Skip to main content
عشرات آلاف المهجرين في أربيل ودهوك يواجهون مصيراً غامضاً: هل تغلق الحكومة الاتحادية مخيمات النازحين هذا الشهر؟ Facebook Twitter YouTube Telegram

عشرات آلاف المهجرين في أربيل ودهوك يواجهون مصيراً غامضاً: هل تغلق الحكومة الاتحادية مخيمات النازحين هذا الشهر؟

المصدر: صحيفة القدس العربي

ينتظر عشرات آلاف المهجّرين القاطنين في مخيمات النزوح بمحافظتي أربيل ودهوك تحديد مصيرهم، فيما تواجه السلطات العراقية الاتحادية في بغداد، صعوبة في تنفيذ قراراها القاضي بإغلاق مخيمات النازحين المتواجدين في إقليم كردستان العراق، نتيجة إصرار حكومة الإقليم على رفض «العودة القسرية» للمهجرين، يقابله دعم أمريكي للموقف الكردي، في حين طوت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية صفحة «المخيمات» في محافظة السليمانية الخاضعة لسيطرة حزب «الاتحاد الوطني» الكردستاني، بإعلانها غلق جميع المخيمات هناك.

وتمكّنت السلطات الاتحادية نهاية الأسبوع الماضي، من غلق جميع مخيمات النازحين في محافظة السليمانية، التي كان يقطنها نحو 2500 عائلة.
وفي مؤتمر صحافي، قالت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية، إيفان فائق، انه «كان يوجد نحو 2500 أُسرة تسكن مخيمات النزوح في السليمانية، عادت منها نحو 1800 أُسرة، واختارت نحو 700 أسرة الاستقرار في السليمانية» مشيرة إلى وجود «قرابة 22 الف أسرة تسكن خارج المخيمات في السليمانية».
وبينت الوزيرة أنه «سيتم التباحث مع الأسر المتبقية حول عودتها أو استقرارها في السليمانية» مؤكدة في الوقت عيّنه أن «ملف نازحي أربيل ودهوك سيغلق كذلك، وذلك بعد تشكيل لجنة مشتركة بأمر من رئيس مجلس الوزراء الاتحادي من قبل وزارة الهجرة الاتحادية ووزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان».
وخلافاً لما جرى في السليمانية، تقرّ السلطات الاتحادية بـ«عرقلة» المسؤولين في محافظتي أربيل ودهوك- الخاضعتين لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني- جهودها في إغلاق ملف النازحين في المخيمات ضمن المدّة التي حددتها (نهاية تموز/يوليو الجاري) لطيّ صفحة هذا الملف.
سامر مشكور، مدير قسم محافظات إقليم كردستان في وزارة الهجرة والمهجرين الاتحادية، يقول في تصريح للموقع الرسمي لحزب «الاتحاد» أنه «في محافظتي أربيل ودهوك تتم عرقلة عملية إعادة النازحين، ولا يسمح بدخول فرق الوزارة إلى مخيمات النازحين والمهجرين هناك لتقديم التسهيلات لهم وإعادتهم إلى أماكنهم، فضلا عن منع وزارة الداخلية للعوائل الناحة من العودة» مشيرا إلى أن «انعدام التواصل بين وزارة الهجرة والمهجرين ووزارة الداخلية في الإقليم، يؤثر سلبا في عملية الإعادة، حيث عادت 250 عائلة فقط إلى أماكنها من مخيمات محافظة أربيل، منذ بداية هذا العام وحتى نهاية حزيران/يونيو الفائت، بسبب العراقيل التي توضع أمام عودة النازحين».
وأوضح أنه «في محافظة دهوك أيضا، هناك عراقيل وعقبات أمام عملية إعادة النازحين، حيث عادت 2400 عائلة إلى أماكنها حتى الآن، وكان ذلك بضغوط من النازحين أنفسهم، حيث طالبوا بإعادتهم من خلال مكتب وزارة الهجرة والمهجرين هناك» لافتاً إلى «عودة 4750 عائلة نازحة حتى الآن إلى مواطنها من مخيمات إقليم كردستان، بواقع 2100 عائلة من السليمانية، و2400 عائلة من دهوك من مجموع 22 ألف عائلة، و250 عائلة فقط من أربيل من مجموع 5 آلاف عائلة».
وبشأن آخر موعد لإعادة النازحين، شدد مشكور، على أنه «وفق قرار مجلس الوزراء العراقي، يجب إغلاق جميع مخيمات الإقليم حتى نهاية شهر تموز/يوليو الحالي، وفي حال استمرار وزارة الداخلية في الإقليم في منع النازحين من العودة، على الحكومة الاتحادية اتخاذ الإجراءات اللازمة، كما ينبغي لحكومة الإقليم تحمل جميع تكاليف معيشة النازحين وتوفير متطلباتهم الحياتية من ماء وكهرباء وتوفير السكن».
وتفيد الإحصائيات الرسمية بأن عدد المخيمات الموجودة حالياً في إقليم كردستان العراق تبلغ 23 مخيماً تتواجد فيها بحدود 26 ألف عائلة فرّوا من مناطق الصراع إبان سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مناطقهم صيف 2014 والعمليات العسكرية التي انتهت بإعلان «النصر العسكري» عام 2017.
في مقابل ذلك، تصرّ حكومة الإقليم على الاستمرار بتقديم الدعم للنازحين المتواجدين في أربيل ودهوك، مشترطة تطبيع الأوضاع في مناطقهم الأصلية قبل إعادتهم إليها.
وحسب تصريح رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، خلال مراسم الإعلان عن التعليمات التنظيمية لشؤون طالبي اللجوء في إقليم كردستان، فإن «الإقليم احتضن على مدار سنوات طويلة، دون أيّ تمييز ديني أو قومي أو عرقي، آلاف الأشخاص الذين لاذوا به طلباً للأمان» موضحاً أن «ذلك جاء في وقت كان فيه الإقليم يواجه ظروفاً صعبةً وأزمةً ماليةً ولا سيّما إبان هجمات داعش، إلّا أنّ حكومة إقليم كردستان تحملت مسؤولية استضافة العشرات من مخيمات اللاجئين، ولا تزال مستمرة في الوفاء بالتزاماتها، على الرغم من أنّ عبء هذه المسؤولية كبير جداً».
وأكّد أن الإقليم يواصل جهوده في حماية وإيواء آلاف اللاجئين والنازحين الذين فروا بسبب الخوف وانعدام الأمن والسلام في مناطقهم» مشدداً على «أنه لا أحد يرغب في العيش في ظل النزوح واللجوء».
وذكر أن «حكومة الإقليم تدعم دائماً العودة الطوعية لجميع النازحين واللاجئين إلى ديارهم وأماكنهم بكرامة، وذلك بعد تطبيع الأوضاع في ديارهم» لافتا إلى أن «وزارة داخلية الإقليم، وبالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تعمل منذ زمنٍ على إعداد وصياغة تعليمات إدارية لتنظيم شؤون اللاجئين».
وبين أن «هذه التعليمات تعدّ جزءاً من خطط حكومة إقليم كردستان الإدارية والقانونية، بما يضمن حقوق طالبي اللجوء واللاجئين وتحديد واجباتهم» لافتا إلى أن «حكومة الإقليم تسعى جاهدة لضمان حصول اللاجئين وطالبي اللجوء على الخدمات العامة الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية والأمن والحماية، بالإضافة إلى تلبية جميع احتياجاتهم المعيشية» معربا عن أمله «في أنّ تُساعد الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي إقليم كردستان على تقديم المزيد من الدعم للاجئين والنازحين، ما يمكّنهم من العودة إلى ديارهم الأصلية بكرامة عندما تصبح الظروف مواتية لذلك».
وانضمّت واشنطن إلى قرارات أربيل بشأن النازحين، إذ أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق ألينا رومانوسكي، أن بلادها قدمت مساعدات بمبالغ مالية تجاوزات 3 مليارات دولار للنازحين واللاجئين، معبرة عن رفضها لإجبار النازحين بالمخيمات أو إعادتهم قسرا إلى ديارهم.
وقالت رومانوسكي في تصريح لها إنه «بعد أحداث الحرب ضد تنظيم داعش في العام 2014 قدمنا أكثر من 3.6 مليار مساعدات قدمنا مساعدات إلى النازحين واللاجئين» مستدركة: «نحن عملنا مع حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية والمنظمات الدولية، والمجتمع الدولي على إيصال المساعدات إلى النازحين العراقيين وإعادتهم إلى ديارهم».
ودعت السفيرة الأمريكية، الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان إلى العمل على إعادة النازحين إلى ديارهم «بكل تقدير واحترام» مؤكدة رفضها «الضغط عليهم للبقاء في مخيمات النزوح، ولا ينبغي أيضا الضغط عليهم للعودة القسرية إلى أماكن سكناهم».

Opinions