سلوى حيدو الأم والانسانة والألم
تلقينا ببالغ الاسى والاسف نبأ انتقال الاخت والام والانسانة سلوى الى الاخدار السماوية، هذا الانتقال سبقه ألم حياة أَلًمَ بها وهي في ريعان شبابها، قلنا الالم ولكن نتجاوزها ونقول الالام، من هنا كانت الانسانة سلوى في قمة الصبر والتحمل، ليس تجاه نفسها بل تجاه عائلتها ومن حواليها من المحبين، لا ابالغ ان قلت ان سلوى رأت امامها ما رأته مريم العذراء عندما صلب وحيدها وسمر على خشبة، انه طريق الالام نفسه يتكرر في كل لحظة من حياتنا ولكن لم نتعظ لحد الان! لماذا؟ لاننا لسنا مؤهلين لنكون عند حسن شهادة سلوى للحياة في التضحية والصبر والفداء!نعم كانت سلوى في حياتها وعملت ان تكون من اجل! كما كان سيدنا يسوع المسيح من اجل الاخر والاخرين، واصبحت اليوم سلوى وهي تنتقل الى جانب يسوع وتحتفل معه في عيد ميلاده رمزاً من رموز الالم والامل لعائلتها ومحبيها، لتقول لنا اليوم: ها انذا مع ربي احتفل بعيد ميلاده وراس السنة المجيدة واترك لكم كبريائكم وجبروتكم وقوتكم وانانيتكم ودولاراتكم وحزبياتكم وطائفيتكم ومذهبيتكم ومحسوبياتكم!!! ساصلي من اجلكم واطلب من ربي واتمنى ان يلين قلبكم باتجاه حقوق الفقراء والمحرومين والارامل واليتامى والمهجرين، ان يعود الهدوء والامان والسلام لشعبي وبلدي واهلي وبلدتي القوش الجميلة التي لم اتركها ولا اتركها! لقد زرعت فيها الحب والامل ، زرعت فيها ورود تهب الحياة، زرعت فيها ذكريات حلوة ومُرًة، لان الذكريات هي نسيج الحياة، والحياة لا يمكن ان تكون كلها حلوة، ولا كلها مُرًة، لذا اطلب من عائلتي السماح والتسامح، السماح منهم لعدم تمكني من الاستمرار في العطاء ووهب الحياة والحب، لان يسوع احبني وارادني ان اكون من ضمن خاصته في عيد ميلاده، والتسامح فيما بينكم لان التواضع هو قوة القوة، كلنا خطاة، "من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر"
اقول لكم احبائي من هي تلك السامرية؟ هي انا وانتِ وانتَ وانتم! هي النحنُ! اذن لا يوجد هنا عند الرب تفرقة وتجزئة وحب الذات وانانية، بل هنا المحبة والحب فقط، عليه لايوجد عندكم احد احسن من الاخر الا بما يقدمه من حق وخير وامان اكثر لمن حوله وللآخرين
نعم احبائي فارقتكم بالجسد ولكن روحي تبقى معكم ما دمتم موحدين متواضعين عاملين كرماء خادمين مضحين، لا اطلب غير وحدتكم، ان كان داخل العائلة او العشيرة والقرية والوطن، لان الحياة ليست سوى نسيج من المواقف تبقى ذكرى للانسان الحر ما دام قد زرع الخدمة في بستان الحب
لا ننسى تضحيتكِ وصبركِ وحنانكِ يا سلوى ما دام فينا بذرة من الحب الحقيقي
نصلي من اجلها لتكون مع القديسين والشهداء وهي كذلك ما دامت تكلمنا بلغة الحب
shabasamir@yahoo.com