Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عصابات القتل تنتقل من البصرة إلى ميسان - سيارات تسمى «البطة» تجول في شوارع العمارة وتستهدف أساسا البعثيين السابقين

29/05/2006

العمارة: «الشرق الأوسط»
لم يكن المعلم عادل، 38 عاما، الذي اعتاد الذهاب الى مدرسته في حي المعلمين في مدينة العمارة، جنوب العراق، يعلم ان سيارة لا تحمل الارقام كانت تتبعه لتخرج من نوافذها الاسلحة وترديه قتيلا قبل يومين.

ولم يكن عادل الوحيد الذي قتل في وضح نهار الخميس الماضي بل تبعه تسعة عشر شخصا من مهن مختلفة؛ بينهم بائع الغاز بحجة انه كان من المنتمين لحزب البعث سابقا.
عندما دخلنا العمارة، مركز محافظة ميسان، كانت المدينة شبه خالية وصوت الموت كان اقرب الينا من صوت السيارات التي كانت تتجول بخوف في تلك المدينة التي تبعد 360 كيلومترا عن بغداد. قال احد الباعة المتجولين الذي استوقفنا محذرا من دخول المدينة بدون هدف من أن سيارات يسميها السكان «البطة» تتجول في شوارعها بدون أرقام ويستقلها مسلحون قتلوا العديد من شباب المدينة الذين تقول إشاعات انهم من المشمولين بقانون اجتثاث البعث.. بل ان قانونا خاصا لا يعرف أحد مصدره لا يسمح حتى لأقارب للمشمولين بقانون اجتثاث البعث من الدرجة الثالثة ببيع دورهم.

استاذ جامعي من المدينة رفض ذكر اسمه قال ان مدينته التي يبلغ عدد سكانها اكثر من 800 الف نسمة شهدت نزوح الكثيرين بسبب الخوف من فرق الموت التي جاءت من البصرة الى العمارة. حسب قول الاستاذ الجامعي الذي يعمل في احدى جامعات بغداد، فان المدينة «تنقسم الى قسمين؛ قسم قريب من الكوت وهو القسم المتحضر وقسم ريفي قريب من مناطق العزير والعدل والاهوار، وهذا القسم هو الذي استغلته عصابات الموت المنتشرة في الجنوب لتجعل من القتل مهنة لمن لا مهنة له وتصبح التصفيات الجسدية اسهل على اصحاب الاهداف السياسية الخارجية والداخلية، باعتبار ان من يقوم بالقتل من الجهلة والذين يقبضون الدولارات ولا يعرفون الاهداف». سكان المدينة كانوا خائفين من الإدلاء بأية معلومات تذكر لكن اغلبهم اشار الى ان المدينة تخلو من قوات الأمن بعد كل حادثة قتل. واكد فارس وهو من سكنة حي المعلمين ان اكثر من 20 شخصا قد قتل خلال يومين اثنين فقط وهناك العديد من الجثث قد القيت بعد جولات لسيارات «البطة» المجهولة الهوية. وناشد فارس الحكومة العراقية والهيئات والمنظمات الدولية الانسانية أن تدخل مدينة العمارة وتشاهد حالات القتل بنفسها والتي لم تحدد على الهوية بل حددت على الانتماء لصفوف الحزب سابقا او انه يعمل في السلك التعليمي في مدارس العمارة، مؤكدا ان اغلب المدارس في المدينة خلت من معلميها «واذا استمر الحال على ما هو عليه، فإن المدينة ستسقط بيد العصابات التي نعلم بقدوم اساسها من خارج البلاد مستعينة بالجهلة من المنطقة والعاطلين عن العمل».

Opinions