Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

صفحات منسية في سجل العلاقات الفرنسية العراقية: الحلقة الثانية

jawadbashara@yahoo.fr
في إطار ما سمي بـ " سياسة فرنسا العربية"، التي بدأها الرئيس الفرنسي الراحل الجنرال شارل ديغول في مؤتمره الصحفي الشهير في 27 نوفمبر 1967، في أعقاب حرب الأيام الستة، أو نكسة حزيران، كما يصفها العرب، في ذلك العام الأسود أي 1967، عمدت فرنسا للبحث عن حلفاء عرب مشرقيين دسمين ومفيدين لإستراتيجيتها الجديدة بعد تعكر الأجواء والعلاقات مع الحليف الاستراتيجي السابق السابقة لفرنسا في المنطقة أي إسرائيل فوقع اختيارها، بعد ضمان الحليف الضعيف والتاريخي لها وهو لبنان، على العراق ودول الخليج، أول الأمر، ومن ثم اتسعت رقعة العلاقات المميزة لتشمل مصر والأردن، وإلى حد ما سورية، مع فترات صعود وهبوط، وتوتر وهدنة، وانتعاش وخمود، بين الفينة والأخرى، إلى جانب دول المغرب العربي، وهي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، وقد صرح الجنرال ديغول في ذلك المؤتمر المشار إليه أعلاه قائلاً:" آن الأوان لنستأنف مع الشعوب العربية في المشرق، نفس سياسة الصداقة والتعاون التي كانت عليها سياسة فرنسا في هذا الجزء من العالم منذ عدة قرون، نعم كانت سياسة صداقة، إذ أن العقل والمشاعر يتطلبان أن تكون هذه السياسة، اليوم، هي القاعدة والأساس الجوهريين لسياستنا الخارجية". هذه هي الخطوط العامة للتوجه الدبلوماسي الفرنسي الجديد تجاه العالم العربي والذي أطلقه الجنرال الراحل ديغول سنة 1967 بعد أن انكشفت أمام عينيه حقيقة إسرائيل. كانت بالطبع بداية خجولة بعد عقود طويلة من التعاون الاستراتيجي والعسكري الفرنسي الإسرائيلي على حساب المصالح العربية، وكلنا يعرف دعم وتسليح فرنسا لإسرائيل بأحدث الأسلحة منذ تأسيسها، وتزويدها بلا قيد أو شرط بالتكنولوجيا النووية الفرنسية، بل وحتى مشاركتها في العدوان الثلاثي على مصر مع بريطانيا سنة 1956. وفي سنة 1969، في عهد الرئيس الفرنسي الراحل جورج بومبيدو Georges Pompidou، تكرست سياسة فرنسا العربية حيث ازدهرت الزيارات والتبادلات التجارية والصفقات العسكرية بين فرنسا والعالم العربي وكلنا يتذكر الصفقة التاريخية بين فرنسا وليبيا حيث باعت فرنسا 110 طائرة ميراج حديثة إلى ليبيا، رغم الاحتجاجات الإسرائيلية والأمريكية ضد تلك الصفقة. وعند اجتياح القوات المصرية لقناة السويس والنزول في الضفة الأخرى للقناة التي كانت محتلة من قبل إسرائيل سنة 1973، صرح وزير خارجية فرنسا آنذاك ميشيل جوبير Michel Jobert، معبراً عن موقف بلاده الرسمي من الاجتياح المصري قائلاً:" إن وضع القدم على الأرض الوطنية لا يشكل اعتداءاً على إسرائيل". وفي نفس العام جاء تهديد الدول المنتجة للنفط بغلق حنفية البترول على الغرب إذا استمرت في دعم إسرائيل في عدوانها على العرب، مما حول ملف الشرق الأوسط إلى ملف اقتصادي ذو أهمية قصوى وحيوية ويؤثر على الاستراتيجيات الدبلوماسية والاقتصادية الحيوية للغرب، عندها انتبه الجميع لأهمية الشرق الأوسط ودوله في خارطة العلاقات الدولية. في سنة 1975 اتجه الرئيس الفرنسي الشاب، في ذلك الوقت، فاليري جيسكار ديستان صوب دول الخليج وصار يتردد على أمراء وحكام الخليج ويقيم علاقات خاصة وشخصية حميمية معهم وترك لرئيس وزرائه جاك شيراك مسؤولية الاهتمام بالعرس الفرنسي العراقي كما كانوا يصفون نشوة العلاقات الفرنسية العراقية آنذاك. وقد تسلم جاك شيراك بالفعل مهمة إحياء " سياسة فرنسا العربية" التي رسم خطوطها العامة الجنرال شارل ديغول، أي تحمل الميراث الديغولي في هذا المجال. وكانت تلك المهمة بمثابة قناعة راسخة في ذهنه بضرورة تجذير وتعميق وتكريس هذه السياسية، خاصة بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية، بعد أن أصاب تلك السياسة العربية لفرنسا فترة خمول إبان مرحلة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران الذي حكم فرنسا لمدة 14 عاماً، باستثناء العلاقات التي ربطت فرنسا بالعراق والتي تمتنت وتطورت في عهد ميتران نكاية بإيران الإسلامية. إلى أن جاءت مغامرة غزو صدام حسين العبثية للكويت ومحاولات ميتران الفاشلة لإقناع صدام بالانسحاب، حيث كشف ذلك الحدث لفرنسا حجمها الحقيقي على رقعة الشطرنج الدولية كما كان يسميها مستشار الأمن القومي للرئيس جيمي كارتر بريجينسكي، وهي أن فرنسا ليست سوى دولة صناعية متقدمة من الحجم المتوسط و لا ترقى إلى مصاف الدولتين العظميين السابقتين، أي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق. كان ديغول يعتقد أن مهمة فرنسا بين هذين العملاقين هي أن تسمع صوتها وخاصة في العالم العربي. بيد أن قرار صدام حسين بغزو الكويت كان أول إشارة ملموسة لنهاية الحرب الباردة وانهيار نظام القطبين، بعد أن كشف سقوط جدار برلين مدى ضعف وهشاشة الاتحاد السوفيتي وتفتته من الداخل، حيث تخلى عن حلفائه وتركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم ومن بينهم العراق، الأمر الذي لم يدركه صدام حسين ونظامه ولم يقرأه قراءة صحيحة، بينما فهم الرئيس الفرنسي المغزى الحقيقي، وأدرك الدلالة الإستراتيجية لذلك الحدث، وبذل كل ما في وسعه لحمل صدام على إنهاء الأزمة سلمياً والانسحاب بلا قيد أو شرط من الكويت مقابل بقائه في الحكم ومنع نشوب الحرب الدولية ضده إلا أن جهوده ذهبت هباء أمام تعنت وعنجهية وغباء صدام حسين، وإحراجه لفرانسوا ميتران الذي خطب في الأمم المتحدة متحدياً أمريكاً وواعداً صدام حسين بأن كل شيء سيكون ممكناً لو أعلن صدام فقط نيته على الإنسحاب، عندها قرر فرانسوا ميتران الانضمام إلى قوات التحالف الدولي الذي حرر الكويت من براثن صدام سنة 1991. كان جاك شيراك يحضر بهمة وحسابات دقيقة لاقتحامه قصر الرئاسة في انتخابات 1995 الرئاسية من مكتبه الفخم في بلدية باريس، وقد نجح في مساعيه وأصبح رئيساً لفرنسا بالفعل سنة 1995، وعمد مباشرة إلى تنفيذ وعده بإحياء " سياسة فرنسا العربية" في خطابه الشهير الذي ألقاه في جامعة القاهرة في 8 نيسان 1996 وقال فيه :" أن سياسة فرنسا الخارجية هي الاستمرار في نهج الجنرال ديغول، ويعرف العرب أن بإمكانهم الاعتماد علينا والاستناد إلينا في قضاياهم وإن فرنسا أمينة ومخلصة لعدد من المبادئ الأساسية التي خطها الجنرال ديغول وحملنا أمانتها وقررنا أن نتحمل الإرث الديغولي".

لم ينس جاك شيراك تعلقه واهتمامه السابق، بالعراق، وأهميته الاقتصادية والسياسية التي ذاق طعمها في سبعينات القرن العشرين. وعندما استقبل صدام حسين في باريس في أول وآخر زيارة رسمية له لفرنسا، فتح أمامه جميع الأبواب، خاصة مركز الأبحاث الذرية centre de recherches nucléaires في كادراش cadrache، والذي كان يعتبر في ذلك الوقت أحد أكثر المراكز العلمية تطوراً وتقدماً في العالم من الناحية التكنولوجية. وقد أخذت صور فوتوغرافية ما تزال متوفرة في الأرشيف، تظهر صدام حسين وجاك شيراك يرتديان البلوزات البيضاء التي يرتديها العلماء والعاملون عادة في المختبرات العلمية، وتحمل علامة مفوضية الطاقة النووية CEA commissariat à l’énergie atomique، وفي خضم اندفاعة وحماسة اللقاء والزيارة التاريخية التي جمعتهما، أعلن جاك شيراك عن التوقيع الوشيك بين البلدين، فرنسا والعراق، على اتفاق تعاون ذري قائلاً:" إن العراق على وشك أن يبدأ برنامجاً نووياً طموحاً ومتماسكاً وإن فرنسا ترغب بالمشاركة في هذا الجهد في مجال المفاعلات التي تعمل بالماء في الوقت الحاضر". ثم رافق صدام لحضور عرض عسكري نظم خصيصاً له من قبل المديرية العامة للتسلح في وزارة الدفاع الفرنسية Direction générale de l’armement حيث أعجب صدام حسين أشد الإعجاب، إلى حد الوله، بالطائرات الفرنسية الحربية من طراز ميراج واحد mirage 1 وكانت آخر صرخة في مجال الطائرات الحربية القتالية المطاردة التي أنتجتها مصانع داسو Dassault فصرخ صدام فرحاً كالطفل :" متى سنحصل عليها؟" ولم يسأل عن ثمنها ولا عن كيفية الحصول عليها والشروط المترتبة على اقتناءها فقط سأل عن الـ " متى" وكأنه كان واثقاً من حصوله عليها بأي ثمن تحدده فرنسا لبضاعتها. وقد اشترى بالفعل أكثر من مائة طائرة من ذلك الطراز والتي دمر أغلبها في حرب الخليج. استغرقت زيارة صدام حسين الرسمية الوحيدة لفرنسا سبعة أيام، وهي مدة استثنائية في سياق الرحلات والزيارات الرسمية المعتادة. لم يفترق الرجلان عن بعضهما لحظة واحدة إلا في وقت متأخر من المساء عند الخلود إلى النوم. وفي أثناء مأدبة عشاء وحفلة ساهرة أقيمت على شرف صدام حسين في جناح الاحتفالات لويس الخامس عشر في قصر فرساي التاريخي، قدم جاك شيراك لصدام حسين سفير فرنسا القادم في بغداد للتعارف وهو جاك موريزيه jacques Morizet وقد سجل هذا الدبلوماسي المخضرم في مذكراته عن تلك اللحظة انطباعاته عن وجود "تجاذب وتقارب بل وتشابه فيزيائي في القامة والسلوك بين رئيس وزراء جيسكار ديستان ونائب الرئيس العراقي الدكتاتوري المسلك الذي كان يرعب مرافقيه بمجرد نظرته إليهم "، واستمر قائلاً:" وكانا شابين مليئين بالحيوية وعازمين على بلوغ الموقع الأول في الدولة في بلديهما بكل الطرق وبأي ثمن كان : على حد تعبير جاك موريزيه. كان عمر صدام حسين آنذاك 38 عاماً، أي أصغر بخمس سنوات من مضيفه الفرنسي جاك شيراك وكان هناك فرق كبير آخر بينهما وهو أن صدام حسين كان أصلاً يمارس السلطة المطلقة في بلده ولم يكن رئيسه الرسمي الجنرال أحمد حسن البكر سوى واجهة لا حول له ولا قوة. بينما كان شيراك يعمل تحت إمرة رئيس الجمهورية المنتخب ديموقراطياً فاليري جيسكار ديستان ولم يكن سوى الرجل الثاني في سلم السلطة التنفيذية. ولم يمض وقت طويل حتى تبوأ صدام حسين تقاليد السلطة المطلقة بانقلاب قصر دموي على قيادة حزبه الفاشي الحاكم وأزاح الجنرال البكر من موقع رئاسة الجمهورية وأعدم عشرات القياديين الحزبيين في حزب البعث الحاكم بيد رفاقهم بتهم ملفقة للتآمر عليه بالتنسيق مع سورية التي كان على وشك توقيع اتفاقية الوحدة معها. وكان الفرنسيون يعرفون حقيقة صدام حسين جيداً وإنه يحكم بلاده بقبضة من حديد ويمارس السلطة بطريقة وحشية وسادية دامية خاصة ضد معارضيه السياسيين وكل من يتجرأ على انتقاد سياسته وقراراته حتى من بين أقرب المقربين إليه، ويحمل في جعبته تاريخاً مليئاً بالعنف والجرائم، حيث ارتكب أول جريمة قتل بيديه في سن 22 عاماً وشارك في محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم سنة 1959 وهروبه إلى سورية سيراً على الأقدام، وقد تحولت تلك المغامرة الإرهابية إلى رواية كتبها بمبالغة هزيلة الروائي عبد الأمير معلة، وإلى فيلم سينمائي تافه حسب الطلب أخرجه المخرج المصري توفيق صالح، وفرض على الشعب العراقي برمته وعلى مؤسساته التربوية والوظيفية رؤية الفيلم وقراءة الرواية كلما حلت الذكرى السنوية للحادثة التي رواها صدام حسين نفسه إلى شيراك وقد أبهرته وصدقها على ما يبدو وأعجبته شجاعة صدام حسين الفائقة وقوة تحمله للألم وعبوره النهر سباحة وهو جريح ومصاب بطلق ناري في رجله وإخراجه الرصاصة بيده بدون مخدر حسب إدعاء صدام حسين. وسرعان ما فاحت رائحة صدام حسين الحقيقية وتلوثت صورته البراقة في أعين الرأي العام العالمي بعد حربه على إيران وقصفه البشع لشعبه الكردي وجريمته البشعة في استخدام الأسلحة الكيمياوي ضد المدنيين العزل من الشعب الكردي في حلبجة،وغزوه العسكري للكويت ونهبه لثرواتها وممتلكاتها، وقمعه بالحديد والنار الانتفاضة الشعبية الشعبانية سنة 1991 وقتله أكثر من 300000 مواطن عراقي خلال أسبوعين ودفنهم وهم أحياء في قبور جماعية، دون أن يهتز له ضمير. وبعد مرور عقد كامل على لقائه بصدام حسين ظل شيراك يردد قصة جرح وهروب صدام حسين على زواره عندما يتطرق الحديث بينهم حول صدام وكان آخر من سمعها منه رئيس وزراء بريطانيا الأسبق جون ماجور JOHN MAJOR في داونينغ ستريت في لندن. وفي غمرة الحماس تعهد شيراك لصدام بتعلم اللغة العربية بغية الاستغناء عن مترجم بينهما ووعد صدام بتعلم اللغة الفرنسية فكلف جاك شيراك بالفعل الدبلوماسي الفرنسي المستعرب والمتقن للغة العربية بول دبيسPaul Depis، الذي شغل منصباً دبلوماسياً رفيعاً في السفارة الفرنسية في بغداد بتعليمه اللغة العربية وكان ذلك الدبلوماسي من المتحمسين والمناصرين لفكرة التعاون بلا حدود ولا قيود بين العراق وفرنسا، بل وأصبح سنة 1987 رئيساً لجمعية الصداقة العراقي وأحد أعمدة اللوبي العراقي في فرنسا. ولكن تجدر الإشارة إلى أنه يوجد إلى جانب الإعجاب المتبادل بين الزعيمين الفرنسي والعراقي، مصالح وصفقات تجارية مغرية، وهما ليسا عاطفيين وإن مصلحة الدولة تأتي فوق كل اعتبار، على الأقل بالنسبة للمسؤول الفرنسي جاك شيراك بينما كان الجانب الشخصي يأتي فوق وقبل مصلحة الدولة بالنسبة للمسؤول العراقي كما يعتقد الدبلوماسيون الفرنسيون الذين واكبوا تلك الفترة. و لا نبالغ إذا قلنا أن شيراك راهن على صدام حسين ووصفه بديغول العرب ذات مرة على حد قول المتحدث الرسمي بإسم رئيس الوزراء فرانسوا بروبست François Probst وتكريس الكاتب شارل سانت برو charles saint prot لتلك المقولة حيث كرس ريشته لتأليف كتاب عن صدام حسين بعنوان " صدام حسين ديغولية عربية Saddam Hussein un gaullisme arabe. تدهورت العلاقة بين الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان ورئيس وزرائه جاك شيراك وحصل الطلاق بينهما بعد عامين من الحكم المشترك فاختار جيسكار شخصية سياسية أخرى لتحل محل شيراك وهو الأستاذ الجامعي والاقتصادي الخبير ريموند بار Raymond Barre. كانت المنافسة شرسة بين الزعيمين الفرنسيين المتحالفين وكل منهما رئيساً لحزب يميني إلا أن رئيس الجمهورية جيسكار تخلى طوعاً لرئيس الوزراء شيراك عن ملف العلاقات الفرنسية العراقية لأنه يخشى من سلوك الزعماء والقادة الشرقيين والعرب الذين تعاني بلدانهم من الانقلابات العسكرية والتصفيات الدموية المتكررة. وقد اعترف سفير فرنسا في العراق بين 1975 – 1980، أن محدثه ومحاوره الرئيسي بشأن العراق لم يكن رئيس الجمهورية أبداً بل رئيس الوزراء شيراك أولاً وريمون بار من بعده ولم يكن جيسكار ديستان يرغب بالتدخل في شؤون دول الشرق الأوسط لذلك لم يرغب في زيارة العراق على الإطلاق بالرغم من الدعوات المتكررة التي أرسلتها له القيادة العراقية عن طريق البعثة الدبلوماسية الفرنسية في العراق حسب الأصول والبروتوكول المتبع لكنه لم يلب الدعوة ولم يرغب بالظهور جنباً إلى جنب مع الجلادين والقتلة والديكتاتوريين الدمويين من أمثال صدام حسين حتى لا يلوث سمعته كما قال السفير جاك موريزيه في مذكراته.

يتبع

Opinions