صحفيون وناشطون يعتبرون تعطيل وسائل الإعلام تهديدا للتعددية
06/11/2006أصوات العراق/
اعتبر صحفيون وناشطون مدنيون قرار رئيس الوزراء نوري المالكي بإغلاق قناتي الزوراء وصلاح الدين الفضائيتين يهدد فكرة التعددية الإعلامية التي أقرتها الحكومة العراقية من قبل ،ودعوا إلى أن يكون أمر التعامل مع تجاوزات بعض وسائل الإعلام بيد القضاء وحده .
وقال نائب نقيب الصحفيين العراقيين علي عويد في تصريح لوكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقلة اليوم الإثنين "الحكومة العراقية سبق وطرحت فكرة تعدد وسائل الإعلام.. وعليها احترام هذا القرار ,لأن الصحافة هي عين الحقيقة التي يرى المواطن من خلالها الوقائع والأحداث."
وأضاف أن نقابة الصحفيين العراقيين "مع كل مؤسسات الإعلام العراقية ,لكن للاسف لم يكن هناك قانون للصحافة يحمي حقوق الصحفيين ومؤسسساتهم."
وأوضح عويد أن هناك قانونا يتعلق بعمل مؤسسات الإعلام العراقية "لم يناقشه مجلس النواب ولم يقره بعد" ,مشيرا إلى أن هذا القانون "يضمن حقوق وسائل الإعلام والصحفيين."
وأغلقت الحكومة العراقية أمس الأحد قناتي ( الزوراء) و(صلاح الدين) الفضائيتين إلى أجل غير مسمى ،لعدم التزامهما بقانون السلامة الوطنية.. لأنهما تجاهلتا المحكمة الجنائية العليا وشككتا في نزاهتها ، بعد أن صدر حكم الإعدام على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي وعواد البندر في (قضية الدجيل) .
وحذر رئيس الوزراء نوري المالكي ( الأحد) ،في كلمة متلفزة عقب النطق بالحكم ،من التصريحات الإعلامية التي تثير الفتن بين أبناء الشعب العراقي ,داعيا الجهات ذات العلاقة إلى تفعيل قانون مكافحة الإرهاب.
من جهته ,أوضح رئيس الجمعية العراقية لحقوق الصحفيين إبراهيم السراجي لـ ( أصوات العراق) اليوم أن الجمعية " أبدت أسفها لإغلاق الفضائيتيين أو أي فضائية أخرى."
لكن السراجي أردف قائلا "إلا أننا نعتقد بأن القناتين تجاوزتا حدود التغطية ، بعد تشكيكهما وتجاهلهما (قرار ) المحكمة."
وأشار رئيس جمعية حقوق الصحفيين إلى أن الجمعية " تعمل دائما ضد التحريض على العنف وإثارة الفتن الطائفية من خلال وسائل الإعلام ,لكننا في الوقت نفسه نعتقد أن عملية الإغلاق تخص القضاء" العراقي .
وأضاف السراجي أنه "على الحكومة الحصول على أمر قضائي بإغلاق القناتيين" ,لكنه لفت إلى أن قانون الطوارئ "يعطي الحق لرئيس الحكومة بإغلاق أي وسيلة إعلام تحرض على العنف."
وتبث قناة صلاح الدين من محافظة صلاح الدين ( 175 كم شمالي بغداد).. وتعود ملكيتها لإثنين من رجال الأعمال العراقيين.. أحدهما رئيس مجلس إدارتها الشيخ فرهان حواس الصديد وهو سياسي من تكريت ,فيما تبث قناة الزوراء من العاصمة ومقرها في حي الكرادة (وسط بغداد).. وهي تعود لعضو مجلس النواب مشعان الجبوري ويديرها نجله يزن.
ويرأس الجبوري الأب جبهة ( المصالحة والحوار ) التي حصلت على ثلاثة مقاعد فقط في البرلمان العراقي الحالي .
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد عبد الكريم خلف قال لـ ( أصوات العراق) إن قرار إغلاق قناتي الزوراء وصلاح الدين "جاء تنفيذا لأمر رئيس الوزراء ,لأن القناتين خالفتا قانون السلامة الوطنية وتعليمات وبيانات رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية المتعلقة بعدم التحريض على العنف وإثارة القلاقل."
وأوضح خلف أن رئيس الوزراء المالكي "سبق وأصدر قرارا بمحاسبة وسائل الإعلام التي تحرض على العنف أو تروج للفتن الطائفية ،وفق قانون مكافحة الإرهاب."
وأغلقت الحكومة العراقية الحالية مكتب قناة ( العربية) الإخبارية في بغداد لمدة شهر ،في
أيلول سبتمبر الماضي ،معتبرة إياها محرضة على العنف ومشوهة للحقائق .
وفي أواخر عام ( 2004) أغلقت الحكومة المؤقتة برئاسة إياد علاوي مكتب قناة ( الجزيرة) الفضائية في بغداد لنفس الأسباب.