Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عيد ختانة الرب ويوم السلام العالمي / 1 كانون الثاني

القراءات الطقسية: القراءة الأولى: أشعيا 42 / 18 _ 25 أيها الصم اسمعوا أيها العميان انظروا . . + أشعيا 43 / 1 _ 13 والآن هكذا قال الرب خالقك يا . . .

القراءة الثانية: غلاطية 5 / 1 _ 6 إن المسيح قد حررنا تحريراً فاثبتوا إذاً . . . + فيلبي 2 / 5 _ 11 فليكن فيما بينكم الشعور الذي هو . . .

القراءة الثالثة: متى 1 / 18 _ 25 أما ميلاد يسوع المسيح فهكذا كان: لما . . . + لوقا 2 / 2 _ 21 ولما انقضت ثمانية أيام فحان للطفل . . .



1_ عيد ختانة الرب: الختان عملية مألوفة عند كثير من الشعوب القديمة والحديثة، كالمصرين وسواهم لأسباب صحية لا علاقة لها بالأديان. وقد شاء العلي أن يكون الختان علامة العهد بينه وبين إبراهيم ونسله، على أن يختن كل ذكر في يومه الثامن. ومن ذلك اليوم أصبح اليهود يُعرفون بأهل الختان، وكانوا شديدي التمسك بهذه السنَّة. حتى أن الذين منهم كانوا ينتحلون المسيحية في أول أمرها كانوا أيضاً يحافظون بدقة على تلك السنَّة. ولولا مقاومة الرسولين بولس وبرنابا لهم في ذلك، لفرضوا على الأمم المتنصرة أيضاً واجب المحافظة عليها. ولما كان فادينا الإلهي قد أتى إلى العالم ليخلصنا، وولد من نسل إبراهيم، أراد أن يحافظ على مراسيم الشريعة الموسوية بكاملها، ليعطي للعالم بذلك مثلاً صالحاً بطاعته في تتميم الفرائض التي رسمها الآب السماوي، وإن لم يكن هو خاضعاً لها. وبتواضعه الذي به أراد أن يتشبه بالخطأة وبطرق تكفيرهم، وبشغفه بالتضحية التي جاء ليقوم بها لأجل خلاصنا، حتى منذ الدقيقة الأولى من حياته. ولذلك أجريت له عملية الختان في اليوم الثامن لميلاده في بيت لحم، ودعي باسم " يسوع " أي المخلص. وهو الاسم الذي أوحى به الملاك جبرائيل يوم البشارة بقوله للبتول مريم: " فستحملين وتلدين ابناً فسميه يسوع ". ( لوقا1: 31 ). فختانة الطفل يسوع هي باكورة افتدائنا. وهذا الدم الأول الذي أراقه في بيت لحم، هو رأس الينبوع الذي سوف يسيل ويغرق الدنيا بالنعم الإلهية والبركات السماوية. وهي لنا أيضاً مثال ختانة القلب واللسان، كما يقول القديس بولس: " وفيه ختنتم ختاناً لم يكن بفعل الأيدي. بل بخلع الجسد البشري، وهو ختان المسيح ". ( قولسي 2: 11 ). وأيضاً: " فإنما نحن ذوو الختان الذين يؤدون العبادة بروح الله ويفتخرون بالمسيح يسوع، ولا يعتمدون على الأمور البشرية ". ( فيلبي 3: 3 ). وما أجمل ما قال في ذلك القديس برنردس[1]: " إن ختانة الجسد هي لعضوٍ واحدٍ منه، وأما ختانة الروح فهي للإنسان بكامله ".[2]

وفي فرض هذا العيد تصلي كنيسة المشرق أجمل الصلوات التي تعبر عن هذا الحدث نذكر منها: " اسمعوا هذا يا جميع الشعوب: وضع موسى شريعة لبني إسرائيل. ليختنوا الأطفال في ثمانية أيام. والشعب الذي خرج من مصر ختن. وبهذه العلامة حدث سر كبير. والمسيح بمعموديته أعطى رسم الحياة. وخلص الشعوب من ظلمة الضلال ".[3]

وأيضاً: " سبحوا الرب من الأرض: تعالوا يا أخوتي لنحتفل بختانة يسوع مخلصنا. ومع الروحانيين وأجناس الملائكة نسبحه قائلين. المجد للآتي الذي غلب ولاشى رميمنا ".[4]



2_ يوم السلام العالمي: سنة 1968 دعا البابا بولس السادس[5] العالم للاحتفال بيوم السلام العالمي، وذلك في اليوم الأول من السنة الجديد. ومنذ ذلك التاريخ أعتاد الباباوات على إصدار رسالة في هذا اليوم تتحدث عن المستجدات التي تعيق مسيرة السلام في العالم، والدعوة لنبذ النزاعات المسلحة، والعمل على إيجاد الحلول الناجعة من خلال الحوار.

وهنا نستعرض مقتطفات من رسالة البابا بندكتس السادس عشر[6] التي أصدرها في يوم السلام العالمي سنة 2008 حيث يقول: " يطيب لي، في مطلع عام جديد، أن أرفع تهنئة سلام صادقة، مقرونة برسالة رجاء ودية، إلى رجال ونساء العالم كله. يسرني أن أعرض للتفكير المشترك حول موضوع عزيز على قلبي افتتحت به هذه الرسالة وهو: الأسرة البشرية، جماعة سلام. في الواقع، إن أول هيئة لشركة بين أشخاص هي التي يغذيها الحب ما بين رجل وامرأة صمما على الاتحاد المستقر معا بهدف بناء أسرة جديدة. إن شعوب الأرض مدعوة أيضا لتأسيس علاقات تضامن وتعاون، التي تنضم إلى أعضاء الأسرة البشرية الواحدة، ولقد أفتى المجمع الفاتيكاني الثاني قائلا: "كل الشعوب جماعة واحدة ولها أصل واحد لأن الله هو الذي أسكن الجنس البشري بأسره على وجه الأرض كلها (أعمال 17/26)، ولهم غاية واحدة وهي الله".

تحيا الأسرة بسلام إذا ما خضعت مكوناتها لشريعة مشتركة: هي التي تمنع التفرد الأناني وتربط الأفراد معا، وتعزز فيهم تناغم العيش والعمل الهادف والمثمر. يصلح هذا المعيار، المحق بحد ذاته، لجماعات أكثر انتشارا: انطلاقا من المحلية منها مرورا بالوطنية ووصولا إلى الجماعة الدولية نفسها. ولنيل السلام نحتاج إلى شريعة مشتركة، تعين الحرية حقا على إظهار ذاتها، بدل أن تكون عمياء اعتباطية، وتحمي المستضعف من ظلم القوي الجائر. كثيرة هي التصرفات الاعتباطية التي نشهدها في أسرة الشعوب وفي كل دولة وفي علاقات الدول المتبادلة. تجدر الإشارة إلى أنه، وفي حالات عدة، يطأطئ المستضعف رأسه إذلالا أمام من يفوقه قوة وتملكا. فالتذكير واجب وهو أن الشريعة تنظم القوة وتسددها، وهذا ما يجب أن يتحقق في العلاقات بين الدول السيدة.

تحدثت الكنيسة أكثر من مرة عن طبيعة وعمل الشريعة: إن الشريعة القانونية التي تنظم علاقات الأفراد، وتهذب التصرفات الخارجية وتؤمن العقوبات أيضا للمتعدين، تقوم على معيار الشريعة الأخلاقية المرتكزة إلى طبيعة الأشياء. في حين أن العقل البشري قادر على تمييزها، في متطلباته الأساسية على الأقل، بالرجوع إلى عقل الله الخالق، أصل كل الأشياء. فمن واجبات الشريعة الأخلاقية هذه أن تنظم خيارات الضمائر وتوجه تصرفات الكائنات البشرية كلها. هل هناك من تشريعات قانونية تنظم العلاقات بين الدول التي تكوّن الأسرة البشرية؟ وإن وجدت فهل هي فاعلة حقا؟ الجواب: نعم، الشرائع موجودة، وتحتاج، لكي تكون حقا فاعلة، للرجوع إلى الشريعة الأخلاقية الطبيعية كقاعدة للشريعة القانونية، وإلا بقيت عرضة لاتفاقات هشة ومؤقتة.

إن معرفة الشريعة الأخلاقية الطبيعية ليست مرفوضة من الإنسان الذي يعود إلى أعماق نفسه بمواجهة مصيره الشخصي ويطرح تساؤلا حول المنطق الباطني للميول الكامنة في ذاته. ورغما من الغموض والإبهام، باستطاعته أن يتوصل لاكتشاف هذه الشريعة الأخلاقية العامة التي تتيح التفاهم فيما بين الكائنات البشرية حول الأشكال المهمة للخير والشر، للعادل والظالم، بمنأى عن التباينات الثقافية. فمن الضروري العودة إلى القانون الأساسي عبر الالتزام الجدي في هذا البحث، مجندين أفضل طاقاتنا الفكرية، ودون أن تحبط السجالات من عزيمتنا. في الواقع، إن القيم المتجذرة في الشريعة الطبيعية لحاضرة، ولو بشكل متقطع ودون ترابط، في المعاهدات الدولية، في أشكال السلطات المعترف بها شموليا، في مبادئ القانون الإنساني الذي لحظته تشريعات الدول، أو في الأحوال الشخصية للمنظمات الدولية. ما من بشرية بدون قانون أو شريعة. في كل الأحوال، يجب أن يستمر الحوار حول هذه المواضيع، تعزيزا لتلاقي تشريعات الدول كافة في الاعتراف بالحقوق الإنسانية الأساسية. و يعود تنامي الثقافة القانونية في العالم إلى الالتزام في تطوير القوانين الدولية ذي المحتوى الإنساني العميق، لتفادي الانجراف وراء عمليات تحركها الدوافع الأنانية أو الأيديولوجية.

تعيش البشرية اليوم، وللأسف، انقسامات خطيرة وصراعات قوية توشح المستقبل بظلالها الداكنة. مناطق شاسعة من الكوكب، تزداد فيها التشنجات، بينما يخالج الحذر والقلق نفس كل إنسان مسؤول، أمام تنامي عدد الدول التي تمتلك سلاحا نوويا. وتدور حتى الساعة حروب أهلية في القارة الأفريقية، مع أن بعض بلدانها قد قطع شوطا مهما على درب الحرية والديمقراطية. ولا يزال الشرق الأوسط مسرح نزاعات مسلحة واعتداءات، تتأثر بها الأمم والمناطق المجاورة، وتعرضها لخطر انتقال دوامة العنف إليها. على صعيد عام، يسجَّل بأسى ارتفاع عدد الدول المتورطة في سباق التسلح، حتى أن دولا نامية تقتطع من ناتجها الداخلي الضئيل بهدف التسلح. ففي خضم تجارة الموت القاتلة، تزداد المسؤوليات: هناك بلدان من العالم الأكثر تطورا تجني أرباحا طائلة من بيع الأسلحة، وهناك أوليغارشيات حاكمة في بلدان عديدة تسعى لتعزيز موقعها السياسي عبر امتلاك أسلحة متطورة. فمن الضرورة بمكان، وفي هذه الأزمنة المعقدة، أن يتحرك ذوو الإرادة الحسنة بغية التوصل إلى اتفاقات حقيقية تفضي إلى نزع حقيقي للسلاح، خصوصا في حقل السلاح النووي. في مرحلة تخطو فيها عملية الحد من انتشار الأسلحة النووية خطى حثيثة، وشعورا بالواجب، أحث السلطات على متابعة المفاوضات بهدف تفكيك تدريجي وتوافقي للأسلحة النووية الموجودة.

وإنني، إذ أجدد ندائي هذا، أحمل أمنيات العديد ممن يشاطروني هموم مستقبل البشرية. ستون سنة مضت على نشر منظمة الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948 ? 2008). جاءت الوثيقة كردة فعل الأسرة البشرية على أهوال الحرب العالمية الثانية، معترفة بوحدتها الخاصة المرتكزة إلى تساوي الكرامة بين البشر، وواضعة في صلب التعايش البشري احترام الحقوق الرئيسة للأفراد والشعوب: وكانت هذه خطوة مقررة في المسيرة الشاقة والملزمة صوب الوئام والسلام. وتجدر هنا لفتة خاصة إلى الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتبني الكرسي الرسولي شرعة حقوق الأسرة ( 1983 ? 2008 )، وإلى الذكرى السنوية الأربعين للاحتفال بأول يوم عالمي من أجل السلام ( 1968 ? 2008 ). وكثمرة للحدس السماوي للبابا بولس السادس، وبعد أن أنعشه باقتناع راسخ سلفي الموقر والحبيب البابا يوحنا بولس الثاني، قدّم الاحتفال بهذا اليوم على مر السنين، ومن خلال الرسائل التي نُشرت للمناسبة، إمكانية تطوير عقيدة منوِّرة للكنيسة لصالح هذه الثروة البشرية الأساسية. وفي ضوء هذه المناسبات الهامة، أدعو كل رجل وكل امرأة إلى وعي أكثر صفاء حيال الانتماء المشترك للعائلة البشرية الواحدة وإلى الالتزام في جعل التعايش على الأرض يعكس بصورة أفضل هذه القناعة التي يعتمد عليها بناء سلام حقيقي ومستدام. أدعو أيضا المؤمنين إلى ابتهال عطية السلام الكبيرة من لدن الله. يعلم المسيحيون من جهتهم أن باستطاعتهم أن يفوضوا أمرهم إلى شفاعة من، ولكونها أم ابن الله الذي صار جسدا لخلاص البشرية بأسرها، هي أم الكل. ".



--------------------------------------------------------------------------------

1_ برنردس ( 1091 _ 1153 ): متوحد سسترسياني، أول رئيس على دير كليرفو. واعظ على صلة وثيقة بأحدث زمانه. دعا إلى الحملة الصليبية الثانية. مؤلف متصوف من المرتبة الأولى. ترك عدداً كبيراً من الرسائل والمواعظ تشهد على بعد تأثيره في خارج ديره وفي داخله. معجم الإيمان المسيحي الأب صبحي حموي اليسوعي 104.

2_ السنكسار المشتمل على سير القديسين المطران ميخائيل عساف ج1 ص 3 _ 4.

3_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص ىكر.

4_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص ىلاا.

5_ البابا بولس السادس ( 1963 _ 1978 ): ولد جيوفاني سنة 1897 في كونتشيزيو بالقرب من بريشيا. أتم دروسه الثانوية في مدرسة الآباء اليسوعيين. رسم كاهناً سنة 1920. عين وكيلاً لأمين سر دولة الفاتيكان سنة 1937. سنة 1954 عين كاردينالاً على ميلانو. انتخب بابا سنة 1963 فأهتم في بداية حبريته بمتابعة المجمع الفاتيكاني الثاني. أنشأ مجمع الأساقفة، ونظم الدوائر الفاتيكانية. أنشأ المجلس الحبري للعلمانيين، ولجنة عدالة وسلام. حدد سن الخامسة والسبعين ليعتزل الأساقفة. وجه اهتمامه إلى المسكونية، وتم إسقاط الحرم بين رومة والقسطنطينية الذي كان قائماً منذ الانفصال سنة 1054. أصدر العديد من الرسائل العامة. وهو أول بابا يسافر خارج إيطاليا حاملاً رسالة سلام، ومندداً بالأوضاع الظالمة التي يعاني منها العالم الثالث. توفي سنة 1978 وهو يتمتم " أبانا الذي في السماوات ". معجم الباباوات خوان داثيو تعريب أنطوان خاطر ص 369 _ 377.

6_ البابا بندكتس السادس عشر ( 2005 _ ): ولد سنة 1927 في مدينة ماركتل بألمانيا. دخل المعهد الكهنوتي سنة 1946. رسم كاهناً سنة 1951. أكمل دراسته العليا في جامعة ميونخ، وحصل على شهادة دكتوراه في اللاهوت سنة 1953. أصبح معلماًُ للعقيدة وعلم اللاهوت الأساسي في مدارس فريسنج وبون ومونست وتوبنكن حتى سنة 1966. سنة 1969 أصبح أستاذ اللاهوت العقائدي وتاريخ العقيدة في جامعة ريجينبيرغ. سنة 1977 عينه البابا بولس السادس رئيساً لأساقفة ميونخ وفريسينج، وفي نفس السنة نال رتبة الكردينالية. سنة 1981 عينه البابا بولس الثاني رئيساً لمجمع عقيدة الإيمان. انتخب عميد للكرادلة سنة 2002. انتخب بابا سنة 2005.




Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
عشتار و جورج منصور و سياسة الإقصاء أن تزرع نبتة , او تساهم مع الاخرين , بفعل قيادي , في زراعتها وسقايتها , فتنمو وتكبر , ولاتتذكرك بضلالها فذلك غدر الحياة , أن تناط بك مسؤولية طفل رضيع فتعتني به كأحد ابنائك , تحميه من برد الشتاء , وتقيه من شمس الصيف اللاهبة , فيقوى ويشب , ويحين موعد زفافه الجيش الاسلامي يعلن عن قتله المدعو ابو درع الجيران/
أعلنت إحدى الجماعات المسلحة في العراق مسؤوليتها عن قتل ابرز المطلوبين في فرق الموت المدعو ابو درع
العراق : معضلة الخروج من المستنقع منذ أن بدأت خطة فرض القانون أو الخطة الأمنية في بغداد وباقي مدن العراق التي أعلنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدعم ومساندة القوات الأمريكية وبعدد كبير جداً من القوات العراقية من جيش وشرطة وأمن ومخابرات الخ ، والشارع العراقي يتأرجح بين الآمال والتم اهالي الحمدانية يبدؤون حملة لاعمار ما تدمر جراء انفجار سيارة مفخخة يوم أمس نركال كيت/الحمدانية/روسن زهير/ بدأ أهالي الحمدانية منذ الصباح الباكر من هذا اليوم بحملة اعمار واسعة لما دمر من جراء انفجار سيارة مفخخة ظهر يوم امس والتي سببت دمارا كبيرا
Side Adv1 Side Adv2