Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ضياعنا

شئ غريب لكنه يدفع لتأمل أكثر فائدة ..

كلما زاد عدد الأصدقاء والمعارف وجرى تقدم في العمل والحياة ،وتحقق نجاح غير متوقع في سباق المهنة أيا كانت ،كلما زاد الشعور بالغربة والإحباط باليأس..هذه فكرة ليست طيبة ، فدفع الثمن سيكون مضاعفا ،لكن التساؤل هو ،هل إن السبب في ذلك يعود لشعور مضاعف باللاجدوى من الحياة ،وإن لذة الأشياء تنقطع بمجرد تحققها ونيلها والشبع منها ؟ أم هو النجاح الذي يتعوده شخص ما ، ولايعود يبتهج به لشعوره بأنه ضرورة يومية ، ولايعود يفكر بغيره لأنه ضمان دوامه على العمل والحياة ،وهو مايتملك كثيرين منا ، وأنا واحد منهم برغم إني لاأجد نجاحا كاملا في حياتي إلا إنني أجد إن نسبة كبيرة من طموحات لدي تحققت قياسا بالحال الذي كنت عليه في أول نشأتي المتواضعة ، ومثلي كثر لايولدون وفي أفواههم ملاعق الذهب ويرتدون الحرير؟.

لايعود النجاح في العمل هو الصورة اليومية المتخيلة لدى الفرد فهو قد تعود ذلك العمل وعليه أن يثابر ليحافظ على مكانه ويتفوق على أقرانه بكل صورة ممكنة لكن الأساس في الأمر هو كيفية إحداث تغيير وتجاوز الحال المعتاد الى حال أكثر ديناميكية وتفاعلية وتأثيرا في المحيط ، وتأكيد ذلك كله فيما بعد أي أن تنجح دون أن تفكر في النجاح ،وعده فعلا جديدا ، بل الجديد هو شكل النجاح الذي يجب أن يتغير،  وأن لايظل هو النجاح المعتاد في حراكنا اليومي الذي تعودناه لأننا نشعر ونتحسس بوجود المنافسين والراغبين في تحقيق الغلبة علينا في ذلك.

الحياة تختلف من بلد لآخر، فما يحيط بالمواطن السويدي هو غير الذي يحيط بالمواطن العراقي .أحد الطلبة الدارسين في شمال السويد يقول، منذ ستة أشهر لم أسمع بموت أحد في هذه المدينة، ولم أشهد حادثا واحدا وكأن الامور متوقفة فالناس تهتم كثيرا بالطقس واحوال المناخ وأمور حياتية قد نراها نحن روتينية للغاية ،وعندما يفعل اولئك الذين يعيشون هناك فعلا ناجحا فهو لايكون فعلا جديدا ، بل يريدون النجاح بصورة مختلفة ، ولكن نجاحهم مؤثر في حياتهم المستقرة لأنهم يحققون تقدما ،لكن النجاح في بلد مثل العراق لايتوفر على القدر الكافي من الأهمية لأنه لايمثل تغييرا جوهريا خاصة حين تكون البيئة المحيطة فاسدة ومتردية وتعاني من فشل في جوانب عدة ،فالسياسة غير فاعلة ، والسياسيون فاسدون ، والذين يديرون مؤسسات الخدمة لايجيدون النجاح ولايساعدون العاملين في قطاعات مختلفة ليشعروا بأن نجاحهم هو فرصة للمستقبل ، ولذلك صار كثر من طلاب الجامعات يخافون من لحظة النجاح لأنهم لايضمنون الحصول على فرصة حياة بعد نجاحهم ،والعاملون في قطاعات مختلفة لايفكرون في النجاح لأنه لن يسعدهم ويظلون ينتظرون فرجا ما بإتجاه مختلف ، وهم يؤمنون أيضا بأن العمل هو من أجل الإستمرار في الحياة ، وليس للنمو والنهوض وصناعة المستقبل  ، فليس من مستقبل في هذه الديار.






 

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
الصباح الصباح" تقلِّب ملف التهميش في الرياضة النسوية ما زالت الرياضة النسوية العراقية تعاني من التهميش من قبل القائمين عليها، بسبب عدم توفيرهم لأبسط المتطلبات اللازمة وأن البعض منهم يقف حجر عثرة أمام تطورها رسالة البابا بندكتوس إلى البطريرك الكلداني وأساقفته وكهنته وشمامسته وجوقاته ورعيته ليون برخو/ لقد بعث البابا بندكتوس السادس عشر رسائل عديدة إلى أتباعه من الكاثوليك الذين يبلغ تعدادهم حوالي 1.2 مليار بشر في بابويته القصيرة التي إستغرقت حوالي سبع سنوات. ليس تشهيراً.. محمد جواد شُبّر/ في عام ١٩٩٩ أنشأت أول بريد الكتروني، كانت شبكة الإنترنت آنذاك متوفرة في البلد الذي كنا أنا وعائلتي نقضي فيه أيام التشرّد، والحمد لله الذي أعاد فئتنا بعد أن دماء في العيد نـزار حيدر/ عندما اعدم العراقيون الطاغية الذليل صدام حسين في يوم العيد، بناء على قرار صادر عن القضاء العراقي، حشد الطائفيون كل ما عندهم لاستنكار العمل
Side Adv2 Side Adv1