Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

شارع محمد الكاتم


كثيرة هي الشوارع في بلادنا ،وفي بلاد الدنيا ولكل منها إسم جميل أو قبيح بحسب الظروف وعادات الناس وتقاليدهم وعلى حسب مزاج كل شعب وأمة ،وقد زعل المصريون أيام حسني مبارك لأن الإيرانيين أطلقوا تسمية ( خالد الإسلامبولي ) على أحد شوارع طهران تكريما لدوره في قتل الرئيس محمد أنور السادات على خلفية توقيعه إتفاقية سلام طويلة الأمد مع الكيان الصهيوني، وبرعاية الرئيس الأمريكي الديمقراطي جيمي كارتر الذي أسقطه الإيرانيون لاحقا بعد عملية إحتجاز الرهائن الأمريكيين في سفارة بلادهم بطهران ،وكان ذلك في إنتخابات الرئاسة حين هزم بيسر ،وهو يواجه المرشح الجمهوري رونالد ريغان .

في باريس ،مثلما في واشنطن، ومونتريال، وروما ،وطهران، وإستنبول ،والقاهرة ،والرياض، وعمان ،ودمشق، وريودي جانيرو،ونيويورك، وكراتشي، ومومباي،وربما بغداد تتعدد الشوارع ويتحول بعضها الى معلم وطني يقصده السياح والعامة من الناس والباعة المتجولون ،وتهتم به بلدية المدينة وتزرع الأشجار على جانبيه،وتنصب في وسطه أعمدة الكهرباء والإنارة المبهجة ،التي تحوله الى لوحة رائعة في الليل البهيم،وتغسله بالماء صبيحة كل صباح ومسية كل مساء في الصيف وفي الشتاء وتخصص له فرقا من عمال البلدية يكنسون ماعلق به من شوائب وتراب،ثم تعين مراقبين جادين مشمرين عن سواعدهم لمعرفة مكامن الخلل ومعاقبة المقصرين من العمال والكناسين المتلكئين وخاصة ( السختجية ) الذين يكثرون في الغالب في بلاد مثل بلادنا العربية ويقبضون رواتبهم على رأس كل شهر بمنية وعدم رغبة وإنزعاج ،وكأنهم مجبرون ومسخرون بالغصب والإكراه .

 عرفت شوارع في طول الدنيا وعرضها ،منها ماتلقى الثناء ويقصدها الأغنياء والفقراء على السواء ،وتمتد لمسافات تطول وعلى جانبيها الأسواق العامرة والدكاكين والمحلات الفارهة التي تبيع (ماشاء الله) وفيها المصاطب والملاعب والمطاعم وأماكن التبضع  التي تستهوي فئات من الناس يشترون مايشاؤن، ومنهم من يكتفي بالتفرج على المارة او البضائع ،ومنهم من يتحرش بالجميلات أو يراقب الوجوه والمؤخرات ولاشغل له بما في الشارع من تجارات وعمارات وقد يرفع عينيه لينظر في الأضواء المبهرة والأشجار المونقة حتى ينتصف الليل فيعود الى داره من يعود ويبقى يتفرج سواه حتى الصباح.

في العراق لدينا ( ربما ) بعض الشوارع التي تستحق بعضا من الثناء وعلى إستحياء ،ومنها ماتوصف بالبلاء ويحذر منها العارفون نفمثلا يقال عن شارع ما،غحذروا الدخول فيه فاهله معروفون بنصب الكمائن للسذج الذين قد يخطأون دون عمد ليحصلوا على الغرامات والتعويضات وبطريقة عشائرية بائسة لاتقرها قوانين الأرض ولاتعاليم السماء ،ومثلها مايخشى منه على أرواح الناس بسبب وجود الاشرار، أو الذين يخطفون الناس،او الذين يسرقون السيارات ،أو الذين يتحرشون بالنساء ،أو يخطفون الأطفال ويساومون أهليهم على مال وفدية تستحصل،وقد يعود المخطوف، وقد لايعود حتى مع دفع الفدية،وقد عرفنا من سنوات شوارع تكثر فيها عمليات الإغتيال المنظم ،ومنها طريق محمد القاسم بجانب الرصافة من بغداد،وهو طريق بائس تقع على جانبيه بعض العمارات والكراجات والمقابر والآثار ومؤسسات حكومية وأحياء سكنية ،يسميه الناس عندنا ( شارع محمد الكاتم ) لكثرة الحوادث وتكرارها ،والتي تخطف أرواح الناس بسلاح كاتم للصوت يستخدمه خبراء في فن الإغتيال. .

 

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
بالامس كنا واليوم أ صبحنا إن عالمَ اليوم أكثرُ عنفاً وفتكاً بأبناء الأرض الأبرياء، وعلى المسيحيين أن يدركوا أنّ ارضهم كانت بذرة ايمانهم وان مسيرتهم ما هي الا شهادة فهناك من يريد ان يفرغ البلدان منهم ، وذلك ليس سرّاً فوسائل التواصل الإجتماعي تفضح كل شيء وتُعلن المستور حسب قول المسيح الحي:"ليس خفيٌّ إلا سيظهر، ولا مكتومٌ إلا سيُعلَن" (لو17:8)، كما تُظهر الوسائل تزييف الحياة التي يحملها الفاسدون العراق بين أهله والمتآمرين عليه صائب خليل/ بعد كل ما كشف من مؤامرات أمريكية على العراق وكل ما افتضح من تعاون أمريكي مع داعش، واتخاذها موقف العدو من العراق في وان كان المجتمع الدولي قد تأخر كثيرا في النزول إلى الواقع في الوقت الذي تشجب وتستنكر منظمة حمورابي لحقوق الإنسان العمل الشنيع بذبح الشبان الثلاثة الآشوريين المسيحيين في سوريا, نرى أملا جديدا في الأفق من خلال عزم الأمين العام بان كي مون في توجيهاته نحو تحقيق استراتيجيات فاعلة ومباشرة ضد الإرهاب الداعشي. نعم ، كلنا مهاجَرون وشهداء وإنْ كنّا أحياء في البدء نعم،.. هذا هو حالنا، فنحن اليوم وسط عالم ملؤه الكراهية، ويسوده العنف والحقد والطائفية، فضاعت كما تاهت فيه قِيَم الإنسانية بشهوة السيطرة على الأقلية وإذلالها عبر سبل الطائفية المقيتة والعشائرية المنبوذة والقبلية المتخلفة
Side Adv2 Side Adv1