فيان دخيل: 70 بالمئة من أهالي سنجار يعيشون في المخيمات
المصدر: كوردستان 24
قالت المتحدثة باسم كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في البرلمان العراقي، فيان دخيل، إن الحكومة العراقية لم تكن جادة في تنفيذ اتفاق سنجار في الماضي حتى يتمكن النازحون من العودة إلى مناطقهم.
مؤكدةً في مقابلةٍ على شاشة كوردستان 24، أن 70% من أهالي سنجار يعيشون في مخيماتٍ بإقليم كوردستان، بسبب تواجد القوات والمجموعات المسلحة في المنطقة.
وأشارت دخيل إلى أن جيلاً كاملاً من الإيزيديين لا يعرفون سنجار، فالذين كانت أعمارهم عاماً وعامين عام 2014، بلغوا 10 و11 عاماً، ولا يعرفون ما هي سنجار.
داعيةً الحكومة الاتحادية إلى الأخذ بعين الاعتبار معاناة الإيزيديين وتنفيذ اتفاقية سنجار.
في غضون ذلك، لفتت دخيل إلى أن الحكومة الاتحادية "لم تعوّض الإيزيديين، فمن أصل 8000 حالة، لم تعوّض الحكومة سوى 20 عائلة إيزيدية، وهو عدد قليل جداً وغير مقبول".
وتعتقد المتحدثة باسم كتلة الديمقراطي الكوردستاني أنه "من الضروري محاكمة المتورطين في مجزرة الفتيان والفتيات الإيزيديين في سنجار ومحيطها".
وقالت: يجب علينا أيضاً أن نعمل على إعادة الفتيات والنساء الإيزيديات المختطفات من أيدي هذا التنظيم الإرهابي.
وتصادف اليوم السبت، الذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق إيزيديي سنجار.
وفي الـ 3 آب أغسطس 2014، اجتاح داعش جبل سنجار حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين العامين 2014 و2017.
ونفذ عناصر التنظيم أعمال عنف مروعة ضد هذه الأقلية فقتلوا المئات من رجالها وأطفالها وخطفوا نساءها.
كما استعبد التنظيم المتطرف سبعة آلاف امرأة وفتاة إيزيدية وشرد معظم أبناء الأقلية الذين يبلغ عددهم 550 ألفاً من موطنهم الأصلي في سنجار.
بينما اضطر عشرات الآلاف من أبناء المنطقة إلى النزوح عن ديارهم إلى مخيمات في إقليم كوردستان.
في وقت لا تزال عمليات البحث عن مفقودين وعن مقابر يعتقد بأنّها تضم رفاتهم تتواصل، بينما ما زالت المباني والمنازل مدمّرة وخالية من السكان الذين يقطنون منذ أعوام في مخيمات بإقليم كوردستان.
ورغم أن قوات البيشمركة تمكنت من طرد التنظيم من سنجار في 2015، إلا أن آلاف النازحين الإيزيديين لا يزالون يخشون العودة إلى مناطقهم بسبب المخاوف الأمنية وانتشار ميليشيات في سنجار، إضافة إلى الخراب وسوء الخدمات التي تعاني منها المنطقة.
ولاتزال قوات موالية لحزب العمال الكوردستاني وفصائل في الحشد الشعبي تنتشر في سنجار على الرغم من الاتفاقية التي وقعتها حكومة إقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية.
وتوصلت الحكومة العراقية مع إقليم كوردستان في تشرين الأول أكتوبر 2020 إلى اتفاق يهدف لإعادة الاستقرار والنازحين إلى سنجار عبر إنهاء وجود حزب العمل الكوردستاني والحشد الشعبي والجماعات المرتبطة بهما في المدينة ونشر قوات اتحادية نظامية.
وسبق أن قال مسؤولون في إقليم كوردستان إن تطبيق الاتفاقية لم يتم كما هو بل كان صورياً وهو ما يهدد بانهيار الاتفاق الذي وصف ذات مرة بالتاريخي.
ولم تبدأ عمليات إعادة الإعمار في سنجار رغم مرور كل هذه السنوات بسبب الصراعات السياسية والإقليمية والتوترات الأمنية، في وقت لا يزال آلاف الإيزيديين في عداد المخطوفين والمفقودين، ومصائرهم مجهولة.
وبين 550 ألف إيزيدي كانوا يسكنون سنجار ومناطق أخرى قبل هجوم تنظيم داعش، ترك نحو مئة ألف منهم البلاد، فيما لجأ آخرون إلى إقليم كوردستان.
وفي عام 2019، صوّت برلمان كوردستان على اعتبار ما تعرض له الإيزيديون إبادة جماعية، وقرر اعتبار الثالث من كل آب يوماً لإحياء المناسبة المأساوية.
واعترفت ألمانيا في 17 يناير 2023 ومن بعدها بريطانيا، بتعرض الإيزيديين لـ"ممارسات إبادة جماعية" على يد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وجاء هذا الاعتراف الرسمي بعد حكم صادر عن محكمة العدل الفيدرالية الألمانية في 17 يناير 2023 يدين مقاتلاً سابقاً في "داعش" بتهم ارتكاب ممارسات تشكّل "إبادة جماعية" في العراق.
ويطالب الإيزيديون بالتنسيق بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد لتهيئة بيئة ملائمة لعودة النازحين وإعمار المدينة والنهوض بالخدمات وتوفير فرص العمل لسكان المنطقة وإنهاء التوترات الأمنية والقضاء على خلايا تنظيم داعش التي لا تزال تتحرك في المنطقة.