ضحايا كنيسة سيدة النجاة والأمن المزعوم
سيبقى نهر دماء الشهداء الأبرياء يروي أرض الآباء والأجداد , مادامت الأماكن المقدسه ومصلــّيها المسالمين أهدافا سهلة لكل من اراد العبث بهذا الوطن المنكوب وبأهله المساكين , نعم سيظل إحتمال وقوع الجريمه أمر محتمل مادامت الإجراءات الأمنيه عاجزة وغير مؤهله كي ترتقي الى مستوى مهامها وخطورة الوضع , لان كل ما تعلنه وتقدمه لم يتعدى الجرع المخدره ولم يتجاوز محاولة الترقيع كونها مقتصره على مظهر حارس واقف امام الباب , إن كان الغرض من وقوف الشرطي المبتلى على أمره امام باب الكنيسه هو لمنع المفخخين والإرهابيين الانتحاريين من اقتحام الكنيسة او تفجيرها او أختطاف المصللين وقتلهم , فوالله هكذا أجراءات امنيه وهكذا عقول مدبره لن تصلح حتى لتوفير حماية دارفارغه حتى وإن كانت أسواره من الفولاذ.سيطلع علينا السيد وزير الداخليه وبرفقته وزير الدفاع ليقولا: لقد استطاع الارهابيون بعد إختراق خط حراسه الكنيسه ثم إقتحموها وقتلوا واصابوا المصلين الابرياء, وكأن الساده يخاطبون أناسا قدموا من كوكب آخر , عن اي خط حراسه تتكلمون يا سادتي؟ عن شرطي مسكين واقف أمام باب الكنيسة خائف على حياته في بلد لا يذهب رب الاسرة فيه الى شراء الصمون إلا و بحوزته سلاح شخصي للدفاع عن نفسه ليس من خطر الانتحاريين والإرهابيين ومفخخاتهم , بل خوفا من ان يتعثر صدفة بشخص او يدوس على قدمه وتأتيه الرصاصة قبل ان ينطق بكلمة عفوا أخي, حماية الكنيسة أو الجامع يا سادتي لا يمكن ان يحققها شرطي واقف أمام الباب وكاننا بكم تريدون ترتيب سره المراجعين لتقديم معاملة تحصيل قطعة ارض او طلب تعيين في بلد آمن ,حماية بناية كالكنيسة يوم الاحد او الجامع في يوم الجمعه ونحن في وضعنا الأمني الحالي المتدهور لايمكن ان تتحقق الحمايه المطلوبه بشرطي يقف على الباب يا إخوان؟ بل بتوفير كاميرات رصد ومراقبه و جهاز امني يشرف على المكان لرصد التحركات ليس من امام الباب وبيده قطعة سلاح بسيطه, بل من حيث لا يراه أحدا او يشك بأنه يؤدي واجبا أمنيا, عذرا أخشى اني بدأت كما يبدو أطالب الحكومه بعمل المستحيل؟ ولكن لم لا؟؟؟؟ أين ملايين الدولارات التي تم بها شراء الكاميرات والمجسات وأجهزة الفحص والسيطره؟ واين الكوادر الأمنيه التي تخرجت كما نسمع هنا وهناك؟ هل كل هذا فقط خصيصا لحماية البرلماني والوزير ؟؟ أليس عيبا وخزيا على جهاز دولة وأمنها ودفاعها ان يعجز عن توفير الحماية لخمسين مصللي يؤدون صلاتهم مرة واحد في الاسبوع و لمدة لا تتجاوز الساعه الواحده؟
إنه احد سيدة النجاة الدامي, وسببه تقصير الأجهزة الأمنيه , ذهب ضحية هذه الجريمة البشعه قرابة الخمسون بريئا من المصللين المساكين ما بين شهيد ومصاب, هل ومتى سنتعلم الدرس ؟ ومتى سنتخلى عن الضحك على ذقون بعضنا البعض في ترقيع الشقوق والتباهي بالمظاهر الباهته التي لا تفيد في حال كحال العراق الذي نعيشه اليوم.
رحم الله شهداءنا المساكين واسكنهم فسيح جناته.