سودان:إنتهاء إعتصام دام 3 شهور بمذبحة
31/12/2005القاهرة (اف ب)
اعلنت وزارة الداخلية المصرية ان عشرة من اللاجئين وطالبي اللجوء السودانيين قتلوا صباح امس الجمعة في اثر قيام الشرطة المصرية باجلاء مئات السودانيين المعتصمين منذ ثلاثة اشهر امام مقر الامم المتحدة في القاهرة. وقال مصدر امني في بيان للوزارة ان حالة من التدافع والهرج بين المعتصمين اسفرت عن اصابة نحو ثلاثين منهم اغلبهم من كبار وصغار السن. وقد نقلوا فورا الي المستشفي لاسعافهم حيث توفي عشرة منهم". كما تحدث المصدر عن اصابة 23 من عناصر قوات الامن بينهم ثلاثة من الضباط". وكان عدد كبير من رجال الشرطة قاموا باجلاء مئات اللاجئين السودانيين ومعظمهم من الجنوب، المعتصمين منذ ثلاثة اشهر امام مقر المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في القاهرة. وتحدث المصدر الامني عن اعتصام نحو الفين من السودانيين ممن سبق وجودهم في البلاد خلال الصراعات المسلحة في جنوبي السودان". وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس عدة اشخاص بينهم عشرات من الاطفال والنساء يسحبون بالقوة من المنطقة بينما كانوا يحاولون المقاومة، ليننقلوا في حافلات متوقفة في المحيط. وقال احد اللاجئين انهم يريدون قتلنا . واضاف ان طلباتنا شرعية ومن حقنا التظاهر في هذا المكان. انه الحق الوحيد الذي نملكه".
وكان السودانيون نائمين في الخارج مستخدمين اكياس نايلون اغطية بينما بلغت درجة الحرارة اقل من عشر درجات.
وقال المصدر ان الشرطة ذكرت اللاجئين خلال الساعات الاولي من الصباح بضرورة انهاء الاعتصام في ضوء ما حددته المفوضية (العليا للاجئين) من قواعد للرعاية والمساعدة وما تقضي به القواعد القانونية الدولية المنظمة لشأنهم".
واوضح المصدر ذاته ان هذا الاجراء جاء بعد ان استمر اعتصام (اللاجئين السودانيين) لاكثر من ثلاثة اشهر بالاقامة الكاملة في موقع حيوي من وسط المدينة". واشار المصدر الي ان محاولات اقناع (المعتصمين) بدون جدوي في ظل تزعم عدد من المعتصمين التحريض علي مواصلة الاعتصام ولجوئهم الي الاثارة والتعدي علي القوات (الامنية) بقذف زجاجات فارغة".
واضاف ان محاولات مسؤولي المفوضية وشخصيات عامة سودانية ومصرية والاجهزة المعنية في وزارة الخارجية اخفقت في اقناعهم بالالتزام بالضوابط والقواعد المحددة".
كما اوضح ان المفوضية تلقت تهديدات بالتعدي علي مقرها واعضائها وطلبت الحماية الامنية .ورأي انه لا يوجد حق مشروع في الاعتصام تصعيدا لمطالبهم خاصة بعد توقيع اتفاق السلام في السودان".
واضاف ان وزارة الصحة المصرية كانت حذرت من انتشار العدوي بامراض وبائية خطيرة بين المعتصمين والمقيمين فضلا علي اصابة عدد منهم بمرض الايدز". واشار الي محاولات لم تجد لاقناعهم بانهاء اعتصامهم قام بها نائب الرئيس السودان سالفا كير وزعيم الامة الصادق المهدي وشخصيات من الحركة الشعبية لتحرير السودان.
وادت الحرب الاهلية في السودان التي انتهت بعد ابرام اتفاق بين الشمال والجنوب الي نزوح نحو اربعة ملايين شخص.
ويطالب اللاجئون المفوضية العليا للامم المتحدة في القاهرة بنقلهم للاقامة في بلاد اجنبية مثل كندا والولايات المتحدة واستراليا. واقترح المفوض الاعلي للاجئين تقديم مزيد من المساعدات لهم لكنه رفض نقلهم الي دول اخري.