Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

صليب الكنيسة الكلدانية الثقيل !!

cesarhermez@yahoo.com
لم امـــر يوماً امام كنيسة من كنائسنا في بلدي الام العراق واليوم ايضا في المهجر الا وقد رسمت علامة الصليب اثناء مروري بها وهو الامر الذي يشاركني به الكثير من اخوتي من شعبنا المسيحي العراقي غير متسائلين عن اسم الكنيسة اذا كانت كلدانية او سريانية او اثورية او ارمنية او ... بل مؤمنين انها كنيسة المسيح فالصليب هو رمز مجد المسيح . ولم اكن اتخيل يوما ان هذا الصليب المرفوع عليها سيكون في بلدي الام التحدي الكبير امام هجمات الشيطان البائسة التي لم ترضى الا بانزاله لتضيع معه واهمين معالم ورموز الديانة والايمان المسيحي بكنائسها وشعبها في بلد نحبه يبحث ونبحث معه عن الامن والامان .

”من اراد ان يتبعني ,فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ..

ان الكنيسة تبشر ليس فقط بيسوع القائم من بين الاموات بل ايضا بيسوع المتالم على الصليب وهكذا نراه معلقا على اشكال مختلفة من صلبان مرفوعة في كنائسنا المختلفة لانه ذبيحة الخلاص ونحن من دون المشاركة بالالام الرب في وقتنا الحاضر فلا نقوم معه ..”ان لم تمت القمحة ”

ان ايماننا المسيحي مرتكز على حقيقة اساسية هي حمل الصليب والمتمثل هو الاخر في حياتنا اليومية باشكال مختلفة هموم , تهجير , اضطهاد , كيل تهم باطلة باسم اصلاح الكنيسة , قتل , اختطاف , علاقة الكاهن بالشعب ,علاقة المطران بالكاهن ...الخ وبها يزداد الثقل وينحني الظهر ولاتشبع اعين الجلادين الا اذا شاهدوا حامله قد وقع والصليب الثقيل واقع فوقه . معتقدين بذلك ان مسيرة حمل الصليب توقفت ... .

صليب الكنيسة الكلدانية الثقيل !!

اصبح جلياً للقاصي والداني انه اليوم الكنيسة الكلدانية التي هي الشعب ورجالها من كهنة ومطارين وبطريركها الكاردينال الجليل تتعرض الى هجمة شرسة عنيفة ذات جبهات متعددة وهي التي تعيش في ظروف غير طبيعية بعد ان اعتمذت بدماء الشهداء من الشعب والاباء الكهنة فاذا كانت التفجيرات التي تعرضت لها وحالات الخطف والقتل لكهنة ومطران جليل (شهداء كنيسة المسيح) هو الشكل الظاهر لهذا الصليب الثقيل الا ان الشكل الغير منظور لهذا الصليب الذي يزداد ثقله باستمرار هو الحملة الاعلامية الشرسة و من جهات متعددة وذلك لمواقف واصرار الكنيسة الكلدانية (التي هي الام ايضاً )على حمل هذا الصليب الثقيل والتي تعرف ان هذا الصليب نفسه هو فرحها بالقيامة .

والذي يعتصر له القلب ان جزءاً من هذه الحملة تاتي ممن يحمل رتبة شماس او كاهن في الكنيسة الكلدانية ففي زمن الحرية المطلقة التي هي مفسدة مطلقة لم يجد هولاء الذي يحملون الرتب الكهنوتية اسهل من قرع باب المواقع الالكترونية والنشر لاننا وللاسف في زمن ان لم تستحي فافعل ماشئت و زمن خالف تعرف واننا في زمن التيك اواي والوجبات السريعة بعد ان ضاقت بهم السبل الى التعقل وحل الامور بالمواجهة .

فبعد الشمامسة المصلحين الجدد احدهما يدعو لاقامة لجان واخر يرسل رسالة الى الحبر الاعظم . واخر كبير اكن له كل الاحترام والتمس عنده بعض الشيء من غيرة بيتي اكلتني الا انه هو الاخر لايخفي نقده السلبي للبطريرك الكاردينال دلي فيصفه ب عجوز وغير قادر على قيادة الكنيسة ؟؟؟؟

خرج الينا بالامس القريب كاهن ذو عضلات مفتولة ليواصل المسيرة الاصلاحية واذا انا اعبر عن راءي الشخصي في هذا المجال ارى ان هذه النهضة الاصلاحية فيها تناغم غريب مع مسيرة الوحدويين الجدد من مواليد 2007 الذين لايبخلون هم ايضا برمي اثقالهم .فيكتب كاتبا من كتابهم مقالا تحت عنوان انقلاب الكنيسة الكلدانية على رابي .... ونحن لا نعلم متى قامت الثورة لتنقلب عليها الكنيسة التي رسالتها الحب والمحبة والسلام وغصن الزيتون.

الخارج بالامس القريب لم يستطع لا هو ولاغيره من منتقدي كنيستهم التعقل والتمهل في ايام تمر علينا الذكرى الاولى لاستشهاد وتهجير عوائلنا المسيحية في الموصل وفي ايامنا الصعبة والعصيبة التي يمر بها اهلنا اليوم في كركوك .

فابو على انفسهم الا ان يخرجون الان تاركين الكل ومصوبين اسهمهم وداقين مساميرهم وغارزين حرابهم ومكتفين بذكر اسم الكنيسة الكلدانية في بلدنا الام او ارساليتها المنتشرة في المعمورة ,مثقلين الاحمال في درب الجلجة .

قد يعتقد القارئ اني ادعو الى تكميم الافواه ضد كنيستنا ولا اؤمن بالنقد البناء والتجدد .انا اقول انه خاطئ , لاني ممن ينتقد كنيستي ولكن ليس بطريقة المصلحين الجدد والوحدويين الجدد..بل بهذه الطريقة التي عرفتها واختبرتها منذ زمن بعيد من الانجيل المقدس والتي تعد اساس نشوء الكنيسة ففي اعمال الرسل الفصل الثاني يصف لنا طريقة حياة المؤمنين الاول فيقول :وكان المؤمنون كلهم متحدين,ويجعلون كل ماعندهم مشتركا بينهم ويبيعون املاكهم وخيراتهم ويتقاسمون ثمنها على قدر حاجة كل واحد منهم وكانو يلتقون كل يوم في الهيكل بقلب واحد ,ويكسرون الخبز في البيوت ,ويتناولون الطعام بفرح وبساطة قلب ويسبحون الله وينالون رضى الناس كلهم ,وكان الرب كل يوم يزيد عدد الذين انعم عليهم بالخلاص .

قبل عشرة ايام طلبت لقاء احد الكهنة,لانقل له ما في قلبي بخصوص الكنيسة , وجرى لقائنا في مكتبه ودام اللقاء مايقارب 40 دقيقة نقلت له كل مايدور في قلبي وفكري تجاه كنيستي وكان متجاوبا ومتفاعلا معي وقد وضح لي الكثير من الامور بعلاقة ابوية بنوية ...بعد خروجي من الباب مودعا . لااخفيكم السلام الداخلي الكبير الذي شعرته على كنيستي اليوم وللمحبة التي تكنها لابناءها ...فهل ياترى هو نفس السلام الذي يشعر به اخوتي الذي يتخذون من المواقع الالكترونية ملاذا امنا وملجا حصينا لهم ؟ هل يوصلون محبتهم لكنيستهم ويساعدون في بناءها وتجددها ؟هل يلتمسون محبة كنيستهم لهم ؟؟هل ضاقت بهم السبل والمنافذ لكي يتعكزوا على عكاز عصر السرعة ..

واذا اريد التجدد والتقدم لكنيستي .

اجد نفسي في مفترق لثلاثة طرق لا رابع لهم وعلي الاختيار الصحيح بينهم , اما ان اكون على حافة الطريق كبقية الناس ليشاهدوا المنظر العظيم بين الصالب والمصلوب او ان ابادر واحمل الصليب الذي اعرف انه ثقيل وفيه فرحي في القيامة وبطريقة المؤمنين الاول او ان اُحمله اعباءً تثقله اكثر فاكثر .

تذكر اخي القارئ انك مسيحي , فاي طريق ستسلك اليوم ؟؟

يتبع......

Opinions