Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

صالح المطلك لـ الشرق الاوسط : رئيس البرلمان غير شرعي.. وتم تنصيبه بصفقة إيرانية

30/04/2006

بغداد: معد فياض يتخذ الدكتور صالح المطلك، رئيس جبهة الحوار من منزل متواضع يعكس شخصيته المتواضعة، مسكنا ومكتبا له يستقبل فيه ضيوفه الذين ازدحمت بهم صالة الاستقبال. ضيوف من كل مكان من إرجاء العراق ومن مختلف الملل والطوائف. فهؤلاء يعرفون أن الوصول الى رئيس كتلة جبهة الحوار في مجلس النواب سهل للغاية ولا يتطلب تعقيدات بيروقراطية، طالبين منه مساعدته في هذه القضية او تلك من دون ان يتأخر عنهم. المطلك استقبلنا في مكتبه أمس لنفتح معه حوارا ساخنا عن متغيرات أهم مرحلة يمر بها العراق، كاشفا لـ«الشرق الاوسط» عن نيته المشاركة في الحكومة الجديدة، ومؤيدا لقيام مجلس أمن وطني يكون أمينه العام الدكتور اياد علاوي. وقال ان السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد كان قد اجتمع بزعماء من «المقاومة العراقية». وهو مؤيد أن يكون منصب نائب رئيس الوزراء لامرأة عراقية حددها بالاسم وهي صفية السهيل النائبة عن القائمة العراقية الوطنية. وقال المطلك ان محمود المشهداني، رئيس البرلمان العراقي كان قد زار ايران وحصل على منصبه بصفقة ايرانية مع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، مشيرا الى ان رئيس البرلمان كان قد اعترف بتقديمه الرشوى للقضاء في زمن صدام «لهذا لا يستحق ان يمثل الشعب العراقي». كما شكر المطلك الموقف السعودي الداعم لقضية الشعب العراقي ومسيرته الوطنية، وقال انه يطالع «الشرق الاوسط» دائما، بل ويبدأ يومه بها. وفيما يلي نص الحوار: > كيف ترى واقع الوضع البرلماني اليوم في العراق؟ ـ الذي حصل اليوم هو ان هناك برلمانا لا يمثل ارادة العراقيين وانعكس على تشكيل حكومة طائفية على خلاف ما كان متوقعا وعلى خلاف ما كان يقال انه ستكون هناك حكومة وحدة وطنية. فالحكومة، ستكون طائفية، لأن البرلمان قائم على اساس طائفي، لذلك عندما رشحنا من قبل الاخوة في التيار الصدري لرئاسة البرلمان رفضنا وقلنا اننا ننسحب لان التشكيل طائفي ونحن نرفض ان نكون جزءا منه، ونحن نعتقد ان التشكيل الطائفي سوف يعقد الاشكال العراقي بطريقة يصعب معها معالجتها مستقبلا، كونه سيكرس لنعرة طائفية في المجتمع العراقي وسيكون من الصعب ايجاد حل لهذه المشكلة مستقبلا إلا بتقديم تضحيات كبيرة، ونحن نعتقد ان العراقيين قد ضحوا بما فيه الكفاية، ونعتقد انه من غير المعقول وحرام على كل من يتوجه مثل هذا التوجه ليطالب العراقيين بمزيد من التضحيات، اضافة الى ما يقدمونه كل يوم. > هل هذا يعني انكم لن تشاركوا في الحكومة الجديدة؟ ـ لا يوجد قرار قطعي بعدم المشاركة، لأن هذا يعني ترك الآخرين يتصرفون كما يشاءون، وهذا يعني تقديم المزيد من التضحيات من قبل العراقيين. ونحن نعرف الى ماذا ستؤول الامور اذا اقتصرت المناصب الرئاسية على جهات طائفية فقط في التشكيل الحالي، وهذا يعني ان صراعا سيكون داخل الحكومة بين الكتل الطائفية وسينعكس ذلك على الشارع وستكون له مردودات سلبية كبيرة جدا، فاذا عملنا على إحداث توازنات تقلل من هذا التوجه الطائفي سنكون قد حققنا نوعا من التوازن، لكن قرار مشاركتنا سيعتمد على تقديرنا الى اي مدى سيغير دخولنا من القرار الحكومي، فإذا لم يكن هناك تأثير فان مشاركتنا ستكون بدون جدوى. > هل تعتقد أن عملية تشكيل الهيئات الرئاسية كانت دستورية، كونها جاءت ضمن صفقة أعدت مقدما وليس وفقا للدستور؟ ـ هذا صحيح جدا لقد تمت مخالفة الدستور اكثر من مرة؛ الاولى عندما تأخرت الحكومة ولم تشكل خلال اسبوعين، حيث كان يجب ان يعقد البرلمان جلسته وينتخب رئيسا له وتتشكل الهيئة الرئاسية ليتم تكليف رئيس الحكومة بتشكيلها، ثم اجتمع بعد المدة القانونية ولم ينتخب رئيسا له وبقيت الجلسة الاولى مفتوحة. وهذه المخالفة الثانية. المخالفة الثالثة كانت الصفقة السياسية لأن رئيس الجمهورية كان يعرف بأنه لن ينتخب اذا طبق قرار الثلثين. اذا لم تكن هناك صفقة متكاملة لاختيار نائبيه. لهذا تمت مخالفة الدستور حتى تمرر هذه الصفقة. الاكثر من هذا ان انتخاب رئيس البرلمان غير شرعي اسلاميا لاعترافه انه رشى رئيس محكمة الثورة في عهد صدام، وهذا لا يبرر فعلته بدفع الرشوة، وهناك لعنة من الله على الراشي والمرتشي في الحكم ومن يلعنه الله لا يجوز ان يختاره الشعب او يقبل به الشعب ولا يجوز ان يمثل الشعب. ويبدو ان رئيس البرلمان عندما اعترف بهذه الحادثة ببساطة، انه يجهل القانون وكان يجب ان تحجب عنه رئاسة البرلمان بسبب هذه الحادثة ومنذ الجلسة الاولى، لكنه فاز ضمن الصفقة الطائفية، والتصويت لم يكن حرا، اذ ان الناخب كان مجبرا ضمن الشروط الطائفية، وان هذا المشروع خطط له من قبل ايران. أنا متأكد أنه كانت لإيران بصمة واضحة على هذا المشروع، حيث كان رئيس البرلمان الحالي قد زار ايران قبل اختياره لهذا المنصب، وهناك صفقات قد تمت بين الايرانيين والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية لتمرير هذا المشروع وقبول محمود المشهداني رئيسا للبرلمان. وإلا كيف يمكن للمجلس الاعلى ان يقبل بالمشهداني رئيسا للبرلمان لو لم تكن هناك مباركة ايرانية. > هل تعتقدون ان هناك مؤامرة حيكت ضدكم وضد اياد علاوي لعدم تسلمكم مناصب رئاسية؟ ـ مؤامرات عزلنا بدأت قبل الانتخابات من خلال الحسينيات والجوامع والمشاريع الاقليمية والقتل والترهيب والتهديد ومن خلال المرجعيات الدينية، ونحن مع القائمة العراقية خسرنا الكثير من شبابنا الذين كانوا يعلقون اللافتات الانتخابية في الشوارع ومن ثم تزوير النتائج. لكننا اليوم نلاحظ ان الشارع العراقي قد انقلب عليهم انقلابا تاما، ولو تقرأ الرسائل العديدة التي تصلني من المواطنين يوضحون حالة اليأس التي وصلوا اليها بسبب الاخوة الذين يقولون اننا نمثل العرب السنة لأنهم قدموا وجها اساءوا فيه الى العرب السنة والى العراقيين والى الديمقراطية. أنا عربي وعراقي قبل ان اكون عربيا سنيا، ولا اجد ان العربي السني هو افضل من العربي الشيعي او الكردي او المسيحي او اليزيدي او الصابئي، كلهم نفس الشيء وكلهم عراقيون وأفضل ان يأتي عربي شيعي كفوء اكثر من ان يأتي عربي سني غير كفوء. اعتقد انه جاهل من يؤمن انه يمثل طائفة معينة. عندما تم اختيار المناصب الرئاسية قال احد اعضاء جبهة التوافق نحن نمثل العرب السنة ولا يمكن ان نعطي اي منصب مخصص للعرب السنة لغيرهم، وكان المرشح علاوي لمنصب نائب رئيس الجمهورية، سأله احد الاخوان في جبهة الحوار ألسنا من العرب السنة، فقال له لا انتم وطنيون، وكأن العرب السنة غير وطنيين، وكأن الوطنية أصبحت عارا على العراقيين. كان العرب السنة جزءا من المشروع الوطني، لكنهم انسحبوا في اليومين الأخيرين قبل الانتخابات للمشروع الطائفي عن طريق الجوامع، وللأسف ان موقف هيئة العلماء المسلمين كان ضعيفا، حيث كانت ضد المشروع الطائفي، لكنها ترددت في ان تطلق صوتها وتقول ان: مشروع جبهة التوافق طائفي وعليكم ان لا تنسحبوا معها. > ما رأيكم بمشروع الهيئة السياسية للأمن الوطني المطروح حاليا؟ ـ أنا مع هذا المشروع ومع ان يكون أمينها العام الدكتور اياد علاوي، لكنني لست مع توسيعه الى الحد الذي أصبح عليه الآن. أنا اعتقد نحن في أمس الحاجة لهذا المجلس ومن صالح الجميع ان يقبلوا به، ولو كنت في محل نوري المالكي (رئيس الحكومة) لشجعت على قيام هذا المجلس الذي يزيد من فرص نجاحه في قيادة الحكومة. > هل تؤيدون ان تحتل امرأة عراقية منصبا رئاسيا؟ ـ انا من المناصرين والمنادين لأن تحتل امرأة عراقية منصبا رئاسيا، وأرشح النائبة صفية السهيل لمنصب نائبة رئيس وزراء، فهي أفضل بكثير من بعض الرجال في مجلس النواب. > غالبا ما تتحدثون عن المقاومة، هل لديكم علاقات مع المقاومة؟ ـ أنا التقي بقسم من قادتهم، والسفير الاميركي (زلماي خليلزاد) قد التقى بقسم من قادتهم، لم يكن ذلك بحضوري او بترتيب مني، لكني أعلم بتفاصيل هذا اللقاء وبالاتفاقات التي حصلت معهم ووصلت المحادثات الى مراحلها الاخيرة، لكنها قطعت. > ما هو رأيكم بالموقف العربي من القضية العراقية؟ ـ نحن لدينا عتب على مواقف قادة الدول العربية، وأكثر موقف عربي مساند للقضية العراقية هو موقف الاخوة في القيادة السعودية، الذين قالوا لي نحن لسنا مع أي مشروع طائفي سواء كان سنيا او شيعا. نحن مع الموقف الوطني مهما كان انتماء صاحب هذا الموقف. لكن الموقف السعودي داعم معنوي فقط. وفي الوقت الذي تدفع فيه ايران عشرات الملايين من الدولارات لأحزاب وشخصيات مناصرة لمشروعها نحن نقف بلا دعم ضد المشاريع الطائفية. Opinions