عذراً
عزيزتي لأقول لكنحن نعيش في عالم ردي
وزمن أردى منه
نعم في عالم أضحى غابة
يظنها البعض انها
عالمه الفريد
يتقوى ويستأسد على
كل أمين ومسالم
يحاول لا بل يسلبه
كل شيء جميل
ويطفيء كل شمعة
منيرة وضاءة
تنير الطريق وتمهده
للسالكين والسائرين
ويقتل كل نفس وفكرة
خيرة بناءة طهور
بعد أن نصب نفسه
قاضياً وجلاداً
ووضع له شريعة
بحسب هواه
وأخذ يقضي ويقاضي
يسجن يقتل ويعادي
عذراً
عزيزتي أن أقول لك
وكلي أسى وحزن وأسف
أندحر الخير أمام الشر
غاب الحب والوئام
من نفوس الناس
رحلت وغابت البراءة
من العيون وحل محلها
نار متقدة و شرر متطايرة
وغدى الكره والتقتيل
محل المحبة والسلام
في قلوب البعض ممن
حسبوا على البشر
عذراً
عزيزتي لأقول لك
لا شهامة ... أخلاص
وفاء بقي لهم
من شيم و خصال الرجال
تهاوت وتشتت الأفكار
والقلب المنكسر لم يعد
يقوى على تحمل ألآلام والآلام
لا قطرة من دمع بقيت
في مقل العيون
فكلها يبست ونشفت
نعم نشفت حتى
غدد الدمع في العيون
لكثرة البكاء والنحيب
من أحزان وأحزان
تمر علينا كل يوم
لا بل لحظة اثر لحظة
عذراً
عزيزتي عن أي شر أحدثك
فمن كثرته لم اعد أستطيع
أن أفرق بين شر وشر
وأي لون يكون له
أأخضر أم أبيض
حتماً أسود هو وأسود
لا بل حالك السواد
وطعمه أمَر و أمَر
من العلقم
كيف تحاولين الأبحار فيه
وها أمواجه الشريرة
تتلاطم ببعضها البعض
يتيه فيه ويغرق أمهر السباحين
أي قوس قزح زاهي
هي صورة الدنيا
وألوانه كلها غدت وأصبحت
سوداء سوداء سوداء
عذراً
عزيزتي ان جعلت
قلبك ابيضاً
فذلك لكي لا أقتل
فيه ألأمل
وفي روحك وضميرك
الحياة والحب والحق
عذراً
عزيزتي ان لم أكلمك
عن المقنعون ومايتخفى
فيهم من حقد وبغض وكره
الابالسة الشياطين
فلانهم يفصحون عن أنفسهم
بأعمالهم الشريرة
وافعالهم المشينة
عذراً
عزيزتي أو ليس من حقي
أن أخاف لكي لا تغرقي
انت والاخرين
في وحل عالمنا الردي
الذي يزداد يوما بيوم
يطغى ويطغى ويستفحل
لا داعي لنأتي وننظر
فنحن نشهد ونشاهد
كل يوم ألوان وألوان
من الزيف والكذب والنميمة
فها يهوذا يبعث
من جديد في عالمنا
ليبيع سيده
نعم فكل يوم تباع هنا
حرية وحياة الانسان
بحفنة من الفضة
فوا أسفي على عالم
أضحت فيه حرية
وحياة الانسان
أرخص ما يكون
ترين عزيزتي كيف
يسقط ويتهاوى
عالمنا وبسرعة
الى هاوية لا قرار
لها واضح وظاهر
ألا رحماك ربي رحماك
بهذا الشعب المسكين
الذي لا حول له ولا قوة
عذراً
عزيزتي ان اوجعتك
فمن حرصي الكبير عليك
فانني من بعيد اراقبك
لأبعد عنك كل حقد
بغض كره وشرور
لكي ما تنعمي دائما
براحة وأمان
هناء وسلام
وعذراً وعذراً وعذراً
...........
.......
....
17\3\2008