Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

شعبنا المسيحي هل يتلقى مساعدات ام صدقات ؟

في الحقيقة انا محتار في أمري في هذه الأعلانات اليومية التي تظهر على المواقع الألكترونية لشعبنا خصوصاً على موقع عنكاوا ، عن تخمة شعبنا بالمساعدات التي تقدمها الجمعية الخيرية ... والمجلس .. وغيرهما ، لا أدري ما هي العبرة في مثل هذه الأعلانات غير الدعاية الفارغة .
فالذي يمنح مساعدة او حتى صدقة يتعين عليه ان يضعها طي الكتمان ولا ينبغي الأعلان عنها في المواقع او على الفضائيات . أقول :
يمكن ان نعلن عن تشييد بناية او مدرسة او جسر له نفع عام او مستشفى ، او أي عمل فيه استفادة عامة ، لكن ان يقدم أخ لأخيه مساعدة ويعلنها على الملاء تدل هذه الحالة على الشماتة بأخيه وليس لها تفسير آخر .
قُدم لأحد أقاربي في العراق مساعدة عينية ورأيته هو وأطفاله يظهر على قناة عشتار وبيده أكياس خمنت انها ( بطانيات ) ، ورأيت كيف توجه له اسئلة ربما يراد بها تقديم الشكر والتقدير للجهة التي قدمت هذه الأغطية ، في الحقيقة فرحت لظهوره في عشتار واعتقدت ان يكون قدم له مبلغ معين مع هذه البطانيات لكن عرفت فيما بعد ان الأمر اقتصر على ثلاث بطانيات له ولأطفاله ، وأتساءل هل تحتاج هذه المساعدة ومهما بلغت الى الأعلان عنها اصلاً ؟
في نادي بابل الكلداني في بغداد وزعنا مساعدات بمبالغ معينة مقدمة من أبناء شعبنا الكلدانــي في اميركا ، ووزعت في النادي بعد مناداة على كل اسم ، وكنت اعرف اكثر من واحد بأمس الحاجة الى ذلك المبلغ ، ولكن كرامتهم لم تسمح لهم بالوقوف في مجتمع لأخذ مساعدة تمنح على شكل صدقة ، وربما كان الفرضية لهذا التوزيع بغية توثيق توزيع المبلغ على مستحقيه .
يتعين علينا ان نقر بأن لجميع ابناء شعبنا شخصية وكرامة إن كان فقيراً او غنياً ، وكرم الأخلاق وكرم الرجولة تجبرنا ان نقدم هذه المساعدة لمستحقيها دون منية ودون شكر ، واعتقد الأخلاق الدينية تقر بأن من يعطي صدقة او مساعدة فإن يده اليمنى يجب الا تعرف باليد اليسرى التي منحت هذه المساعدة ، فإن واجب الأخ ان يساعد أخيه واقول واجب وأوكد انه واجب ولهذا ينبغي ان تمنح هذه المساعدات للأشخاص دون النيل من قيمتهم او إحساسهم بكونهم بحاجة الى مساعدة .
الجهات الدولية تقدم المساعدة دون منية وإن أمريكا بصدد تقديم عشرة ملايين دولار لشعبنا كما قرأنا قبل ايام ، وقدمت هذه المبالغ دون ان ينتظروا شكر وتقدير من الذين يستلمون هذه المساعدات لانهم يقولون هذا واجب إنساني ( نعم واجب ) فعلينا برأيي المتواضع ان نكف عن هذه الأخبار التي تجعل من شعبنا منتظراً بفارغ الصبر الصدقات التي يتصدق بها محسنون .
والسياسي ينبغي ان لا يوظف هذه المبالغ المقدمة لأبناء شعبنا للتحشيد لتأييد حزبه .
ومن باب الصراحة لا بد ان اشير الى الخبر المنشور على موقع عنكاوا والذي يفيد : بأن اساقفة مدينتي أربيل وكركوك الذين اجتمعوا مع وزير الخارجية الأيطالي فرنتيني وطلبوا منه تقديم مساعدة للشعب العراقي وبضمنهم المسيحيين ، ولما سال وزير الخارجية عن المساعدة التي يمكن ان تقدمها الحكومة الأيطالية لمسيحيي العراق ، أجاب الأسقف رابان ان مشكلة الأمن هي نفسها لجميع الشعب العراقي وبضمنهم المسيحيين .
وفي الحقيقة أحترم المطارنة الأجلاء ولكن أبدي استغرابي لنوعية الطلب المقدم لوزير الخارجية الأيطالي ، ماذا يعني توفير الجانب الأمني ؟ وما هي علاقة وزير الخارجية الأيطالي بهذا الأمر وماذا يمكن ان يقدمه في الجانب الأمني ؟ إن كانت قوات التحالف والقوات العراقية لا تستطيع توفير الجانب الأمني ، وحتى لو صح هذا الطلب فإنه فإنه من صلب اختصاص حكومتي الأقليم والحكومة المركزية ، وابقى أضع علامة التعجب امام هذا الخبر لطلب مساعدة المسيحيين في الجانب الأمني .
أقول : إن شعبنا من كلدان وسريان وآثوريين وارمن ينبغي ان نتعامل معهم بندية وصداقة دون أي اعتبارات اخرى .
أقول : نحن مسيحيون علينا ان نتعاون ونتكافل ليس بعقلية ( المكرمة ) التي كنا نتلقاها عبر البطاقة التموينية . علينا ان نكون في هذه المسألة أسرة واحدة ، وفي الأسرة الواحدة لا منية من أخ على أخيه حينما يقدم مساعدة له ، إنه ببساطة يقوم بواجبه ليس أكثر .
تحياتي لكل من يقدم أية مساعدة مهما كانت صغيرة لمستحقيها دون ضجيج ودون اعلان .
حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.com Opinions