علاوي لـ(صنداي تلغراف): البرامج والقضايا العالقة اولاً وليس المناصب
22/09/2010شبكة أخبار نركال/NNNN/
نشرت صحيفة الصنداي تلغراف في عددها الاخير الصادر بتاريخ 19 أيلول الجاري لقاءاً للدكتور اياد علاوي تحدث خلاله عن تشكيل الحكومة والسبل الكفيلة للوصول الى حكومة وحدة وطنية، جاء فيه:
كولين فريمان - المراسل الخارجي الاقدم
يعتبر أياد علاوي من اقدم السياسيين في بلد تقاس فيه مكانة السياسي بعدد محاولات الاغتيال التي يتعرض لها. ناجي سياسي بكل معاني الكلمة، فقد تعرض رئيس الوزراء الاسبق لعدد كبير من المحاولات مما جعله يحصي "الجادة" منها فقط.
واستمر في حديثه لـ (صنداي تلغراف) وباسلوب واقعي كأنه وزارية كان قد شغلها "الى هذا اليوم، مما اعلمه كانت هناك سبعة محاولات محكمة وعدد من المحاولات الصغيرة الاخرى"، بالاضافة الى محاولات عدة لم يتم ابلاغي عن تفاصيلها. هذا الواقع "هو جزء من العمل في العراق، ولا تقلقني كثيرا".
والآن، بينما يتأهب طبيب الجراحة السابق للعودة الى قمة الهرم السياسي بعد غياب دام خمس سنوات، ستزداد عدد محاولات الاغتيال.
ستة اشهر منذ الانتخابات التشريعية التي فازت قائمته "العراقية" بها بفارق طفيف على قائمة "دولة القانون". اصاب العراق حالة من الجمود السياسي
على الرغم من كثرة المفاوضات مع مختلف الكتل السياسية، لم تتمكن الكتل من الاتفاق على تسمية رئيس الوزراء. لكن الولايات المتحدة وبعد سحبها للقوات القتالية الشهر الماضي اصبحت قلقة بشأن الوصول الى اتفاق حتى وان كان ذلك من خلال تقاسم السلطة. وان لم يحصل الدكتور علاوي على منصب رئاسة الوزارة والذي هو من استحقاقه الانتخابي، فأنه من المؤكد سيحصل على مركز مهم يستلم من خلاله الملف الامني والعسكري والذي هو من صلاحيات رئيس الوزراء حالياً.
مهما كانت نتيجة المفاوضات فعلاوي يتوقع ان تكون مهمته اصعب مما كانت عليه في فترة رئاسته الحكومة في 2004- 2005 ، عندما وصلت المقاومة الى اشدها. وعلى الرغم من التحسن الامني النسبي نتيجة الزيادة بعدد القوات الامريكية في 2007 الا انه ما زال يعتقد ان البلد على شفى هاوية.
يتحدث علاوي عن الاوضاع الامنية والاقتصادية في العراق خلال الستة اشهر الماضية حيث يقول: "العنف يتفاقم، الخدمات متوقفة، الاقتصاد ضعيف، البطالة ترتفع، الحكومة افتقدت للقيادة، ومع الاسف نرى ازدياد المشاكل مع انسحاب القوات المتعددة الجنسيات".
حدثنا د. علاوي والذي يبلغ من العمر 65 عاماً خلال زيارة قصيرة له الى لندن، والتي قضى فيها عقود من الزمن كمعارض بعد ان انشق عن نظام صدام حسين في السبعينات. كان في العاصمة البريطانية للكشف الدوري على ساقه التي اصيبت في اول محاولة اغتيال عام 1978 عندما ارسل صدام قاتل بفأس تسلل داخل منزله في مقاطعة سري البريطانية. كما التقى وزير الخارجية البريطاني الجديد وليام هايغ، ويأمل علاوي ان يكون لـ(هايغ) دوراً اقوى في العراق بعد انسحاب القوات المتعددة الجنسيات.. ومن الجدير بالذكر ان علاوي ما زال يتمتع بعلاقات طيبة مع الحكومة البريطانية، يقول د. علاوي "تاريخياً وثقافياً، كان لبريطانيا اواصر اقوى للمنطقة من امريكا، ولديهم فهم افضل للمناخ السياسي". ويضيف د. علاوي: "قد لا يكون هناك تواجد عسكري لبريطانيا، لكن بامكانهم ان يكونوا اكثر مساندة للعملية السياسية العراقية الآن".
انتقد البعض علاقات د. اياد علاوي الجيدة مع الدول الغربية خلال فترة رئاسته الحكومة، الا انه حصل على الاحترام عندما قارع المسلحين السنة والشيعة سواء وابدى صلابة مع الجهتين. انعدام الصبغة الطائفيه هو جزء من اسباب نجاحه في الانتخابات ضد المالكي، التي تلام حكومته الطائفية على اندلاع الحرب الاهلية في 2006-2007.
في بعض الاوساط العراقية، يقال عنه انه رجل حازم وقوي الا انه يقول "اني اؤمن بالديمقراطية، قارعت الخارجين عن القانون فقط، اهم مهام الحكومة هو الحفاظ على سلطة القانون، من دون ذلك، بامكانك نسيان الاستقرار والازدهار".
كما تطرق علاوي بحديثه عن الطائفية المستشرية في المؤسسات الامنية والسياسية وقال ان الحكومة الحالية تشن حملة انتقامية ضد كل البعثيين السابقين الذين انضم معظمهم للحزب من اجل الحصول على وظائف. قائلاً: "اذا استمر الحال على ما عليه، لن نتمكن من بناء المؤسسات السليمة. في الوقت الحالي المؤسسات تعمل حسب الانتماءات الطائفية والعرقية بدلا من الكفاءة".
يأمل الكثيرون ان عودته للحكم ستأسس لسلطة علمانية ومعتدلة بعيدة عن التطرف الديني، ولحزبه تأييد قوي من الاقلية السنية على الرغم من انه ينتمي الى عائلة شيعية غنية عملت في السياسة لفترة طويلة، فجده فاوض البريطانيين على استقلال العراق. وقد تمت هذه المقابلة بتنسيق ابنته سارة (22 عاما) والتي تدرس العلوم السياسية في لندن، كما رافقت الدها في بغداد خلال الانتخابات في اذار الماضي.
يعتقد علاوي ان على الغرب التحاور مع الطالبان والملا عمر في افغانستان، على غرار ما فعلته امريكا وبريطانيا مع المتمردين الشيعة والسنة في العراق، فيقول "يجب مراجعة كل سياسات محاربة قوى التطرف، هذا ما فعلناه في العراق في ظروف مشابهة، وهذا مطلوب الآن في افغانستان، لقد اضيع الكثير من الوقت بسبب عدم الاصغاء للحقائق". كما انه يشاطر رئيس اركان الجيش بابكر زيباري رأيه في عدم جاهزية القوات العراقية لربما حتى 2020 ولكنه لا يرى جدوى في محاولة اقناع الامريكيين في البقاء فيستطرد قائلاً "لقد اتخذوا قرارهم ولا اعتقد ان بقاءهم سيساعد الوضع".
محادثات تشكيل الحكومة قد تصل الى نتيجة في تشرين الاول. رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي لن يقبل التنازل عن منصبه او ان يتم تحديد صلاحياته حيث يحذر ويصف تحديد صلاحيات المنصب بوظيفة شرطي مرور. بينما نرى علاوي يتحدث كرجل دولة عندما يقول "البرامج والقضايا العالقة اولا وليس المناصب". وقد يكون علاوي واقعيا عندما يشير الى قبوله بصلاحيات اقل اذا ما استلم رئاسة الوزراء، فيقول: "من المهم ان لا تكون كل الصلاحيات مركزة في شخص واحدة في فترة الانتقال الى ديمقراطية ناجزة. هذا ينطبق علي او اي شخص آخر"، وهو الحل الوحيد الذي سيحول دون العودة الى الطائفية، ويمنع تفتتيت وحدة البلاد.
---------------------------------------------------------------------------------------
القائمة العراقية