عشائر الأنبار تضيّق الخناق على الإرهابيين وتطاردهم في الصحراء
02/10/2006الصباح/
بحث رئيس الوزراء نوري المالكي مع محافظ الانبار ورئيس مجلس المحافظة امس الاوضاع الامنية والتطورات التي تشهدها معركة عشائر الرمادي مع الارهابيين.وقال المحافظ مأمون سامي العلواني لـ(الصباح):
ان رئيس الوزراء اطلع في الاجتماع الذي حضره نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ووزيرا الدفاع والداخلية عبد القادر محمد العبيدي وجواد البولاني على مجمل التفاصيل التي تعيشها محافظة الانبار بعد التعهد الذي اطلقه زعماء العشائر للمالكي على ملاحقة الارهابيين.
ويؤكد متابعون ان معركة العشائر اثمرت انتصارات واضحة في غضون ايام قليلة تمثلت بقتل عدد من الارهابيين ومطاردة فلولهم في براري الجزيرة الغربية ويستنتجون ان هذا الخناق دفعهم الى الانسحاب الى بغداد في محاولة للاختباء الا ان الحكومة قطعت عليهم الطريق بفرض الحظر الشامل يوم السبت الماضي.
ويتكهن محافظ الانبار بعودة الاستقرار الى المحافظة في غضون فترة قصيرة، وقال في لقاء مع (الصباح): ان عشائر الانبار لن تتراجع عن انتفاضتها ضد الارهابيين وسوف تمضي لمطاردتهم في كل مكان.
واعلن محافظ الانبار مأمون سامي تشكيل مديرية لحماية الطرق الخارجية.
وقال: ان هناك خطة تمت دراستها مع وزير الداخلية تقضي بتأمين خط مرور بغداد-طريبيل وبغداد-الوليد.
واضاف سامي: ان هذه المديرية ستتكون من اعداد كبيرة جدا وستجهز بسيارات حديثة متطورة وسريعة وباسلحة هجومية متطورة وكذلك تأمين اجهزة الاتصال بين مفارز المديرية التي ستنتشر على الطريق الدولي الذي يربط العراق بكل من سوريا والاردن لحماية المواطنين.واوضح: ان هناك انخفاضا ملحوظا خلال هذه الفترة بعمليات التسليب على الطريق بعدما اندحرت العناصر الارهابية الفاسدة.ويتمنى المحافظ المهندس مأمون سامي العلواني ان تتنفس الانبار نعمة الاستقرار من اجل ان تبدأ فيها حملة اعمار واسعة قال: ان رئيس الوزراء نوري المالكي وعد بتقديمها لابناء هذه المحافظة.
وكان المالكي استقبل حشداً من رؤساء القبائل المعروفة في الانبار حيث تعهدوا امامه بالانتقام من خلايا الارهابيين والجماعات التي تعيث فساداًً في المحافظة.
وفي غضون ايام قليلة تمكن ابناء العشائر من ملاحقة اشخاص متورطين بعمليات ارهابية، ونقلت وكالات الانباء ان العشائر طالبت الحكومة بالتصدي للهاربين عبر الحدود السورية.واكد بيان صادر عن مكتب القائد العام للقوات المسلحة امس ان عشائر الانبار بالتعاون مع الشرطة المحلية تمكنت من دهم اوكار الارهابيين فقتلت اربعة واعتقلت ثمانية اخرين.ويعتقد سياسيون ومحللون ان التفاعل بين عشائر الانبار والحكومة سيكون من شأنه التأثير في خلايا الارهاب وتفكيكها بالمنوال الذي شهدته الايام القليلة الماضية التي اضطرت فيها جماعات ارهابية الى تكتيكات سريعة لمواجهة الظرف الطارئ.وقال الدكتور موفق الربيعي مستشار الامن الوطني ان رئيس الوزراء نوري المالكي وعد بدعم عشائر الانبار بالمال والسلاح والافراد، وان هذا التفاعل الناشئ سيدفع العشائر الى مطاردة الارهابيين وتضييق الخناق عليهم، وقال: لقد ضاقت السبل بالارهابيين وليس امامهم الا الموت او قبضة العدالة.من ناحيته قال رئيس مجلس محافظة الانبار الدكتور عبد السلام عبدالله: ان اهالي الانبار يريدون اعادة اعتبارهم، وهم عازمون على مقاتلة الارهاب. وتثير هذه العبارة في الاذهان صورة اهالي الانبار المعروفين بالشجاعة والاقدام ورفض الذل والمهانة، وكان العراقيون في انحاء الوطن قد استثقلوا ان يروا صمت هذه العشائر امام جماعات استباحث الدم والعرض والمال في المحافظة، قبل ان تخرج من عرينها لتواجه القتلة بكل بسالة. والمح رئيس مجلس المحافظة الى خطة امنية تقضي بتشديد القبضة على الارهابيين وتصفيتهم.في هذه الاثناء نقل مراسل الصباح في الرمادي مصطفى الدليمي ان ثلاثة ارهابيين قتلوا في سيارة مفخخة انفجرت في اثناء قيامهم بنقلها الى مكان اخر بغية تفجيرها على المارة او الخدمات العامة. وقال: ان دوريات آلية وراجلة للقوات العراقية والاميركية فتشت بعض الامكنة في المدينة التي يشتبه بوجود ورش لتفخيخ السيارات فيها.فيما شنت مقاتلات تابعة للقوات الامريكية فجر السبت غارة جوية على معاقل تؤوي ارهابيين في منطقة الحميرة جنوب شرق الرمادي.وقال شهود من اهالي المنطقة ان الطائرات القت قنابل ثقيلة الوزن والقوة على ثلاثة منازل يعتقد انها تؤوي مسلحين ودمرتها بالكامل , وقال الشهود انهم لم يعلموا عدد الذين كانوا في المنازل الثلاثة.يذكر ان مدينة هيت غرب الرمادي شهدت تصاعدا في العمليات الارهابية في الاونة الاخيرة بسبب تسلل ارهابيين من الرمادي اثر قيام مجلس انقاذ الانبار الذي تشكل من العشائر مؤخرا بعمليات تصفية لتلك الجماعات التي تسببت بتدهور الوضع الامني للمحافظة عموما والرمادي على وجه الخصوص.