش بالأحمر يرافقه كاهن بزيه الكهنوتي وراهبة بزيها الرهباني وأخرى بالزي المدني وهو لا يكترث لا إلى إشارة الصليب ولا البركة او حتى الإستهلال بالصلاة الربانية. أثار هذا الأمر تململ بعض الشمامسة ولكنني شخصيا لم أكترث.
دور اللغة
كل المتحدثين في الجلسة تقريبا أكدوا على دور اللغة. وكان موقفا رائعا مشاهدة بعض المتكلمين وهم لا يستطيعون التحدث باللغة القومية وهم يبدون في نفس الوقت أسفهم على القطار الذي فاتهم.
كان هناك إتفاق شامل ومفرح في آن واحد ان الوقت قد حان لنا نحن الكلدان للعودة وبقوة إلى لغتنا القومية. هذا شيء عظيم ويبشر بالخير إذا تم إستغلاله بطريقة جدية وعلمية سليمة خالية من التعصب والإقصاء والتقوقع وتجمع الشمل الكلداني ولا تفرقه وتبعده عن مكونات شعبنا الأخرى.
ولكن الطريقة التي يريدنا أصحاب النهضة العودة إلى لغتنا طريقة محفوفة بالمخاطر وقد تفرق أكثر من ان تجمع وتكون محصلتها بالضد مما نتمناه.
زعامة النهضة بيد المطران ونائبه القس
ليس خافيا أن المطران سرهد جمو مع نائبه القس نوئيل الراهب هو القائد او الزعيم السياسي للنهضة الكلدانية الحالية. فلا غرو أن نرى ان هذه النهضة تصبغها المفاهيم والمواقف التي يتبناها هذا المطران ونائبه لا بل يبدو أنهما يفرضانها على أتباعهم فرضا حيث لم الحظ طوال الجلسة غير التصفيق الحاد لهما رغم أن ما قاله المطران ونائبه الكاهن إحتوى على مغالطات من حيث علم اللغة والتاريخ لا يمكن القبول بها او الركون إليها على الإطلاق. وسأشرح ذلك لاحقا.
الكتب الطقسية
قام المطران ومعه مناصروه من الإكليروس بتأليف كتب تعلم اللغة القومية ووضعوا كتبا طقسية حديثة ويبدوا أنهم يريدوننا نحن الكلدان أن نتخذها منهجا.
من ناحية الكتب الطقسية، فإنها حسب علمي وأنا على إطلاع عليها، لا تحمل ختم القلاية البطريركية ولا سلطة السنودس. هذا معناه أن المطران جمو بإمكانه فرضها ضمن الرقعة الجغرافية لإبرشيته وعداه لا حق له. ولهذا لم أستغرب عندما رفض الكهنة في السويد التعامل مع هذه الكتب حين ورودها إليهم وربما رموها في سلة المهملات. ولا أظن أن أي خورنة أو أبرشية أخرى ستقبل بها لأن الوضع في مؤسسة الكنيسة الكلدانية من الإنفلات حيث صار اليوم لكل كاهن ومطران طقسه الخاص ولغته الخاصة.
وفي حوزتي كتاب القداس الجديد لأبرشية المطران جموحسب طقس كنيسة المشرق وهو بثلاث لغات السريانية والعربية والإنكليزية وفيه تحويرات. ليست المسألة إن كانت كنيستنا في حاجة إلى كتاب قداس أخر. ألا يعلم المطران أننا في السويد مثلا لنا كتب طقسية مختلفة تختلف بإختلاف الكهنة وعددهم؟ أي أن هذه المؤسسة الكل يعمل فيها على هواه يؤلف على هواه ويفرض على هواه وباللغة التي على هواه.
وكي أبرهن للقارىء أن مؤسسة كنيستنا تشبه حارة غوار الطوشي "كل من إيدو إلو" كنا في حيرة شديدة نحن الشمامسة في يونشوبنك يوم السبت الماضي. روزمانة الكنيسة الكلدانية في السويد تقول اننا سنبدأ الشاوع الرابع للصليب والسابع لإيليا بينما الروزنامة البطريركية تقول أننا سنبدأ الشاوع الأول لموشى.
تأمل مؤسسة صغيرة مثل كنيستنا الكلدانية لا تتفق على روزنامة واحدة، بمعنى أخر أن لا طاقة ولا سلطة لها حتى لفرض التوقيتات الصحيحة للدورة الطقسية وبمعنى أخر أن كل كاهن أو مطران فيها بإمكانه طبع روزنامته وعلى هواه وطبع طقس صلاته وعلى هواه وفي اللغة التي يشاء. اي نهضة نرجوها من مؤسسة كهذه؟
كتب تعلم اللغة
أما بخصوص كتب تعلم اللغة والتي كان يحملها المطران وطلب من الجميع الإلتزام بها، فهذه ظاهرة سلبية أكثر منها إيجابية بالشكل الذي قدمت لنا.
الكتب المنهجية لاسيما تلك التي تخص تعلم اللغة الأم لا يقوم بها إلا الإختصاصيون والعلماء في حقلهم. عندنا أي شخص يؤلف كتابا لتعلم اللغة ويطلق عليه وعلى اللغة التسمية واللقب الذي يشاء.
وكُتب المطران عن تعلم اللغة "الكلدانية" تذكرني بكتب بعض المعلمين الأشوريين لتعلم اللغة "الأشورية" في السويد. هؤلاء كتبوا وسموا على هواهم والمطران وجماعته كتبوا وسموا على هواهم.
أين دور أساتذة وعلماء اللغة السريانية في الجامعات ودور المديريات السريانية ودورالمجمع العلمي السرياني؟ الذين يزورون التاريخ والتسميات بإمكانهم أيضا وضع أنفسهم محل أي أستاذ او عالم او مجمع علمي أيصا.
كلمة المطران
المطران تحدث بلغتنا القومية وتحدث لمدة طويلة ولكنه أقحم نفسه في أمور يبدو انها ليست في إختصاصه لا سيما اللغة والتاريخ. ويا ليته لم يتحدث لأنه أوقع نفسه في مغالطات كثيرة لا يقبلها العلم والمنطق السليم ليس لدى أصحاب الإختصاص بل حتى لدى المثقفين من العامة.
ولا أعلم كيف إستقبل الحاضرون المعلومات التي أتى بها إلا أن القول أن اللهجة الكلدانية الحالية، لنقل مثلا لهجة القوش، هي ذاتها لم تتغير لأكثر من 3000 سنة قول لا أعتقد سيقبل به أي متعلم مهما كانت درجة ثقافته.
ليس هناك لغة حية في الدنيا بقيت كما هي لمدة 3000 سنة. هذا يعارض أبسط مبادىء علم اللغة والف باء علم اللهجات. هل يعلم المطران أن قريتين تتحدثان ذات اللغة ويفصل بينهما جبل ستظهر لديهما لهجتين مختلفتين من حيث اللفظ والمفردات وحتى بعض الأمور التي تتعلق بالقواعد؟
ولهذا لم يوفق المطران وباعد الحقيقة العلمية الناصعة عند تحدثه عن الفروقات بين اللهجات المختلفة للغتنا السريانية (هو ونائبه يسميانها كلدانية). ومن شدة تعصبه وتزمته بموقفه أطلق بعض العبارات التي قد يراها السرياني او الأشوري إستصغارا به. وبالمناسبة كان البعض من إخوتنا السريان حاضرون.
كيف يعلم المطران ومن أين إستقى معلوماته أن الملاك خاطب العذراء قائلا "شلاما" حسب اللهجة السريانية الشرقية وليس "شلامو" حسب اللهجة السريانية الغربية؟ هل كان حاضرا؟
وأتت أمثلته الأخرى "عيتا" و"عيتو" و "طليثا" و"طليثو" للبرهنة أن كل شيء كلداني – كما يفعل البعض من الأشوريين المغالين والمتعصبين للبرهنة أن كل شيء اشوري – مثيرة للشفقة لأنها تدل على ضيق الأفق وفرض الرأي دون دليل علمي وتجريبي.
فالقول أن اللهجة السريانية الشرقية لغة مستقلة ومنفصلة عن اللهجة السريانية الغربية قول غير دقيق ولم أتوقع أن يصدر من شخص بمكانته. وذهب إلى أبعد من ذلك لإدخال مفاهيم خاطئة وغير دقيقية وغير علمية في أذهان مستمعيه من أجل تلقين مواقفه السياسية حيث قال أن أجدادنا من السريان الشرقيين (سورياي مذنحايي، كما يرد في الكتب الطقسية) لم يتكلموا لغة أهل الرها والنصيبين من السريان الغربيين (سورياي معروايي، كما يرد في الكتب الطقسية). أي أن مار أفرام، عميد الأدب السرياني، غريب عنهم وعنا لغويا. هل يعقل هذا؟
وأكثر غلوا وتعصبا وبعدا عن العلم والمنطق والحقيقة كان عندما قال أن اللهجة التي يتحدثها الكلدان حاليا لا علاقة لها لا بل أنها مستقلة عن اللغة الفصحى، اللغة الطقسية. يا للمصيبة، مصيبة شعب مسكين يأخذه كل على هواه دون وجه حق. والكلام مسجل حيث أن كل جلسات مؤتمر النهضة الكلدانية في السويد وبضمنها جلسة يونشوبنك كانت تنقل بالفديو على الهواء ومن خلال كامرات حديثة عن طريق بطنايا.نت وكلدايا.نت (رابط 1) وتحفظ وتعاد مرات عديدة. من ناحيتي، كنت أسجل النقاط الأساسية في دفتر الملاحظات الذي أحتفظ به.
وأقحم نفسه في مغالطات أخرى كثيرة لا يتسع حيز مقال في ضمها منها أقواله عن معلولة، المدينة السريانية في سوريا، وأراؤه عن مكتبة أشور بانيبال واللغة الأكدية واللغة التي كتب بها التلموذ، اي العهدالقديم، ومصدر وإشتقاق مفردة "العرب والعربي" ومفردة "سوريا" وغيرها كثير.
كلمة القس نوئيل الراهب
القس نوئيل الراهب مع الراهبتين وضعهم خاص لأنهما جزء من رهبنات. لا أعلم أي رهبنة تنتميان إليها الراهبتين، ولكنني على علم برهبنة القس نوئيل وهي الرهبنة الهرمزدية الكلدانية التي أمضيت فيها تسعة أعوام من عمري.
عندما يصبح شخص راهبا، مثل القس نوئيل، فإنه يؤدي قَسَم النذورالمؤبدة وأنا تركت الدير قبل القسم لأنني تيقنت أن لا طاقة لي لتحمل ثقله.
القسَم الرهباني وما أدراك ما القسَم الرهباني وإن لم تكن قد حظيت حضورحفلة أدائه لا يمكنني أن أصور للقارىء الكريم الرهبة والخشوع والخوف الذي ينتاب الشخص المزمع على تأديته والأشخاص الحاضرين.
أمام الإنجيل والقربان المقدس والرئس العام وحشد من الكهنة والرهبان والعلمانيين يؤدي الراهب القسم – الطاعة والفقر والعفة. وإتصلت بالرهبنة الهرمزدية الكلدانية ، التي تمر الأن بوضع صعب للغاية، لتوضيح الموقف وما حصلت عليه لم يكن مشجعا على الإطلاق. وقد يكون هذا مادة خصبة لموضوع قادم، ولكن أكتفي هنا بالقول أن القس نوئيل الراهب ومعه أخرون سنأتي على ذكرهم وأسمائهم وأماكن تواجدهم بعون الله نكثوا بالقسم عند تركهم الرهبنة والإستقرار في الخارج وساهموا بطريقة مباشرة في خراب الرهبنة الهرمزدية الكلدانية. هرمزدية نسبة إلى ربان (راهب) هرمز الذي يقع ديره في طرف جبل ألقوش شامخا مثل عش نسر.
ولهذا لم تدهشني كلمة القس نوئيل التي رأها الكثير من الحاضرين مسيئة ومنتقصة من قيمتهم الإنسانية ووضعهم كمسيحيين. ذهب بعيدا في مديحه لمطرانه إلى درجة أنه حذر الحاضرين من أنهم لن يستطيعوا إستيعاب ما سيقوله وأنهم سيحتاجون إلى أيام لهضمه.
وأنذرهم قبل أن يلقي المطران كلمته أن على الذي يتصورأنه يفهم أكثر من المطران او بإستطاعته إلقاء محاضرة في حضرتة عليه مغادرة القاعة.
وكشف على الملأ كيف أن موقع كلدايا.نت الذي يعد ناطقا رسميا بإسم النهضة يستخدم الرقابة لإسكات أصوات المعارضين وأصحاب الأراء الحرة من الكلدان وغيرهم. وبالطبع هذا الموقع هو الموقع الكلداني الوحيد الذي يمارس رقابة صارمة على النشر شأنه شأن بعض المواقع الأشورية.
الموقع الذي يعد لسان النهضة الكلدانية يمارس الرقابة أي لا ينشر إلا ما يراه ملائما وموافقا لوجة نظر أصحابه. لن أعلق ولكن أقول أي نهضة يتحدث عنها هؤلاء إن كان الناطق بإسمهم يؤمن بالرقابة ويستخدم مقص الرقيب لحذف أراء غيره ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين؟
وكأن هذا ليس كافيا بل أنهال على الكلدان الذين يعارضون نهجه ونهج مطرانه واصفا اياهم ب "قطواثا" اي القطط والبزازين" وبأنهم باعوا أنفسهم وإلى أخره من الأقول التي أثارت إستهجان ودهشة الكثير من الحاضرين.
وبمناسبة وصف الكلدان بالقطط والبزازين يحضرني وصف أخر أتى من كاتب نهضوي أخر حيث أطلق عليهم لفظة "الجحوش". وبين الجحوش والبزازين من الكلدان وردت أوصاف أخرى مثل "الذئاب الكاسرة والثعالب الخائبة" ونحن بإنتظار تسميات سلبية أخرى من الذين يرفضون الجدل والنقاش والحوار وذلك من خلال الفكرة بالفكرة والحجة بالحجة.
رابط 1
http://www.livestream.com/batnayalive/video?clipId=pla_12ef22f2-1d8d-4a64-9ae2-3a9061c9c70c&utm_source=lslibrary&utm_medium=ui-thumb