عهد جديد

سقط النظام وولت الأشرار وهوت على اقزامها الأوكار

قوموا الى الحرية الخضراء يا بني الحضارة ، انتم الأحرار

نيسان اطلق نسمة فواحة فتبرعمت في ياسنا ازهـار
قد زارنا تـموز وهو ضاحك وعليه رشت عطرها عشتار
وطني العراق دنسوك عفالق متغطرسون احرقتهم نـار
اين الحكومة ضخمت إعلامها اين اختفى صحافها الثرثار
هيا احرقوها وادفنوا اشلاءها ليدق في تابوتها مسـمار
اين الذي كالضبع كان مكشرا انيابه، واليوم يغدو فار
إستسلموا كنعامة والراس في الثرى ، فاين النقر والمنقار
جريمة قد قامت الدنيا لـها وتحركت من ردمها الأحجـار
نهبوا الحضارة عنوة من مهدها وخلت من المتاحف الآثـار
لعنت ملوك الرافدين لصوصها فتنعمت بامانها شـنعار
نحن الأوائل صفق التاريخ في الواحنا ، فاشرقت انوار
هذا حمورابي يسن شرائـعا وبشوق امتثلت لها الأقطار
واسرحدون يهيب في جبروته العدى ، فهذا جيشه الجرار
جلجامش الطموح يبحث عن خلو د ، فاهده يا ربي الجبار
عهد جديد زارنا مبشرا وتجاوبت طوعا لنا الأقدار
هذا العراق يرتدي نصرا ، يخط ملاحما ، ولشعبنا إصـرار
هيا نلبي دعوة لنهضة عار على من لا يلبي ، عار
دحر العواصف ساعد في لمحة وبه يباد ويعصر الأعصار
هذي السماء تجملت في زرقة فغادرت اعشاشها الأطيار
والأرض تسال والسؤال قاتل لم اهملت وجناتها الأمطار ؟
من يغسل الأجساد من غبارها ومتى تقبل جدبنا الأنهار ؟
كم انتظرنا في اشتياق منقذا يلغي الطغاة،فجاءنا البشار
إخضوضرت ارواحنا بارادة علياء ، في قرارها إقرار
غنيت ميلاد العراق تلهفا قيثارتي شدت بها الأوتار
ابشر فهذا موطني تشتد فيــــــه سواعد ، فتردع الأخطار
ابشر فبغداد الهوى قد لملمت عشاقها ، فطابت الأخبار
ساعود يا وطني الى ليلى لألثم خدها ، فحضنها لــــي دار
إني اراها من قريب والمسافة بيننا رغم النوى امتـار
الشوق يدفعني اليها املا ان لا تحول بيننا اسـوار
هل ارتوي من دجلة ام من فرات سلسبيلا ، اننـي محتار
فنينوى وجدي وبابل ملهمي يا ليت شعري ايها اختار
لـهفي على ام الربيعين التي توالدت من رحمها الأغرار
عود ، مقامات وانات الجوى والموصلي غناؤه سـحار
كركوك مرتع صبوتي تختالني والقلعة الحمراء والأشجار
فيها عشقت وكلما ذكرتها تفجرت من دمعتي الأشـعار
وطني مولد لثورات وفـي احشائه يترعرع الثوار
ففي غد يسمو إلى امجاده واليه سوف تجذب الأنظار
فعراقنا كالطود صامد وإن طغت الزلازل فهو لا ينهار