سميل
تضيع الكلمات وتتبعثر الأفكار،ونقف مبهوتين إزاءك يا سميل،
نقف على أرضك الطاهرة حيث صُفَّ أبنائك لكي يتم تقديمهم كقرابين على مذبح الحرية في مثل هذا اليوم،
لا لشيء سوى لإطفاء ضمأ العتاة المستبدون،
لكنكِ لم تكوني كالخروف الذي يُكتف لكي يتم ذبحه،
بل كنتِ عظيمة وستبقين كذلك،
رغم أن جلَّ أبنائكِ أصبحوا اليوم تحت التراب، لكنكِ كنتِ منبعا لأمور كثيرة ...
كنتِ ملهمة لشعبٍ كبير ...
كنتِ البذرة التي طُمرت في التراب وماتت لتهب الحياة وتثمر عن حياة أوفر ...
كنتِ العزّ والإباء وأصبحتِ تاريخا خالدا لنا نحن أبناء اليوم،
نستلهم منكِ العِبَر كي نستطيع إكمال المسيرة؛ فأرواح أبنائكِ تستصرخ الضمائر اليوم وتقول:
لتنكسر القيود ...
وليذهب الطغاة إلى مزابل التاريخ ...
وليتم أنصاف أحفادك برد الحقوق إلى أصحابها،
وقيود الأمس والأغلال والسيوف تظهر مجددا ،
وأبناء اليوم نالوا وما يزالون من الأذى ما لا يمكن وصفه أبدا، لقد تم تهجيرنا ...
قُتلنا ...
سُلبت حقوقنا وكل ممتلكاتنا،
وإن كنتِ أنتِ يا سميل تعيشين في ظل أمن وأمان هذا اليوم ...
فإن أخواتكِ المنتشرات خارج هذه الأرض وخصوصا في سهلِ نينوى؛ في القرى والبلدات يبحثون اليوم:
عن سبل الحرية ...
وعن أحقاق الحق ...
وعن رسم خارطة طريق للوصول إلى الحكم الذاتي ...
لكي تكوني أنتِ وهم وغيرهم من البلدات الجسم الجديد للأمة: "الكلدانية السريانية الآشورية"
فاطلبي يا سميل البركة من الله بشفاعة دماء أبناؤكِ الزكية كي نصل نحن أبناء اليوم إلى الهدف الذي يجعل من شهداؤك ينامون قريري العيون ولكي يعمل أخوتك وأخواتكِ يدا بيد ولا يكن الكلداني بعيدا عن السرياني والآشوري إنما يكون الكل واحدا وينهض شامخا عزيزا ليعلن للملأ نحن هنا (سورايي) نريد حقنا كغيرنا لكي نتواصل مع الإنسانية؛
بالعمل والبناء ...
بالعلم والمعرفة ...
بالثقافة والرياضة والفنون ...
وفي كل ميادين الحياة ...
إننا معكِ يا سميل وعلى نفس الطريق سائرون ويوم تحقيق الأهداف لن يكن بعيدا بإذنه تعالى.
عبدالله النوفلي
سميل 7 آب 2008