سوناتا التي سرقت بهجة القصيدة
مُهداة إلى أخي الشاعر الراحل عبد الأحد قوميوابتسامه مراد
قبلَ أن تتكوّن
جميعُ الموجودات،
قبلَ أن تتكوّن الحياة،
قبلَ أن تنفصلَ الهيولى
عن المياه ِ،
قبلَ أنْ يتحركَ الصمتُ،
كانتْ روحي معها
هناك كنتُ.
أرسمُ لها
لحظة َ الزمن ِعبرَ الأغاني
وهي تعلم ُ بأنَّ وجودي... وجودها ...
عندما أوجدتني تبادلنا طقوس َ العشق ِ
وغنيتُ لها لأولِ مرة ٍ
ما لمْ تُغنيه ِأوراقُ الأشجارِ أو البلابلُ
هناك في بدءِ التكونِ ِ كنتُ عاقلاً .
سباني البحرُ غيمةً ً
إلى مرساته الأولى...
وشكّل طينَ قافيتي
من الأنواءِ والفجرِ
سباني غيمةً تتلو بقاياها
على شفة ٍ من الحرمان
وراحَ يعبثُ في كلِّ مملكتي
شراعٌ لفَّ في صلصاليَّ وهجاً
وغيَّب شدوَّ أغنيتي
لفجر ٍراحَ مكتنزاً بأسئلتي
أحنُّ إليها في شوق ٍ
تيبَّس حتى ما زال على وعد ٍ بأوردتي
جاءني الصوتُ يقولُ:
أوقفتني في هبوب الريح قالت:
أنشدتني
خذي سوناتا ما حملَ الهوى
في خافقي من متعة ِالأمسِ
خذي كنوز العشق
من تيجان مملكتي
خذي فإنَّ الدهرَ لا يعفو عن العشق ِ
ثمَّ قلتُ:
شرّعتها زورقاً للمنافي
وعمدّتها بأوراق ِ الحنّاء القادم من دمي.
لِمَ يا أيُّتُها المسكونة ُ في شفتيَّ
تُحاصرينَ بهجتي بلون التغربِ؟!!
أواهُ كمْ يلزمني كي أستحيل مطراً
على أعتاب صحاريكِ القاحلة ِ؟!!!
أوهُ كم يلزمني من العشقِ حتى
نُشرّعَ السواري سفناً للعبور إلى جهاتك ِ؟!!
وأنتِ تُطفئينَ بهجة َالسّراج ِ في دمي...
علمتني المواويلُ قبل ولادتي
فلا الوسمُ يأتي
ولا دمعتي
ولا الزهرة ُ تُناجي ما تبقى من الوهم في شفتيَّ...
كنتُ أتاجرُ بأغانيكِ حينَ مرّني
طيفُك ِغريباً...
وكنتُ أحاصرُ المدنَ عرياً
فلا السواري تعرفني
ولا المرافىءُ
أوقفتْ قوافلي
وأنتِ أنتِ...في دمي
من البحر لونُكِ
ومن السماء فضاءاتُ روحي
أُغنيكِ
أرتّلُ بقايا وجدي فلا عودٌ يترنمُ
ولا (قيسٌ) يباغتُ نشوتي...
تطوفين بأحلامي... روايتي
تطوفينَ على أوراقيَّ الذابلة.
تتوهمني العذارى عاشقاً
والمغرضون قرفي
وأنا لا زلتُ في الصف الأول أتهجى
مفرداتِ البكاء ِعلى من سبقوا
الرحيلَ إلى الفجرِ
متى تأتينَ بلونِ ِ الربيع ِ القادمِ؟!!
زهرة ً تلونُ مياسم َ فرحي
أُرَحِّلوا قصيدتي
إلى عُمق ِ سرابكِ
وأستظهرُ بقاياكِ
في مرافىء العشقِ
فلا النوارسُ تأخُذني إليكِ
ولا البحارُ تسافرُ فجأةً
أوقفني مرةً قيظكِ
وأنا في آخر رحلتي
فكنتِ النهرَ عاشقاً
وكانت تمرني
قوافلُ الهاربين في دمي...
**
سوناتا أخيطي من دموع فرحي
سواري لنهديكِ العاريين...
أخيطي حقيبة الطفولةِ ..
أخيطي قميصَ عرسُكِ المؤجلْ
كلُّ الذينَ تعرفينَ تاجروا
ولكنني بقيتُ وحيداً
أُصلي لكِ
اعبري المسافةَ بين شهقة ِالقصيدة ِ
ودمي
فأنا أُقسمُ أَني أُحِبُكِ
هاجرتِ معي
في أبجدية العشق
كوكباً
لا تخيطي من أماسينا
يمامة ً تنوحُ على تخوم ِ فمي
استيقظي قبلَ فجرِنا
اسبقيني....
نسافرُ...
يدي عارية ٌ من دهشة ِ الشوقِ
أَعيدي إليَّ بعضاً من رهيف ِ صوتكِ
قميصكِ، رائحةُ الحّناءِ
تُخضبينَ بوابة َ هجرتي
سوناتا...تسافرينَ مع نوارسي
بيادري ..ومواسمي
والليالي المقمراتْ
اسأليني
كيف نُعانقُ في مساءات البهجة طيوفنا؟!!
وكيفَ نُفارقُ الدروبَ المعبأة َ بالضبابْ؟؟؟؟
حينَ ننتشي بالرذاذ
وأنا أعودُ بكِ في آخر ِ الفجر
اسألي نجمة َالعاشقينْ
لماذا تهربينَ مني
وأنا الذي يُهاجرُ فيك ِ كلَّ صباح؟!!
اغسليني مطراً، عواصفاً
رعوداً .... سيأتي الربيعُ
ونُغني بلا عزفٍ
أناملي قاستكِ فكانَ زمنُ تغربي
ووهجُ شفاهي
لِمَ يا سوناتتي تتنكرينَ لأبجدية ِ عُشقي؟!!
تعالي فلستِ بعيدةً عني
سنعقدُ دبكةً ً
ونُغني
وحتى مجيئِكِ
سأنتظرُ على مرافىء
العمر ِ
وأغّني ستأتي حبيبتي
ستأتي حبيبتي
***
ألمانيا في 7/1/2009م
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
Sam1541@hotmail.com