Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عندما يتواضع المنتصر ....

ظهرت في عالم السياسة اليوم اساليب جديدة يعتادها بعض ممتهني السياسة لاغراض لا تخرج على نطاق سياسية أيضا , فمن هذه الأساليب هو التواضع الذي يظهره البعض مع خصومهم رغم استغراب البعض الأخر ( من غير ممارسي هذا الأسلوب ) من استخدامه لعدم الحاجة له وخصوصا عندما يكون صاحبه في مصدر القوة والانتصار والهيبة ... !! , ثم استخدام التواضع مع من ؟؟؟ مع الخصوم والأعداء ( فـي المعارك الانتخابية مثلا ) ولا يأتي هذا الاسلوب بدافع الخوف ... وإنما إرضاءهم ومحاولة كسبهم وتطبيق قول الإمام علي ( عليه السلام ) عندما قال " ألف صديق ولا عدوٌ واحد " .

الجميع تابع المعركة الانتخابية التي حدثت قبل أيام في لبنان وقبلها في العراق بخمسة أشهر , فهي نفس المعركة والتنافس ذاته بين الإطراف حيث الاختلاف فقط في إن الانتخابات اللبنانية هي نيابية أما في العراق فقد كانت على مستوى المحافظات ومجالسها , ولكننا أذا ما أردنا ان نستعرض ونقارن هاتين الحملتين واهم الخصال التي تشابهت ومثلها أوجه الاختلاف , ربما نلمس الكثير لتشابه الأوضاع السياسية وتباينها في نفس الوقت وبالإضافة الى اختلاف تقاليد الشعبين واطباعهم .

لو نستقرأ أحداث هاتين الحملتين وما ألت إليه نتائجها نجد ان هناك حدث مشابه حصل بعد إعلان النتائج وبيان الفائزين وهو التواضع الذي تحلى به المنتصرين ودعواتهم الى مشاركة الجميع ( رغم أحقيتهم في إدارة البلاد دون مشاركة الآخرين ) .. ! , ثم ليس فقط الدعوات وإنما محاولة لمشاركة الجهات الخاسرة فعلاً , حيث نستذكر ان السيد نوري المالكي قام بعدة زيارات بعد إعلان النتائج الانتخابية للسياسيين الذي خسروا الانتخابات ومثلها في لبنان فقد أكد الحريري انه مستعد لزيارة السيد نصر الله ومشاركة قواه في تشكيل الحكومة الجديدة بالإضافة الى الاعتراف بسلاح المقاومة وتشكيل حكومة توافقية كحال حكومة والده رفيق الحريري حسب ما ذكرته جريدة السفير اللبنانية .

أما أوجه الاختلاف فهي الروح الرياضية التي تحلى بها الخاسرون في لبنان عكس بعض خاسرو انتخابات العراق , فبعضهم يطعنون بالانتخابات مباشرة بعد بيان خسارتهم ويطعنون في نتائجها وتوجيه تهم التزوير الى منتصريها ... وغير ذلك من الأمور التي تعكر صفو الأجواء الديمقراطية التي استمتع بها المواطن العراقي وحرية رأيه في الانتخابات وربما لا يكون هذا الكلام رسمي او علني ( واقصد الطعن بالنتائج ) من الجهات الخاسرة وانما يعبرون عنه بطريقة غير مباشرة او عن غير ألسنتهم .

في كلمة للسيد حسن نصر الله بعد إعلان النتائج عبر عن تقبله للخسارة الانتخابية رغم إعطاء الضوء لمن يريد ان يطعن بها من قيادات الحزب , إلا انه تحلى بالروح الرياضية وذكر بعض الالتزامات التي يجب ان تأخذها الحكومة الجديدة بعين الاعتبار وفي مقدمتها الاعتراف بسلاح المقاومة الذي لا يمكن التنازل عنه , وتقبل كلمته من معارضيه وفائزي الانتخابات !!!! وهناك حديث حول اعطاء 10 وزراء لقوى 8 اذار مقابل 15 وزير لقوى 14 اذار و5 وزراء الى الرئيس .

هذا يعني ان الفائز في الانتخابات اللبنانية تواضع كثيرا لبناء حكومة جديدة تشمل كل اطياف الشعب اللبناني والذي يعتبر من اكثر الشعوب العربية تنوعاً , يقابله اعتراف من القوى الخاسرة بالنتائج , ربما لا يكون سبب هذا التواضع هو الخوف كما قلت وإنما السبب هو إيقانهم الآن الى حقيقة التي تقول ان عدم بناء حكومة تشمل كل الأطياف سوف لا يؤدي الى المزيد من الانشقاقات والانقسامات , وحال هذه الحقيقة هي التي دفعت السيد المالكي الى زيارة خصومه بعد الانتخابات .

محمد حبيب غالي

Mohammed.media@yahoo.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الإنجاز الرياضي الكبير ما بين الفرحة العفوية..والتخبط السياسي والطائفي حتى الاحتفاء بمنتخب العراق الكروي الظافر بكأس أمم اسيا للمرة الاولى في تاريخ البطولة.. وحتى الاحتفال بهذا النصر الرياضي الكبير.. صار محطة للتخبط السياسي والطائفي لدى ساستنا في عراق ما بعد النظام الدكتاتوري السابق.. واظهر عمق الهوة التي أفرزتها، للأسف، ال نهاية حكم العائلات، بداية حكم المؤسسات رحيل غير مأسوف عليه وانهيار مفاجئ لكنه متوقع لمنظومة القمع (العائلي) المتسلطة على شعوب المنطقة منذ بدايات القرن العشرين او ما يزيد، حيث اظهرت ذِكـرياتي مع جـريـدة ( عَـمّـا كَـلـدايـــــا ) الغـرّاء المتوقفة- سدني لم أكـن أعـلم أن العـمل الصحافي مـمـتع ، لأن عـملي كان في إخـتصاص لا يمتّ بــِصِـلة إلى وسائل الإعـلام ، كـما وأيضاً لم تـتوفـر مقتل شرطي واصابة اربعة اخرين في انفجار سيارة مفخخة في كركوك نركال كيت/كركوك/احلام راضي/ انفجرت سيارة مفخخة نوع (سوبر- ابيض اللون - مجهولة اللوحة) في الساعة السادسة من مساء يوم امس الجمعة الموافق 7/9/2007 قرب مخفر البشير
Side Adv1 Side Adv2