عجيب امر هذه المرجعيات الدينية
بعد ان مل الشعب من الوعود التي يعطيها المسؤولون الحكوميون بان الحكومة ستقوم بانجاز المشاريع الخدمية والشعارات الرنانة التي تعودنا عليها والتى يطلقها هؤلاء المسؤولون كل يوم بتلبية مطاليب المواطنين.ولكن علي ارض الواقع الكهرباء منقطعة لمعظم ساعات النهار، مواسير المياه نسيت مهامها في نقل المياه الى البيوت، البطاقة التموينية لها اسم فقط من دون عمل، شوارع المدن تعج بالمزابل والروائح العطرة، فضلا عن ما يجري في دوائر الدولة من فساد اداري ومالي، البطالة حدث ولا حرج.
الشعب المسكين الذي انتخب برلمانه توقع انه سيرى ولادة حكومة خدمية في غضون اسابيع .
ولكن بعد اخذ ورد بين الكتل الرئيسة (لم يدم طويلا الا 8 اشهر) توصلت الى حكومة محاصصة (اي كيفية تقسيم الثروات بين الكتل الفائزة) وليست حكومة خدمات والدليل ان الحكومة التي قدمت امام البرلمان للمصادقة كانت حكومة رهيبة (من حيث العدد) متكونة من 42 وزيرا ولكن من دون وزراء امنيين (لا نحتاج الى وزير امن لان المواطن في امان) "ال ايه" الوزراء الامنيون سيلحقون بالتشكيلة بعد ان نتفق على تعيين وزير امن شيعي وواحد سني واخر كردي ورابع من (الاقلياتتت) ونرسل القائمة الى دول الجوار للمصادقة والى الدول العظمى للملاحقة ودول الناتو لتخصيص السلاح الامني المناسب واخيرا الى المراجع الدينية للمباركة ثم يقدمون امام البرلمان ليوافق عليهم بالاجماع لانهم متفقون على توزيع الكعكة بينهم ولا يوجد من معارض. حينئذ سيكون عدد التشكيلة الوزارية مساوي لعدد اعضاء البرلمان لكي يكون لكل عضو برلمان وزيرا يمثله في السلطة التنفذية حتى لا يكون هنالك غبن بحق الكتل جميعا (الا المواطن وهذه ليست بمشكلة).
اصبر يا مواطن وليكن صبرك صبر ايوب لان الشغلة راح تطول اذا استطعت الانتظار 8 اشهر حتى ولدت حكومة المحاصصة الا تستطيع الانتظار 8 سنوات لنستقر في اماكننا ونقدم لك احسن الخدمات؟.
قررت الجماهير الشعبية الخروج الى الشوارع وكان يوم 25 شباط هو اليوم الذي حددته الجماهير لتقول للمسؤولين كفانا من شعاراتكم لقد اتخمتومونا بوعودكم الى درجة اننا لم نعد نتحمل بعد المزيد من هذه الشعارات الجوفاء. خرجت الجماهير لتقول للبرلمان الذي انتخبته لقد ندمنا كثيرا لاننا اعطيناكم اصواتنا ولم نرى منكم شيئ صالح.
قبل موعد التظاهره كانت كل المرجعات تصرح وتعلن وقوفها مع الشعب في مطاليبه وتحث الحكومة على تلبية مطالب المواطنين الى ان اقترب موعد الخروج الى التظاهره وبالتحديد قبل يومين من جمعة الغضب، ابتدأت المرجعيات تقلل من شأن هذه التظاهرات حاسبة اياها انها سوف لا تكون الا بضعة مئات هنا وهناك بحيث لا تعد تستحق حتى ذكرها في النشرات الاخبارية، وفي اليوم التالى انقلبت الموازين، اعلمت الحكومة وعلى لسان رئيس الوزراء تخوفها من ان تقوم العناصر البعثية بالاندساس في المظاهرات لاستغلال الموقف بحجة المشاركة في التظاهرة الشعبية، وبما ان الحكومة هي حكومة المرجعيات لذا راينا المرجعيات راحت تصدر الفتاوي، الفتوة تلوى الاخرى بتحريم المشاركة في التظاهرة.
لكن بعد ان تبين ان المواطن خرج وبكل ثقة لاعلان الفساد الاداري والمالي لدى الحكومة راحت المرجعيات تارة اخرى لتعلن وقوفها مع المواطن في مطالبه.
عجيبة هي امور هذه المرجعيات!!