** سمينٌ ومُقدّد **
ما بكت عينٌ عليكَ وطني ........ولا قالت بآهٍ عليكَ
الأصدقاءُ والأصحابُ..... والجيران
ولا تأوه حُزناً عليكَ أحسنهم ـ ولو كذِباً ــ
.......... بوآحسرتاه ..........
لا الشرقُ.... لا الغربُ.... ولا كُل الأرض
جادت مآقيهم بدمعة
لا الغُرباءُ... لا الجيرانُ .... لا الأصحاب
كُلّهُم ساعة الحقِ بُخلاء....
أكلوا رُطبكَ حتى تقيؤا تُخمةً .....
وشربوا نفطكَ حتى الثمالةِ خمرةً .....
ورقصوا فوقَ الآمِكَ ..... نشوةً
ما همّهم أن تقطعت أوصالكَ.... ؟؟
ما همّهم ....
وأنتَ خروفَ عشائِهِم..... سمينٌ و مُقدّد
وفيرُ اللحمِ
غنيُّ العظمِ
كثيرُ الليّة
سالَ لُعابَهُم عليك......
عاثوا في خريطتك وعبثوا
شبعاً ضحِكوا....
وفي كُلِ الدولَ شتاتاً
أبنائك لاجئين فرقوا ....
يا وطني ....
لا نقُصت حُزناً عليكَ
في كثّاتِ شواربهم .... شعرة
ولا نقُصَ من قاماتِهِم
شِبراً عليكَ حسرة....
قطّعوا أوصالكَ نهشاً....
شرقاً .... وغرباً.....
شمالاً .... وجَنُوباً....
لا شهقَ أحدهُم.......
ولا طرُفت عينٌ لهول ما يجري خجلى....
ملئوا من حقولِك جُعَبَهُم .... جوزاً ولوزاً
ومن تُرابك ذهباً وماساً وفضة.....
بكيتَ لأجلهم كثيراً
لم يُبكيكِ فيهم أحد....!!!
يا وطني.....
ما لطّموا مع بنيكَ آلماً عليكَ......
بلْ فوقَ جِراحِكَ دبكوا.... وزادوها ملحا
وعلى نغماتِ أنينكَ
رقصوا وهزّوا ..... وأهتزوا طربا
وحيداً أنتَ في مصابِكَ
وحيداً أنتَ في حزنك
وحيداً أنتَ في الألم....
لا عينٌ بكت عليكَ وطني
غير بنيك.... ما بكاكَ أحد....
ولا العالمُ حُزناً عليكَ رقد.....
فيا فجيعتنا في غدٍ لستَ فيهِ....
ويا رُعبنا من الموتِ مُبعدين عنكَ......
لاجئين .... مُشتتين ....وحيدين
بلا وطنٍ ..... ذليلين
ما لنّا في غيرِك عزاءاً
غيرنا ... ما لك...
ولا لنا في أرضٍ أُخرى سماءاً....
لملمنّا من الشتاتِ .....
كما الدجاجة تحت جناحيك .... أجمعنا....
غطائك وثيرٌ....... لنّا كُلنّا
يا خير غطاءاً .... دثّرنا
تشربنّا وأياكَ الدرسَ كفايةً وطني ....
فألتحفناكَ...... دثّرنا