Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عودة ألإبن البار توما توماس

لمْلِمْ نبالكَ بعدَ طولِ مِرانِ

وكَفا مُقايضةَ الحياةِ بفاني

القوشُ جئتُكِ حاملاً أرجوحتي

منْ فرحتي عقدَ الغرامُ لساني

أنا من سمائِك نجمةٌ قد أبحرتْ

من قاصي قطبيها عبورَ لثاني

أنا من هضابكِ كرمةٌ قد أورفت

وعلى جبالكِ رايةٌ لأَمــان

أنا من ترابكِ غرسةٌ قد أينعت

وإلى ترابكِ عودتي ومكاني

القوشُ لا نزلتْ بساحكِ غُمَّةٌ

وسقتْ مرابعَ أهلنا مٌزنَتان

فخرجتِ من رحمِ الفواجع مهرةً

تتسابقُ الأحداثُ في دوران

فتراجعتْْ مِحَنُ الزمان بأمره

بنبيذِ ترياق الحياةِ سقانــي

وورثتِ من آشور بارقَ نجمةٍ

حملتْ لبابلَ عزةً ومعاني

وقطفتِ من غصنِ المودةِ كوثرا

ومن راحتيكِ سُقيتٌ محْضَ حنان

فتعطلتْ لغةُ الكلام وبيننا

غصنُ المحبةِ لم يزلْ ريّان

فضحتْ عيوني ما طواه لساني

لا ينثني عزمي ولا الشفتان

فمشيتُ كالمأخوذ أرفعُ قامتي

بين الجموع عشيةَ الطوفان

فأدار سنحاريب خيلَه عاكفا

ونبوخد النصرين ، لي فدعاني

فأخذتُ راحته لصدري ناحباً

فشكوته ، وبكيتُهُ وبكانـي

كفّي لكفكَ في الحوادث فَزْعَةٌ

ولآخرِ الأزمان يلتقيان

فعليّ توديع الأمانةِ عادلاً

ما للحرائِرِ ، للفوارسِ داني

فإلى حرائِرِ بلدتي - جَمَداني -

وإلى الفوارس خوذتي وحصاني

فلكم بَنيَّ غضارةٌ من واهبٍ

ولإبنِنا توما الجميل ، أغاني


بطرس حلبي

السويد
Opinions