في اليوم العالمي للتسامح.. منظمة بنت الرافدين .. تطلق دعوة للتعايش السلمي والتسامح
18/11/2011شبكة أخبار نركال/NNNبنت الرافدين/
ضمن برنامجها الحواري الشهري، وبمناسبة اليوم العالمي للتسامح، عقدت منظمة بنت الرافدين، منتداها الثقافي الثالث والعشرون يوم الاربعاء المصادف 16/ 11/ 2011 على قاعة شهرزاد وبحضور نخبة من اعضاء المنظمة ونشطاء المجتمع المدني.
أفتتح المنتدى، السيد ياس العرداوي مرحبا بالحضور ومشيدا باليوم العالمي للتسامح والذي أقرته الامم المتحدة عام 1995، ليكون يوما عالميا بين الشعوب للتسامح والتعايش والسلام، وان المنظمة بهذه المناسبة اختارت أربع شخصيات ساهمت في اشاعة ثقافة التسامح في زمنها وتركت بصماتها على الازمنة اللاحقة.
فكانت ورقة العمل الاولى والتي قدمها الناشط حيدر محمود شاكر عن مالكم أكس، الرجل الاسود في امريكا والذي كان يعرف ب( الارجل الاكثر غضبا على البيض)، ساردا سيرته بايجاز وموضحا كيف ان نقطة التحول في حياته كانت عندما حج الى الكعبة ورأى هناك الاسود والابيض والغني والفقير، وكل الاجناس والالوان معا، بدون تمييز او تفضيل، وكيف ان هناك رجالا بيض ساعدوه واحترموه وعنوا به، فعاد الى امريكا ليكون الرجل الاسود الذي يدعو الى التسامح مع الابيض وناضل في سبيل ذلك حتى دفع حياته ثمنا لهذه الدعوة.
ثم جاءت الورقة الثانية عن السيد علي السيستاني والتي قدمها الناشط المدني سلام مكي، موضحا ان السيستاني هو الرجل الذي استطاع خلال احداث العنف الطائفية بعد 2003 في العراق ان يوحد كلمة الناس، وان يقف ضد دعوات الطائفية هنا وهناك، من خلال خطبه وكلماته وفتاويه التي وحد فيها صفوف العراقيين.
لتأتي الورقة الثالثة حول العلامة السيد محمد حسين فضل الله قدمتها السيدة زهراء محمد علي، قائلة عنه انه : الرجل الذي يوصف بانه (مرجع الانسانية)، لما له دور كبير في توحيد صفوف المسلمين وكذلك دعوته للحوار مع الاديان الاخرى، وما تضمنته حياته وحركته من نبذ للعنصرية والتفرقة ودعوته المستمرة للتحاور مع الاخر وفهمه والتعايش معه.
ثم كانت الورقة الرابعة حول شخصية عالمية كان لها الاثر الاكبر في توحيد شعبه آنذاك وفي دعوته للتسامح والتي مازال صداها الى الآن في العالم كله، إلا وهو (غاندي)، قدمتها الانسة نجوى الطاهر ساردة فيها شيئا من طفولته وتربيته ثم سيرته في الدعوة الى التسامح وتوحيد الصف، ذاكرة بعض القصص التي أختزنها التأريخ لهذا الرجل.
وكانت الورقة الاخيرة للسيدة علياء الانصاري حول دور الاسلام في اشاعة ثقافة التسامح، من خلال دعوة القرآن الى الحوار وتقبل الاخر ومن خلال سيرة الرسول (ص)، والصحابة وأهل البيت، مقرنة ذلك بالواقع الحالي الذي نعيشه وما فيه من عصبية وحقد وعنف، يبدأ ذلك من تربية الاطفال في البيت على العنف مرورا بالمدرسة والمجتمع وانتهاءا بالسياسية، مؤكدة على ان الشخصية العراقية بطبيعتها شخصية لا تقتنع بسهولة، حادة، متوترة ولا تقبل بالاخر بشكل عام.
بعد ذلك فتح السيد العرداوي باب النقاش بعد ان دعا الجميع الى ان يتساءل هذا اليوم مع نفسه: (هل أنا متسامح أم لا)؟، وضرورة ان يجد الجميع الاجابة على هذا السؤال لانه الاهم في طريق اشاعة ثقافة التسامح.
وكانت أهم محاور النقاش والمداخلات:
1 – نحن بحاجة الى التسامح في الوقت الحاضر اكثر من اي زمن آخر، وعلى كل واحد فينا ان يعتبر نفسه داعية للسلام والتسامح.
2 – افتقر المنتدى الى موضوعة المصالحة الوطنية، كونها تتضمن التسامح ولان لها الدور الكبير في الكثير من الاستقرار الذي حدث في العراق
3– هناك شخصيات اخرى ساهمت في نشر ثقافة التسامح على مدى التأريخ، وهي بحاجة الى دراسة.
4 – ما هي الخطوات العملية التي نحتاجها لتنمية هذه الفضيلة الاجتماعية والانسانية.
5 – ما هي الظروف التي ساعدت على محاربة وتهجير هذه الفضيلة (فضيلة التسامح) من ساحة النفوس.
6 – وما هي صفات الشخصية التسامحية، وهل نحتاج الى شخصيات أو رموز أم الى منهجية وعمل؟
وقد تم تقديم مقترح الى المنظمة، ليكون هناك متابعة لهذا المنتدى، في استضافة شخصيات تتحدث عن تجارب الشعوب الاخرى في محاولاتها لاجل اشاعة ثقافة التسامح وكيف يمكن الاستفادة منها وخاصة على مستوى الاطفال والشباب باعتبارهما العنصر الحيوي في المجتمع والذي يقع على كاهله مسؤولية التغيير.
وقد واعدت المنظمة على العمل بهذا المقترح، وفي الختام طلب مدير الندوة السيد العرداوي من الحاضرين، عندما يخرجوا من القاعة يفتشوا عن الاناس الذي تخاصموا معهم لكي يتسامحوا ويتصالحوا اليوم وأن يأخذ كل واحد منهم وردة معه الى بيته هذه الليلة.
والجدير بالذكر ان برنامج المنتدى الشهري، من البرامج الثقافية التي تهتم المنظمة بادراجها على لائحة عملها الطوعي وهو يعد من برامج التواصل الجماهيري التي تحرص المنظمة على أقامتها دوما.