Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

على هامش كتاب أنصار الإسلام آه يا مسيحيي العراق

ما بين الأمس واليوم مساحة زمنية قصيرة ، ولكنها طويلة جداً في القياسات الأخرى ، فبالأمس تلقيتُ رسالة عبر بريدي الألكتروني تنقل لنا الحقيقة الناصعة التي لا لبس فيها بقلم الدكتور عامر الكبيسي ، يصف فيها المسيحيين العراقيين وصفاً أملاه عليه ضميره الحي وقلمه الشجاع الأصيل غير المفمفم ، وقد ذكر من جملة ما ذكر من أسماء كثيرة لامعة وأعلاماً وبيارق ومشاهير من المسيحيين العراقيين في مجال العلم والأدب والفن والتاريخ وبقية الإختصاصات ، وغيرها الكثير .

وقد أنهى مقالته بجملة لطيفة جداً وهي " تباً لعراقٍ بلا مسيحيين " وصدق بذلك

http://iraq4all.org/viewnews.php?id=26356

واليوم وردتني رسالة عبر بريدي الألكتروني أيضاً ومرفق بها كتاب رسمي صادر من الأمانة العامة لأنصار الإسلام .

الكتاب بمضمونه يحتوي على عكس ما تضمنه مقال الدكتور عامر الكبيسي ، فقد تضمن الكتاب دعوة صريحة من أنصار الإسلام وإنذاراً نهائياً للمسيحيين العراقيين في عموم العراق بوجوب ترك العراق والهجرة الجماعية إلى خارج القطر وعدم التفكير بالعودة للعراق نهائياً .

ما أثار أستغرابي ليس هذه اللهجة الغبية في التعامل مع مكون هو الأصل وهم الفروع ، بل هو أن يصف العراق ب " بلاد المسلمين " مع تقديري العالي وأحترامي الكبير لجميع المسلمين بدون أستثناء في جميع أرجاء المعمورة ومن ضمنهم هذه الجماعة التي تهدد مسيحيي العراق، فإني أوجه كلامي لهذه الفئة التي تدعي لنفسها أنصار الإسلام وأتساءل : يا جماعة أنصار الإسلام ، هل الإسلام بحاجة إلى أنصار بمثل مستواكم ؟ وبهذه الأخلاقية المتعصبة الاصولية ؟ أسألهم لأقول لهم : منذ متى أصبح العراق يسمى ب " بلاد المسلمين " ؟يعني منذ أي تاريخ ؟وقبلكم ماذا كان العراق ؟ وهذا الكم الهائل من الآثار التي يزيد عمرها على سبعة ألاف سنة هل ستُهَجَّر مع الكلدان والآشوريين ؟ أم سوف تستغلونها لأنفسكم لتقولوا للعالم : ــ

هذه هي آثارنا تَدُلُّ علينا .... فانظروا من بعدنا إلى الآثار !!!!!!!

ثم قبل هذا التاريخ ألم يكن العراق بلاد المسيحيين ؟؟؟ ولكن هل سمعتم من أحد من المسيحيين بكافة قومياتهم وتعصبهم أن قال بأن هذه هي بلاد المسيحيين ويجب أن يخرج المسلمون من هذه البلاد ليهاجروا إلى السعودية أو إيران مثلاً ؟؟؟

وهل سمعتم ب " أنصار المسيحيين " في العراق ؟

الغريب في الأمر أن الكتاب موجّه للمسيحيين ، حيث يذكرهم بالأسم ، ولكن ما هو يا ترى موقف الأمانة العامة لكتائب أنصار الإسلام من اليزيديين والصابئة وغيرهم من الديانات غير المسلمة ؟ هل سيطالبونهم بالإرتحال أيضاً ؟ أم سيجبرونهم على أعتناق الإسلام قسراً مستندين على مقولة " الدين عند الله هو الإسلام " !!!!ثم بعد أن يتم تهجير كل هؤلاء من العراق ، هل سيبدأ مكتب الأمانة العامة لأنصار الإسلام بإعلان الحرب المذهبية بين المسلمين أنفسهم ؟ ليكون العراق حصة لمذهب واحد فقط !!!!

الكتاب لا يقول " المسيحيين " بل يصفهم ب " النصارى الكفار الصليبيين " وهذا يدل على غباء تام وعدم فهم وعدم قدرة على التمييز مع ضبابية في الكلام ، حيث نقول لهذا الذي صاغ البيان ، إنك على جهل تام بما كتبت ، فأنت لا تميز بين المسيحيين والنصارى ،،، كما أنك لا تميز بين المسيحيين العراقيين والصليبيين والكفار ، أقولها بكل صراحة وبلا مجاملة وبلا خوف : يا مَنْ أصْدَرتُم هذا البيان ، إنكم أغبياء لأن النصارى هم فئة من المسيحيين ناصروا السيد المسيح عليه السلام وكانوا في نجران قرب الحجاز التي هي اليوم المملكة العربية السعودية ، وهؤلاء كانوا يهوداً وآمنوا برسالة السيد المسيح له المجد فأصبحوا يسمونهم نصارى لكونهم ناصروا السيد المسيح له المجد .

أما أهل العراق يا سادة يا كرام من الكلدان والسريان والآشوريين سكان العراق الأصليين وليسوا وافدين من بلد آخر أو مهاجرين من الجزيرة العربية إلى العراق ، هؤلاء هم سكان العراق وشمعة دربه ، ووردته ، منهم تفوح رائحة مسك العراق وبغيرهم يكون العراق مادة بلا لون أو طعم أو رائحة ، هم مسيحيين نجباء أصلاء مخلصين مسالمين أوفياء وطنيين شرفاء وحقوق غيرهم لا يهضمون ، يا سادة عندما كان هؤلاء يبنون العراق أين كنتم أنتم ؟؟؟

أما عن جهلكم بالتاريخ فهو باين من خلال وصفكم لجذور العراق التاريخية " المسيحيين " بأنهم صليبيين ، فهل تعرفون من هم الصليبيون ؟ ولماذا سميت تلك الحروب بالحروب الصليبية ؟ ومن شارك فيها من المسيحيين ؟

التاريخ يشهد على دَجَلِكُم وبطلان إثباتكم وزور كتابتكم ، فهناك بون شاسع ما بين مسيحيي العراق والصليبيين .

نعم فأنتم على الدوام وكما ذكرتم في بيانكم سيوفكم مشرعة على رقاب الشرفاء المخلصين لأنكم لا تلتقون معهم لا في المبادئ ولا في الأهداف لكونكم تريدون أن تسرقوا وهم الأمينين ، وتريدون هتك الأعراض وإستباحة الشرف وهم الشرفاء ، وتريدون القتل وحز الرقاب وهم الأبرياء والبناة والمؤتمنون .

لتنتفض جميع الأقلام النارية لترمي بحممها على هؤلاء الدعاة زوراً وبهتانا

لتنتفض جميع الأقلام الشريفة كما أنتفضت من قبل وما زالت لدحض هذه الإفتراءات

لتنطق جميع الأقلام المكممة وتكتب كلام الحكمة والتعقل ، ولكسر جميع الأقلام الجبانة والمتخاذلة التي تنفث السموم لتعلّمها أصول الشجاعة .

لتهب الثورة بين الجوانح وفي الأفئدة وتفعل فعلها السحري في القلوب قبل العقول وتنتشر كالنار في الهشيم ، فالمسيحيون هم جذور العراق وهم تاريخه وحضارته وبدون هذه الجذور والعروق يذبل العراق ويموت .يا أيتها الأمانة العامة لكتائب أنصار الإسلام في العراق ، إن كنتم على حق فإني أحاججكم بأن تدلوني على أثر واحد من آثاركم أو مخلفاتكم تدل على تواجدكم قبل المسيحيين في العراق ؟

فالشمال كله ملئ بالآثار الآشورية ، والوسط والجنوب ملئ كله بالآثار الكلدانية وتحكي حضارتهم وتاريخهم وتراثهم ، والعراق كله ملئ بالأديرة والكنائس وكل صخرة وشجرة تحكي قصة حياة قديس أو راهب أو راهبة حتى كربلاء والنجف كانت تنتشر في روابيها الأديرة والكنائس ، وكانت أكبر العشائر والقبائل العربية تدين بالمسيحية ، وأكبر فرسانها من المسيحيين وكذلك كبار أطبائها فهل تدلوني على أثر واحد يثبت تواجدكم أنتم ومن يدفعكم ؟؟؟ فأية صلافة هذه !!!

وفعلا قال الدكتور عامر الكبيسي " تباً لعراقٍ بلا مسيحيين " ..............

‏22‏/11‏/2008

Opinions