فخل نهر الدم الدفاق يوقضها
إضاءةغنيت صبحك والقلوب صوادي
كمواقد تجري على الأكباد
وطني الذبيح على منابت جرحه
تـنداح ثورته على الأصفاد
عشت زمنا طويلا مع هذا الوهم الجميل , حلمت بيوم خلاص آت , بـمسيح
شاهرا سيف العدل , داعيا لملكوت أرضي تجري من تحتها أنهار من عسل
ولبن وخمر , معللا جدلية الحياة بيوم لي ويوم عليك كما إعتاد العرف
أن يقول . .
وبين الجرح والجرح مراع كلها ورد
هلموا كلنا نـنشــد أناشيدا لها صرد
ولكن شيئا من هذا لم يحدث , فما زلنا أسرى أهوائنا ونزعاتنا غير
المتزنة وما أحزننا أن نرى مواكب الأيام تمضي مسرعة ولا نراها إلا
من كوى ضيقة . .
فيا أيها الشرفاء من العراقيين , من أقصى كوخ في شمال الوطن إلى
إلى أقصى خيمة من أرض الفاو , هذا أوان الجد ، كفاكم فرقة وتناحرا , فلقد تكسرت النصال على النصال . .
قووا جبهة إحساسكم الوطني النظيف , بوطن واحد وجميل , يعامل
أبناءه سواسية كأسنان المشط , وإرفعوا صرختكم عالية لـتـشق عنان الفضاء ــ لا للقـتـلة , ولا للمتاجرين بدماء الأبرياء وشرف الوطن ... كمزمور حزين الى وطني المغــتال . . .
فألكلمة لا تشيخ , تمتـلك زمنا أثيريا قريبا من مقاييس الخلود
فتلك لعمري إحدى مفارقاتها الغامضة , لا يدركها إلا المتبتلون في
حمأة تجلياتهم والمبدعون الحالمون بمجد الكلمة ...
أصبر لجرحك لم يأسن
ولن ينم
وخل غيضك
مسجورا لمحتدم
وخل غيضك مسجورا
لا تبدده
عراق يا بلدي الجامد
كأ لصنم
آه عراق وما أشكيك
عـن وهـن
فإنما أشـتكي
من عـقـك الصلم
قد مر عام وأعـوام
بنا إنحدرت
حتى كأنا بدار السلم
لم نقــم
وما عـتقـت خيولا
من أعـنتها
فلا يطيب لها
إدبار منهـزم
لكنها المحنة الكبرى
التي سـبرت
أرض الحبيب الذي
يمشي على ألــم
عـد ياعـراق
لحب الناس كلهم
عـد يا عـراق كما
لو كنت من ضرم
وأترك لقـلبك بابا
أنت موهـنه
أفـديك بالروح
وألعـشـق الذي بدمي
أطير في جوك العالي
كقـبرة
تمري الحنين الذي
يسـعى عـلى قـدم
ما بال بغـداد
لم تثأر لعـفـتها
فـتستر الحمل
من عـرابها ألأثــم
فخـل نهر الدم الدفـاق
يوقـضها
تقـتص من كل كـف
غـارق بـدم
محدرات وموت دونها
طـبـق
كأن صاعـوقها
جيـش من الظـلم
هذا مقطع من قصيدة طويلة , كتبتها عام 1989 في بودابست , ضاعـت
مع ما ضاع من سنوات العـمر الجميلة , في رحلة مبادلة المنافي بالمنافي
فهذا ما تبقى منها وهـو ما إعـتدت أن أتـغنى به في خـلوتي , وإلاّ كان
قد لحــق بما ضــاع .......