ضياء بطرس وقواته المسيحـية المجـندة
نـُـشِر تـصريح للسيد ضياء ﭙـطرس في مقال بعـنـوان (( المجـلس القـومي الكـلداني يطالب بتجنيد المسيحيين في القوات الامنية لحماية مناطقهما )) في موقع عـنكاوا . كوم ، يمكن متابعـته عـلى الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,503429.0.html وبودّنا أن نـعـلق عـلى ما ورد فـيه بما يلي :بعـد فـشل محاولات تمرير مقولة أنـنا كـلنا آثوريّـون ، لجأ الإخـوان إلى مصطلح كـلدوآشوريّـين ، ولما خابَـتْ جاؤوا بـ كـلدوآشوريّـون سريان ، وهـذه لم تأتِ بنـتيجة فحاولوا إستـخـدام لفـظة سورايي ( التي يرفـضون ترجـمتها إلى الإنـﮔـليزية كـلما طـلبنا منهم ذلك ) وآخـر قـوانة لهم أرادوا بها الإلتـفاف عـلينا كانت كـلمة ( المسيحـيون ) بإعـتبار أنْ ليس من المعـقـول تجـنـبها ولم يـدروا بأن تلك لا تعـْـبر عـلينا ( لأنـنا مفـتـَّـحـين باللبن والهـريسة ) ، ولم يـبق إلاّ الفـلوس التي بها إرتمى المجـلس القـومي الكـلداني اليوم في أحـضان الحـزب الذي أسَّسه السيد سركـيس آغا جان والذي إبتـكـر تسميته المثـلثية ذات العـربات الثلاثة لأغـراضه الآثورية الظاهرية بصيغة ( المجـلس الشعـبي الكلداني السرياني الآشوري ) تحـت عَـلـَم وشعار وقـيادة وهـيمنة ودعاية وسلطة آثورية ، تلك التي لا تـدخـل في دماغ الكـلدان ، لأن ليس لديهم أسماء ثلاثة بل إسمٌ واحـدٌ فـقـط هـو الكـلدانيون كإخـوانهم الآخـرين ، فالآثوريّـون إسمهم آثـوريّـون وهـل يقـبلون بتسمية أخـرى ! وهـكـذا السريان والعـرب والأكـراد والأرمن والـﭽـيك والسلاﭪ والموزمبـيقـيّـين ، وأن أي تـفـسير أو تبرير أو إقـناع سياسي أو مرحلي أو مؤقـت أو إرضائي سوف لن ينطلي عـلى الكـلدان ، ما لم يُـتـَّـفـق عـلى إسم مفـردِ الكـلمةِ يجـمعهم ( إنْ وُجـد ) ، أو بحـرف من كـل إسم لتـتـكـوّن منها كـلمة جامعة واحـدة مفردة للتداول الرسمي أو للإستخدام السياسي كما يدّعـون ، ويبقى كل إسم عـزيز عـند صاحـبه شأنه شأن إسم كل أخ في الأسرة الواحـدة . وقـد سبق للسيد يعـقـوب ﮔورﮔـيس عـضو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الآشورية أن قال بتأريخ 8 كانون الثاني الجاري : (( إن صيغة الإجـتماعات القادمة لأحزاب شعـبنا ستكون تحت تسمية تجمُّع التـنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية وأي قرارات ستصدر لاحقاً عن أحزاب شعـبنا ستكون تحـت هذه التسمية )) . ومن غـرائب الأمور أن ليس هـناك بـين أعـضاء هذا التجـمّع ، كـلدانيٌّ يعـبِّـر عـن أصالة إسمه بإعـتـزاز وإصرار ويُملي رأيه عـلى الآخـرين ، وإنما بالعـكس نـراه دائماً يُـملي الآخـرون رأيَهم عـلى المحـسوب كـلداني بـينهم ويكـون من التابعـين ، ونحن نسأله : ما هـو شـعـورك وأنت مهمَّـش بـين الإخـوان ؟.
ورجـوعاً إلى تـصريح السيد ضياء الذي قال : (( إن تشكيلَ قـوة عـسكرية تابعة للجـيش أو الشرطة العـراقـية يتـكون أفرادها من المسيحـيين أمرٌ ضروري لحماية مناطق وأماكن عـبادة المسيحـيين ، موضحاً أنّ الأجهزة الأمنية العـراقـية فشلتْ في تأمين الحماية المسيحـيين ومؤكدا أن القوات العـراقـية ومنها أجهزة وزارة الداخـلية لم تستـطع حماية مناطقـنا ، مضيفاً أن مهمة قـواته التي يطالب بها تـنحـصر في حـماية المسيحـيـين فقـط )) وكأنه يقـول - ويا هو مالتـنا بالآخـرين .
حـقاً قالوا إن دماء الشباب حارة تـغـلي بسرعة ، إنهم يرَون ما هـو أمام أقـدامهم فـقـط ، ليس لديهم بُعـدُ نـظر كافٍ ، يتخـذون القـرارات بسرعة دون تمحـيص ودراسة لأنهم قـليلو الخـبرة ، ونـقـول للسيد ضياء : إذا كانـت الدولة بفـيالق جـيشها وفـصائل شـرطـتها وأجهـزة أمنها وإستخـباراتها ، وحِـرص وتكاتف شعـبها عاجـزة عـن حـماية أماكن عـبادة المسيحـيّـين ، الشـريحة المسالمة من أبناء الشعـب ! كـيف سيكـون بإمكان كم نـفـر ، وقـل كم ألف مسيحي لا يؤمنون بالقـتل ، أن يؤدّوا عـملاً أمنياً داخـلياً يتـطـلب قـتالاً بـين الإخـوة ، ذلك العـمل الذي لم تستطع قـوة الدولة المكـرّسة أصلاً لحـماية المواطنين القـيامَ به ؟ ثم ألا تـفـكـِّـر قـليلاً ، كـيف ستـتـحـمَّـل شخـصياً مسؤولية كهذه ؟ حـين تـصبح هـذه المجاميع المسيحـية سهلة الإستهداف وبدون ناظور في عـصر كاتمات الصوت ؟ ولو كـنتَ أنتَ أحد أولئك الأمنيّـين الحُـرّاس وإقـتـرب منك رجل ذو سترة فـضفاضة ، فما الذي ستعـمله سواءاً إستـوقـفـتــَه أم لا ؟ وإذا تـطـلـّبَ الأمر وأنت قـتـلتـَه ( الله لا يجعـل ) هل ستبقى حـضرتك في عـنكاوا ( و إحـنا ولــْـد الـﮔـْـرَيَّة واحـد يعـرف أخــَـيَّة ) أم ستـطلب اللجـوء إلى أميركا أو أستراليا أو غـيرها وحجـتك المنطقـية بـيديك ؟ ثم ألا تـرى لو أن شرائح الشعـب الأخـرى طالبتْ بما أنت تـطالب به ، فـتـكـون هـناك قـوة شبكـية لحـماية الشبك وأخـرى يزيدية لحـماية اليزيديّـين وثالثة تركـمانية للتركـمان وكاكائية للكاكائيّـين وخامسة فـَـيلية للفـَـيليّـين ..... يا أخي إذن أنت قـسَّـمتَ الشعـب إلى أجـزاء فأين وحـدة الشعـب ؟ أين وحـدة الوطن ؟ أين الجـيرة والأخـوّة ؟ أين المصير الواحـد ؟ أخي أنت شاب طـموح - عـلى عـيني وراسي - ولكـن لا عـلى حـساب أرواح ودماء أبناء شعـبك . فـفي أمور خـطيرة كهذه إستـشر كـبار السن ذوي التجارب وممن ليس لديهم طموح المناصب ، إسأل الذين إخـتبروا الحـياة وعـندهم عـصارتها ولم يعـد لديهم طمع في كـراسيها ، ولا تسأل مَن هـو مُـقـبل عـليها ، ذلك الذي يهـمّه يومه فـقـط ، ويـبحـث عـن مقـعـد إسفـنجي بـين ثـناياها ، وتـذكــَّـر المثل الشعـبي في العـراق : لا تمشي ورا اللي يضحـكك - إمشي ورا اللي يـبـﭽّـيك . إن وجـودك في مكـتب أنيق لا يعـني أنك مخـوّل بالتـصرف بحـياة شـعـب .
وقـد جـدد السيد ضياء مطالبته بإستحداث محافـظة في سهل نينوى مؤكـداً (( أن إدارة المحافـظة في حال قـيامها لن تـكون على أساس قومي أو عـرقي أو ديني ، وإنما يشارك فـيها كافة مكونات المنطقة )) . نـقـول له : إذا كان الجـميع سيشتـركـون في إدارتها ، فـما ضرورة رسم حـدود لها ؟ ألا يمكن أن يشـتـركـوا في إدارتها الآن بدون تسميتها بصورة مستـقـلة وبدون رسم حـدود لها ؟ وما هـو المانع اليوم من تعـيـين مدير ناحـية مثلاً وقائمقام وحاكم ومدير مدرسة ومدير شرطة وكافة الوظائـف الأخـرى ، من جـميع مكـونات الشعـب كما ذكـرتَ ، إذا كانت النيات صافـية ؟ هـل لديك جـواب ؟
وفي خاتمة مقالي أقـول للسيد ضياء ﭙـطرس : إنْ أردتَ التعـبـير عـن إخـلاصك لشعـبك ، طيـب ، الأفـضل لك أن تـطالب بحـل جـذري لهم مبتـدئاً بالدستور وكـتابة إسم قـوميتـنا فـيه ، ثم تـوجـيه برامج التعـليم الأساسية وتـغـيـير مناهج الكـتب الدراسية وتـوجـيه وسائل الإعـلام لإعادة برمجة العـقـول بالإتجاه الذي يخـدم الوطن العـراق والشعـب العـراقي وبضمنه الشريحة الأصيلة الكـلدلنيّـون ، ثم إحـتـرام القانون الرادع للكـبـير والصغـير ، وباقي الأمور الأخـرى التي في بالك سوف تأتي بدون نـضال وكـفاح . وأخـيراً بشأن معالجة مشكـلة البطالة التي أشـَّـرتَ إليها والمتـفـشية بـين الشباب المسيحـيّـين ، نـقـول : يا أخي لا يجـوز أن تـفـكـر هـكـذا ! فـقـد أعـطيتَ مستمسك عـلى نـفـسك لإتهامك بالعـنصرية ، فهل أن البطالة هي مشكـلة المسيحـيّـين فـقـط ؟ أخي لا تـتسـرّع وتـصرّح بكل ما يُـملى عـليك ، فـقـد يكـون هـناك مَن يحـفـر في مسارك بئراً ويوجِّهك نحـوها وأنت معـصوب العـينين ، كن حـذراً وليكـن لك رأيك الحُـرّ كي يهابَـك الآخـرون ، لا أنْ تهابَ غـيرَك ، وإلاّ تـجـنــَّـبْ هـذا المجال فهو ليس بالحـقـل المناسب لك .